خليل عواودة.. ملحمة في سجل جنرالات الملح والصبر في معتقلات الاحتلال!

الجمعة 02 سبتمبر 2022 01:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
خليل عواودة.. ملحمة في سجل جنرالات الملح والصبر في معتقلات الاحتلال!



كتب نواف الزرو:

في محطات المسيرة الاعتقالية الاكبر في التاريخ الحديث، وفي قلب معسكرات الاعتقال الصهيونية وخلال  عقود اعتقالهم في الزنازين والغرف الانفرادية،  خاض الاسرى الفلسطينيون اضرابات مفتوحة عن الطعام في مواجهة  مخططاتهم  الرامية الى دفنهم احياء  في غياهب الزنازين..!
فهاهو المناضل البطل الاسطورة خليل عواودة (40 عاما) يواصل اضرابه المفتوح عن الطعام منذ 172 يوما احتجاجا على اعتقاله إداريا من دون تهمة ليتوج هذا الاضراب بانتصار على السجان بالتوقيع على اتفاق لاطلاق سراحه في الثاني من اكتوبر القادم، وقبله البطل الأسير هشام أبو هواش، أنهي مساء الثلاثاء: 04/01/2022 إضرابا مفتوحا عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، استمرّ 141 يوما رفضا لاعتقاله الإداري، وقبله أعلن الأسير الفلسطيني مقداد القواسمي إنهاء إضرابه عن الطعام بعد 113 يوما بعد التوصل إلى اتفاق للإفراج عنه مع إدارة السجون الإسرائيلية في فبراير المقبل- الخميس 11 نوفمبر 2021 -.
وكان بلال كايد واصل مسيرة الابطال في معتقلات الاحتلال في اضراباتهم المفتوحة عن الطعام، وسجل واجدا وسبعين يوما من الاضراب المفتوح عن الطعام، وسطر ملحمة جديدة في مسيرة جنرالات  الملح والصبر في معتقلات الاحتلال الصهيوني، توجت بانتصاره على الاحتلال. بينما خاض الأسير الفلسطيني الصحفي محمد القيق، ايضا اضرابا عن الطعام استمر لمدة 93 يوما، الى ان تم الاتفاق على الإفراج عنه يوم 21 مايو/ أيار /2016.

ad
وفي – 24/12/2013 -أفرجت السلطات الإسرائيلية عن الفلسطيني سامر العيساوي بعد تسعة أشهر من إضرابه عن الطعام، وهو بذلك يكون صاحب أطول إضراب عن الطعام. وكان العيساوي قد اعتقل عام 2003 وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما، قبل أن يفرج عنه عام 2011 في إطار صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مع حركة حماس. إلا أنه أعيد اعتقاله بعد أشهر قليلة من ذلك.

وكذلك الأسيرة المحررة هناء الشلبي التي اعتقلتها قوات الاحتلال، اعلنت بدورها إضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتقالها دون سبب، وتحويلها إلى الاعتقال الإداري لمدة 6 شهور. وقبلها، وعلى مدى اكثر من اربعة اسابيع كاملة على التوالي واصلت الاسيرة الفلسطينية نورا محمد شكري جابر إضرابها المفتوح عن الطعام والذي خاضته احتجاجا على التمديد السابع لاعتقالها الإداري- 2008-01-12 ، وقد اعتقلت نورا البالغة من العمر 37 عاما من عقبة تفوح في مدينة الخليل من بيتها منذ 15 شهرا واحتجزت في ظروف اعتقالية قاسية عدة أسابيع قبل ان تحوّل إلى الاعتقال الإداري دون ان تتضح ذرائع اعتقالها ،فلم توجه لها أي تهمة حتى الآن، ونورا أم لستة أطفال و زوجة الأسير محمد سامي الهشلمون المعتقل في سجن النقب الصحراوي منذ أيلول 2006 الذي يغوص أيضا في دوامة الاعتقال الإداري.
واليوم  الخميس 2022/9/1 وباعلانهم إلاضراب المفتوح عن الطعام يخوض الأسرى الفلسطينيون وفق الاحصاءات الفلسطينية نحو خمسة وعشرين اضرابا رئيسيا عن الطعام في مواجهة اجراءات القمع والتنكيل والالغاء التي تمارسها ضدهم  مصلحة السجون الاحتلالية.
ويأتي هذا الاضراب الكبير في عشرة معتقلات احتلالية ضمن المشروع النضالي الذي يخوضه الأسرى في معسكرات الاعتقال الجماعية.
يطلقون على الاضرابات هناك في فلسطين تارة “رحلة الموت والجوع”، ويطلقون عليها طوراً”رحلة الملح والجوع”، بينما يطلقون عليها تارة ثالثة”معارك الأمعاء الخاوية”، ويطلقون عليها أحياناً  “انتفاضات الحركة الأسيرة الفلسطينية” .
 وهم، يجمعون كلهم على امتداد سجون ومعسكرات الاعتقال الاحتلالية على :
“نعم للجوع … ولا .. ألف لا  للركوع “
 وكأن لسان حالهم يقول دائماً :
“سنصبر حتى يعجز كل الصبر عن صبرنا ” ..
وينشدون كلهم ايضا مع معين بسيسو:
“نعم لن نموت، نعم سوف نحيا
ولو أكل القيد من عظمنا
 ولو مزَّقتنا سياط الطغاة
 ولو أشعلوا النار في جسمنا
 نعم لن نموت، ولكننا
 سنقتلع الموت من أرضنا”
 وكانوا يحضرون دائماً الجسد والروح لخوض رحلة الجوع الطويلة ..
فتحولوا إلى “رجال ملح وصبر خجلت الأسطورة من صمودهم التاريخي” كما وثق عيسى قراقع رئيس نادي الأسير في خلاصة قراءته لكم هائل من التقارير والنشرات والدوريات التي تتحدث عن معاناة الحركة الأسيرة الفلسطينية، ويقول قراقع:” لقد أدرك قادة إسرائيل الإنجازات التي حققها الأسرى الفلسطينيون بتضحياتهم ومعاناتهم خلال سنوات طويلة، ولذلك فالحرب من وجهة نظرهم هي حرب على الوطنية الفلسطينية، وعلى الوعي الوطني الفلسطيني”.
وللأسرى الفلسطينيين القدامى “قصص وحكايات طويلة، وإن خُطت على ورق ستملأ عشرات المجلدات، فلكل أسير منهم أم لها دموع ذُرفت لتكتب بها عشرات القصص، وأشقاء فرقتهم الأسلاك الشائكة ومزقت أوصالهم جدران السجون، وللأسرى أصدقاء وجيران اشتاقوا لرؤيتهم وعانوا من فراقهم، وللأسرى أطفالاً تُركوا دون أن يستمتعوا بحنان آبائهم ودفء أحضانهم، وكبروا واعتقلوا ليلتقي الآباء الأسرى بأبنائهم خلف القضبان، كما هي حالة الأسير أحمد أبو السعود الذي ترك ابنه طفلاً ليلتقيه بعد عشرين عاماً في الأسر-كما يوثق عبدالناصر فروانه الباحث في شؤون الاسرى”.
يجمع الفلسطينيون هناك على “إن سنوات الأسر الطويلة لم ولن تكسر إرادة الأسرى ولن تفت من عزائمهم، فبعد كل هذه السنوات الطوال يظل الأسرى عنوانا للصمود والتحدي وتنتصر إرادتهم على سجانيهم”.
ولا يسعنا نحن في الخارج الفلسطيني الا ان ننحني تقديرا واجلالا، وربما خجلا ايضا امام هذه القامات النضالية الاسطورية من خليل عواودة مرورا بعدد كبير من الاسرى الابطال وليس انتهاء عنده….انه ايضا صراع وجود في معتقلات الاحتلال الصهيوني.
كاتب فلسطيني