أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أن صيغة الاتفاق الحالية بشأن إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية "سيئة" ولا يمكن القبول بها، حيث لن تمنع طهران من أن تصبح دولة نووية.
وصرح لابيد خلال لقاء، اليوم الأربعاء، مع صحفيين أجانب: "إسرائيل ليست ضد أي اتفاق مع إيران، لكنها ضد هذا الاتفاق بالذات لأنه سيء، ولا يمكن القبول به في صيغته الحالية. من وجهة نظرنا، فإنه لا يلبي حتى المعايير التي وضعها الرئيس الأمريكي جو بايدن شخصيا، وهي منع إيران من أن تصبح دولة نووية".
وأضاف لابيد أنه إذا تم توقيع الاتفاق الذي تعمل عليه القوى الغربية حاليا مع إيران بصيغته الحالية فلن تكون إسرائيل ملزمة به "وسنعمل على منع إيران من التحول إلى دولة نووية".
واعتبر لبيد، أن "رفع العقوبات سيسمح لإيران بتبييض أموال لدول أخرى وإنشاء قناة مباشرة لتمويل الإرهاب"، بحصولها على "100 مليار دولار سنويا، ستستخدم في تقويض الاستقرار في الشرق الأوسط ونشر الإرهاب في أنحاء العالم".
وتابع أن إيران قدمت مطالب أخرى في أعقاب مسودة الاتفاق التي سلمتها الدول الأوروبية، وادعى لبيد أن "الذين يجرون المفاوضات من قبل أوروبا والولايات المتحدة مستعدون لتقديم تنازلات تلو الأخرى. وتضع الدول الغربية خطا أحمر، يتجاهله الإيرانيون، وعندها يزيحون الخط الأحمر. وإذا لم يوافق الإيرانيون عليها، فلماذا العالم لا يغادر" المفاوضات.
ويشار إلى أن لبيد أصبح يتطرق إلى الموضوع النووي الإيراني بعد أن تولى منصب رئاسة الحكومة واقتراب انتخابات الكنيست، مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ويجمع الباحثون والمحللون الإسرائيليون على أن إيران تهدد دولا في الشرق الأوسط، وخاصة في الخليج، وليس إسرائيل التي تملك ترسانة نووية كبيرة، وأنه يخشى أن يتهمه رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، عشية الانتخابات، بأنه ضعيف أمام الولايات المتحدة في الموضوع الإيراني وأنه لا يسعى إلى منع تحول إيران إلى دولة نووية، رغم أن التقديرات المهنية في إسرائيل تفيد بأن إيران لن تسعى لحيازة سلاح نووي في المستقبل المنظور على الأقل.
وادعى لبيد أن الاتفاق المطروح "يشكل خطرا على استقلالية الوكالة الدولية للطاقة النووية لأنه يمارس ضغوطا سياسية من أجل إغلاق تحقيقات مهنية ضد إيران". ويذكر في هذا السياق أن إسرائيل رفضت وترفض أي إشراف دولي، وخاصة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على ترسانتها النووية، التي تفرض إسرائيل تعتيما عليها.
وزعم لبيد "أننا نجري حوارا مفتوحا مع الإدارة الأميركية حول كافة القضايا المختلف حولها"، رغم أن إسرائيل لا تكشف عن جوهر المحادثات التي تجريها مع الإدارة الأميركية باستثناء التصريحات العلنية، التي ينقضها الأميركيون. وبعد انتقادها الشديد لبايدن في بداية حديث، بأنه لا يلتزم بتعهداته، ادعى لبيد "أنا أقدّر استعدادهم للاستماع إلينا والعمل سوية. والولايات كانت ولا تزال حليفتنا الأقرب والرئيس بايدن هو من أفضل أصدقاء إسرائيل".