صحيفة تكشف تفاصيل عن حرب الطائرات بدون طيار في سماء غزة

الأحد 28 أغسطس 2022 04:36 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة تكشف تفاصيل عن حرب الطائرات بدون طيار في سماء غزة



غزة/سما/

لم تنفك العقول المبتكرة في المقاومة الفلسطينية عن تطوير قدراتها العسكرية التي انتقلت من تطوير وتحسين مدى ونوعية الصواريخ التي تمتلكها والتي لا زالت مستمرة في ذلك، إلى الطائرات بدون طيار التي باتت سلاحًا يهدد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، فاجأت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الكثيرين ومن بينهم الاحتلال وقواته التي تتباهى باستخباراتها التي تصفها بالمتميزة، بتسيير القسام لأول طائرة بدون طيار، أطلقت عليها اسم "أبابيل"، لكن في حقيقة الخفايا والكواليس، فإن الكتائب سعت لذلك قبل أعوام كثيرة من ذاك العدوان المدمر الذي استمر 52 يومًا، وكان أولى المحاولات المحلية تلك التي تعلقت بمحاولة القيادي الميداني في القسام نضال فرحات بتصنيع أول طائرة انتحارية، إلا أنه استشهد برفقة 5 من رفاقه خلال سعيهم لامتلاك هذا الانجاز والابتكار المحلي.

لم تقف تلك المحاولات عند ذلك، فاستمرت العقول بالعمل على هذا الانجاز العسكري، ونجحت في ذلك قبل عدوان 2014، بعدة سنوات، ويعتقد أن أول طائرة فعليًا كانت جاهزة عام 2010، وكان القسام يتجهز لاستخدامها في العدوان الذي استمر 8 أيام عام 2012 بعد اغتيال قائد أركان المقاومة أحمد الجعبري، إلا أنه لأسباب تتعلق بالميدان أو أخرى لم تكن تلك المعركة التي شهدت قصف تل أبيب لأول مرة بصواريخ محلية للمقاومة، لها النصيب في إظهار هذا الانجاز الذي ظهر في العدوان الذي تلاه عام 2014، واستخدام تلك الطائرات بأنواع ثلاثة منها الهجومية، والانتحارية، والاستطلاعية، وقد نفذت طلعات جوية لرصد مواقع إسرائيلية آنذاك وقيل أنها وصلت إلى مقر "كيرياه" في تل أبيب، إلا أنه لم يؤكد ذلك، كما حاولت تنفيذ هجوم وفيما يبدو تم إسقاطها، أو أنها ضربت أهدافها والاحتلال لم يفصح عن حقيقة ما جرى.

 وفي عام 2016، اغتيل محمد الزواري وهو تونسي في مسقط رأسه من قبل مجموعة مسلحة تبين فيما بعد أنها تتبع للموساد، وكان يعتقد أن اغتياله يتعلق بمهامه في تصنيع طائرات بدون طيار، قبل أن تعلن كتاب القسام وتؤكد أن الزواري هو أحد مهندسي طائراتها التي كشفت عنها، وأطلقت على بعض الطائرات اسمه.

وباغتيال الزواري، كانت تعتقد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنها نجحت في توجيه ضربة للمقاومة، إلا أن الأخيرة أظهرت أنها تمتلك عقول بشرية مبتكرة، منها المهندسين الذين تلقوا تعليمهم في الخارج، ومنها من تلقوا تعليمهم على يد الزواري وأمثاله، ليكملوا المسيرة التي أصبحت تشكل خطرًا حقيقيًا على الاحتلال الإسرائيلي، ولعل من أبرز الأسماء المهندس الشهيد محمود فارس الذي اغتيل في معركة "سيف القدس"، أحد رفاق الزواري والذي تلقى تعليمه في الخارج وعاد ليخدم مقاومته.

ومنذ تلك اللحظة الفارقة، بدأت وسائل الإعلام العبرية تتحدث في بعض الأحيان عن طائرات بدون طيار تخترق أجواء مستوطنات غلاف غزة، إلا أن جيش الاحتلال لم يعلق على تلك الأحداث، واكتفى في عدة مرات الإعلان عن إسقاط طائرات مماثلة في أجواء قطاع غزة بحجة أن بعضها كان يقترب من الحدود البحرية أو البرية، أو أخرى بحجة تحليقها على علو غير مسموح به.

وكشفت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن استخدامها لبعض الطائرات التي أسمتها "جنين" وإسقاط قنابل على أهداف عسكرية إسرائيلية على حدود قطاع غزة خلال معركة "سيف القدس" في أيار الماضي، فيما استخدمت كتائب القسام طائرة انتحارية ضد مصنع في مجمع أشكول الاستيطاني وأصابته بشكل مباشر.

وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه رصد محاولة إطلاق سرايا القدس لطائرة بدون طيار خلال التصعيد الأخير منذ أسابيع، تجاه منصة غاز قبالة سواحل القطاع، ولكنه فشل في ذلك حسب إدعاءه، بينما نشر مقطع فيديو للقيادي في السرايا تيسير الجعبري الذي اغتيل مؤخرًا وهو يتابع ويشرف على عملية اختبار طائرة بدون طيار.

مصادر مقربة من المقاومة تحدثت لـصحيفة القدس المحلية، أن سماء قطاع غزة يشهد في السنوات الخمس القليلة الماضية، حرب فعلية بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي الذي يستخدم كل قدراته لمحاولة معرفة قدرات المقاومة وتطويرها لهذه الطائرات.

ووفقًا للمصادر، فإن الطائرات بدون طيار التابعة للمقاومة نجحت في اختراق الحدود والمنظومات الدفاعية للاحتلال ورصد أهداف داخل المستوطنات المحاذية للقطاع، وبعضها وصل لمناطق حساسة ومواقع عسكرية على بعد مدى ليس أقل من 40 كم، وبعضها أكثر في أحيان قليلة.

ولا تخفي المصادر أن الاحتلال يمتلك تقنية جديدة استخدمها عدة مرات في محاولة إسقاط بعض الطائرات بدون طيار، بدون استخدام الطائرات الحربية أو وسائل عسكرية، لافتةً إلى أنه في الآونة الأخيرة نجح في إسقاط وسحب طائرتين قبالة سواحل القطاع، كانت إحداها في مهمة رصد، والأخرى كان أجري عليها بعض التطوير وكان يتم اختبارها وفحص قدراتها الجديدة.

ورغم ذلك، تقول المصادر المقربة من المقاومة أن هذا لم يؤثر على عملها ونجحت عدة مرات في تجاوز الإمكانيات العسكرية والقدرات التكنولوجية وغيرها ونجحت في تصوير ورصد الكثير من الأهداف عبر تلك الطائرات وهو ما يثير قلق وخوف الجنود الإسرائيليين الذين هربوا في إحدى المرات حينما شاهدوا الطائرة تحلق فوق مركبة عسكرية شرق حدود جنوب قطاع غزة.

وتؤكد المصادر، أن المقاومة تمتلك عدة أنواع من تلك الطائرات من بينها الاستطلاعية، والهجومية، والانتحارية، وأن المعركة المقبلة سيكون هناك جيش من هذه الطائرات يهاجم ويفاجئ الاحتلال في عقر داره.

وأكدت على أن المقاومة لا تتوقف عن الابتكار والانتاج وتحسين قدراتها على كل الأصعدة من الصواريخ والطائرات بدون طيار وأسلحة وتكتيكيات مختلفة ستفاجئ الاحتلال في أي معركة كبرى، وذلك رغم الحصار الذي تتعرض له والملاحقة المستمرة من قبل الاحتلال الذي يحاول تسويق الوهم في الكثير من المرات عن استهدافه للعديد من الأهداف الخاصة بالمقاومة، لكنه في كل مرة يعرف أن بنك أهدافه مفلس ولا يحمل إلا الفشل الاستخباراتي والعسكري.