تقديرات إسرائيلية بتزايد احتمالات التصعيد مع حزب الله

الجمعة 26 أغسطس 2022 03:15 م / بتوقيت القدس +2GMT
تقديرات إسرائيلية بتزايد احتمالات التصعيد مع حزب الله



القدس المحتلة/سما/

يعتبر المسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي أنه توجد أسباب كثيرة لعدم وجود مصلحة حقيقية لدى لبنان وحزب الله بمواجهة عسكرية مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه يتعاملون بجدية لتهديدات أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، باستهداف منصات غاز في البحر المتوسط تسيطر عليها إسرائيل، في حال عدم التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين، وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف" اليوم، الجمعة.


وكان وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، قد هدد بأن أي استهداف لمنصة غاز بحرية ستؤدي إلى "يوم أو أيام قتالية أو إلى حرب" بين إسرائيل وحزب الله. وأشار محللون إسرائيليون، في الأسابيع الأخيرة، إلى أن تهديد نصر الله هو أنه في حال عدم التوصل لاتفاق ترسيم الحدود البحرية، ومنع لبنان من الاستفادة من الموارد البحرية، مثل الغاز، فإن إسرائيل لن تتمكن من ذلك أيضا، خاصة مع اقتراب بدء أعمال استخراج الغاز من حقل "كاريش"، في نهاية الشهر المقبل.

وتعزو إسرائيل عدم وجود مصلحة لدى حزب الله بمواجهة عسكرية، حسب الصحيفة، إلى الوضع الاقتصادي المستفحل في لبنان، "وانتقادات عامة داخلية تجاه حزب الله"، والإدراك بأن حربا مع إسرائيل ستجلب كارثة على لبنان. ورغم ذلك، يعتبرون في إسرائيل أن نصر الله "تسلق شجرة عالية ومن الجائز أن الخطوات التي ينفذها هدفها نقل رسالة مفادها أن تهديداته هي التي أدت إلى إنجازات في المفاوضات بين إسرائيل ولبنان" بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود البحرية.


إلا أن الصحيفة لفتت إلى أن إسرائيل تواجه صعوبة في معرفة ما يعتزم نصر الله القيام به، "والأسئلة غير المحلولة رفعت مستوى التأهب بشكل بالغ في جهاز الأمن إثر استمرار التهديدات المتتالية باستهداف منصات الغاز، والاستفزازات التي نفذها بإطلاق حزب الله ثلاث طائرات مسيرة غير مفخخة، قبل أشهر معدودة، والتي أسقطها الجيش الإسرائيلي".

وأضافت الصحيفة أنه "لا توجد في المواد الاستخباراتية حتى الآن معلومات حول مواجهة تقترب مع حزب الله، لكن موعد بدء استخراج الغاز في منصة ’كاريش’ يقترب، ويرتفع في موازاته التوتر الأمني".

ورغم عدم التوصل إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت أنه بوجود اتفاق أو بدونه، سيبدأ حقل "كاريش" بالعمل في الفترة القريبة. وفي موزاة ذلك يسود قلق لدى القيادة الإسرائيلية من مواجهة عسكرية محتملة مع حزب الله.

ووفقا للصحيفة، فإن الخط المتشدد الذي يقوده نصر الله ما زال "كلغز" لم يتم حله، في مقابل "الخط الرسمي الأكثر براغماتية من جانب حكومة لبنان، الذي جرى التعبير عنه أمام المبعوث الأميركي، آموس هوكستاين، وفيما الفجوات آخذة بالتقلص في الشهر الأخير".

وبحسب الصحيفة، فإن التقديرات في إسرائيل هي أنه بالإمكان التوقيع على اتفاق ترسيم حدود مع لبنان، "مع تسويات بين الدولتين، البعيدة جدا عن تصريحات ومطالب نصر الله. والتسوية المحتملة لا تتجاوز خط المنطقة المتنازع عليها، وإنما يفترض أن تنقل مناطق بحرية بين دولة وأخرى".

ويسود الاعتقاد في جهاز الأمن الإسرائيلي أن "لإسرائيل مصلحة أمنية بأن تكون منصة غاز للبنان. وعدا تحسين الوضع الاقتصادي في لبنان، ويقود لتحسين استقرار الحكم، فإن ثمن الخسارة للبنان سيكون واضحا عندما تكون بحوزتها منصة غاز".

وقال مندوبو جهاز الأمن خلال مداولات جرت مؤخرا، إنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع لبنان في الفترة القريبة، وفيما يبدأ استخراج الغاز من حقل "كاريش"، فإن احتمالات التصعيد بين إسرائيل وحزب الله ستتصاعد.