أحيت الفصائل الفلسطينية بغزة، الاثنين، الذكرى الثالثة والخمسين لإحراق المسجد الأقصى بالتأكيد، على أن الحريق لا زال مشتعبا عبر محاولات التهويد.
ودعت الفصائل، خلال مؤتمر وطني العرب والمسلمين إلى دعم أهل القدس وصمودهم.
وقال الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس: "في الذكرى الثالثة والخمسين لحريق المسجد الأقصى ما زالت الاعتداءات والحفريات والاقتحامات والصلوات التلمودية مستمرة في المسجد الأقصى وهذا يمثل خطرا على القدس والأقصى".
وحذر رضوان "الاحتلال الإسرائيلي من مغبة استمرار اقتحام المسجد الأقصى.
ودعا رضوان قادة الأمة العربية والإسلامية إلى ضرورة مقاطعة الاحتلال ودعم صمود وثبات أهل القدس.
كما دعا أهل الضفة، "إلى تصعيد قواعد المقاومة والاشتباك على طريق معركة سيف القدس التي كانت من أجل القدء والأقصى".
وتابع، "نأكد السير على درب المقاومة ولن يهدأ لنا بال حنى نحرر قدسنا وأقصانا وندافع عن أولى القبلتين".
ودعا رضوان إلى تحقيق الوحدة الوطنية كضامنة للدفاع عن القدس والأقصى.
الشعبية
من جهته قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين جميل مزهر "أبو وديع" خلال المؤتمر الوطني في الذكرى الـ53 على جريمة إحراق المسجد الأقصى، إنّ "هذا المؤتمر يأتي في ذكرى مرور 53 عاماً على جريمة إحراق المسجد الأقصى، لنؤكّد على شعار "القدس هي قلب فلسطين والعروبة النابض" ودرة التاج والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والتي من أجلها نُقدم أرواحنا ودمائنا وأعز ما نملك".
وتابع مزهر في كلمة فصائل العمل الوطني والإسلامي: "في صباح يوم الخميس الموافق 21/8/1969 تعرّض المسجد الأقصى لجريمة كبرى مُخطط لها، حيث أقدم أحد الصهاينة المدعومين من العصابات الصهيونية على حرق أجزاء كبيرة من المسجد الأقصى، في إطار المخطط الصهيوني المستمر الهادف للإجهاز على كل رمز من رموز الهوية الوطنية الفلسطينية، وكل شاهد على الوجود الفلسطيني، على أرضٍ أرادها الإرهاب الصهيوني أرض بلا شعب، لشعبٍ هندسته نزعات الإرهاب ووظائف الاستعمار الاستيطاني الامبريالي، غلفتها بهلوسات تلمودية هدفت لخلق إطار ديني وفكري لعصابات جمعت من مختلف أنحاء العالم".
ولفت مزهر إلى "أنّ "هذه الجريمة لم تكن سوى استمرار لمسلسل الإجرام الصهيوني الذي استهدف الهوية والوجود الفلسطيني على الدوام، كما لم تكن سوى استهداف لركن من أركان الهوية والوحدة الوطنية الفلسطينية، فهذا المكان توحّد خلفه الفلسطينيون على اختلاف معتقداتهم الدينية، فكانت معركة البوابات الحديدية شاهداً على هذه الوحدة، حينما كان يسجد المُسلم ليقف المسيحي مرتلاً مزامير الإنجيل، وهذا الاستهداف الذي حاول من خلاله العدو تحويل صراعنا من صراع وجودي لصراعٍ ديني في محاولةٍ لتزييف طبيعة وحقيقة هذا الصراع وجوهره، وعلى الدوام كان الرد الفلسطيني المزيد من الوحدة خلف معلم وركن من أركان الهوية وشاهد تاريخي على حقيقة الوجود الفلسطيني، الذي كان ولا زال وسيبقى متجذراً، فمرت الاحتلالات وظل الشعب الفلسطيني، وحوَلت الحملات الصليبية الاستعمارية الأقصى لإسطبل خيل، فلا سقط الأقصى، ولا انتفى الوجود الفلسطيني الكنعاني من أرضه".
وشدّد مزهر على أنّ "هذه الجريمة لم تكن بمعزل عن جرائم الاستعمار الصهيوني التي استهدفت مدينة القدس منذ هبة البراق ولم تنتهِ ليومنا هذا، في كل حي وبيت وشارع وقرية ومدينة ومخيم، في معركة الوجود التي يخوضها شعبنا دفاعاً عن هويته الوطنية والعروبية. والتي كانت ولا زالت القدس بمسجدها الأقصى وكنيسة القيامة هدفاً دائماً لمخططات الإرهاب الاستيطاني، وفي هذا السياق، لن نذكركم بما قاله بايدن "لست بحاجة إلى أن تكون يهوديًا كي تكون صهيونيًا"، فكم من مسيحي متصهين، وكم من مسلم مطبع أشد تصهينًا من المسيحيين واليهود، وكم من يهودي لا يعترف بحق هذا الكيان بالوجود".
ورأى مزهر أنّ "الأقصى والقدس كانت على الدوام منصةً وقضيةً وثابتاً وبقعةً يتكثف بها الصراع في طبيعته الوجودية، يتوحد خلفها الفلسطينيون على اختلاف أديانهم ومشاربهم الفكرية والدينية، يعتبرها الفلسطيني جزءاً لا يتجزأ من هويته الوطنية، ومعلماً وجودياً وشاهداً تاريخياً على ملكية الأرض والتاريخ لأصحاب هذه الأرض، وروادها منذ كنعان وليس انتهاءً بالجعبري ومنصور والنابلسي، وفرسانها وحماتها أسرانا البواسل وفي المقدمة منهم يعليها الأسرى المضربين عن الطعام".
كما أكَّد على أنّ "مدينة القدس بأقصاها وقيامتها شاهد وجودي ومكون رئيسي للهوية الوطنية، والذي لا يقبل الاقتلاع ولا التهويد، وستبقى جذوة الكفاح مستمرة حتى التحرير والعودة، وكنس آخر مستوطن إرهابي عن أرضنا، وسيبقى الأقصى معلماً فلسطينياً وعروبياً وعنواناً للوحدة، ومنصةً عابرةً للأديان والجغرافيا، يتوحد الجميع خلفها".
وجدّد مزهر التأكيد، على أنّ "القدس التي وحدتنا خلف المقاومة، وتُشّكل الظهير لها، تتطلب منّا أن نُطوّر قدرات المقاومة وادواتها النضالية، ما يستوجب العمل على تطوير الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة وصولاً لتشكيل جبهة مقاومة موحدة تُدير تكتيكات المقاومة والقتال، باعتبارها الجسم المقاوم المُعبّر عن وحدة المقاومة في الميدان. كما أن تعزيز وحدة الحاضنة الشعبية والتصدي لمحاولات العدو والخصوم لاستنبات الصراعات والخلافات داخلها يعزز من صمود أهلنا في القدس، ويشد من عزائمهم".
وأكَّد مزهر في ختام كلمته على "مواصلة النضال دفاعاً عن القدس والمقدسات، وعن الحقوق والثوابت الوطنية حتى تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة، وإقامة دولة فلسطين من نهرها إلى بحرها وعاصمتها القدس".