أعلنت "إسرائيل"، اليوم الأحد، تجميد سفر وفود طلابية إلى معسكرات الإبادة النازية في بولندا بعد تعثر المفاوضات مع وارسو.
وقالت وزارة التعليم والخارجية الإسرائيليتان إنه تم إلغاء إرسال الوفود الشبابية إلى بولندا التي كانت مقررة بين شهري سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بسبب وصول المحادثات مع البولنديين بشأن محتوى الرحلة وتأمين الوفود إلى "طريق مسدود"، على ما نقلت وسائل إعلام عبرية بينها صحيفتا "إسرائيل اليوم" و"هآرتس".
وأضافت الوزارتان في بيان مشترك أن وفدا منهما بمشاركة ممثلين عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، توجه إلى وارسو وأجرى على مدى يومين متتاليين مفاوضات بشأن القضايا الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال، وفي مقدمتها برنامج الرحلة وتأمين الوفود الإسرائيلية.
وبحسب البيان: "استمرت المناقشات حول هذه القضايا بشكل مكثف حتى بعد عودة الوفد إلى إسرائيل. لسوء الحظ، على الرغم من الجهود الكثيرة والمكثفة التي بذلتها الوزارتان للتوصل إلى تفاهمات مع ممثلي الحكومة البولندية، فإن الأمر لم ينجح".
وتابع: أن "الوزارتين على استعداد لتجديد المفاوضات في أي وقت لإيجاد حل مناسب ومتفق عليه بشرط أن يكون هناك فهم للاحتياجات الإسرائيلية في القضايا المذكورة".
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت وزارة التعليم الإسرائيلية إلغاء الوفود الطلابية التي كانت مقررة في يوليو/ تموز وأغسطس / آب.
ووقتها قال رئيس الوزراء يائير لابيد، الذي شغل منصب وزير الخارجية في ذلك الوقت، إنه تم إلغاء رحلات تعليمية إلى بولندا للألاف من طلاب المدارس الثانوية هذا الصيف، بسبب مطالبة الحكومة في وارسو بالتدخل في المحتوى الذي سيتم تقديمه للشباب المشاركين في تلك الرحلات.
وقال لابيد وقتها إن بولندا منعت الوفود الإسرائيلية من التعرف على دور المواطنين البولنديين في التعاون مع النازيين أثناء الهولوكوست (المحارق النازية).
وتطالب بولندا بتغيير خطة برنامج الرحلات حتى لا تتسبب في "تعزيز الصور النمطية الزائفة تجاه البولنديين".
وفي أغسطس/آب 2021 قال نائب وزير الخارجية البولندي باول جابلونسكي إن بلاده تبحث جدوى استمرار وجود رحلات الشباب الإسرائيلي إلى بولندا، معتبرا أن "هذه الرحلات لا تتم بشكل صحيح، حيث تشهد بعض الأحيان غرس كراهية بولندا في رؤوس الشباب الإسرائيلي".
في السنوات الأخيرة، أعرب البولنديون عن استيائهم من رحلات الشباب الإسرائيلي إلى بلدهم، وخاصة من مظاهر القومية الإسرائيلية - حيث يلف الشبان أنفسهم بالأعلام الإسرائيلية.
يشار إلى أن رحلات الشباب الإسرائيلي إلى بولندا هي أحد الأنشطة الرئيسية في نظام التعليم الإسرائيلي حول التوعية بالمحرقة النازية (الهولوكوست)، حيث أصبح السفر إلى بولندا أحد أهم الظواهر في تشكيل ذكرى المحرقة في أواخر القرن العشرين.
ويتم كل عام في ذكرى المحرقة، تنظيم رحلات لشباب إسرائيليين للتعرف على حياة اليهود خلال الهولوكوست لاسيما في معسكر الإبادة في أوشفيتز ببولندا.