تفتك ”طقوس دينية“ في الهند بآلاف الأسماك سنويا، والتي تموت متسممة بفعل رمي ”القرابين“ داخل المسطحات المائية.
وكانت العديد من المنظمات غير الحكومية بما في ذلك ”WWF“ و ”Global Wildlife Conservation“ نشرت العام الماضي تقريرًا إرشاديًا.
قدم مؤلفو التقرير الملاحظة التالية: ”أولا إن ثلث أسماك المياه العذبة معرّضة لخطر الانقراض، وثانيا هناك عدة أسباب لهذا الانخفاض العالمي، ومنها بناء السدود والصيد الجائر وتحويل المجاري المائية بغرض الري وتغير المناخ فضلا عن عوامل التلوث“.
ووفق مجلة ”كوارتز إنديا“ في مقال بتاريخ 20 تموز/يوليو الماضي، فإن ”خزان المياه التاريخي في بانجانجا غرب الهند يقع في قلب مأساة سنوية“.
وأشارت المجلة إلى أن ”العديد من الأسماك تموت كل عام في هذا الخزان بالتسمم. السبب؟ الطقوس الدينية التي تنتهي قرابينها في شكل أطعمة كثيفة في الماء“.
ومع ذلك فإن وضع خزان مياه بانجانجا بسب تقرير نشره موقع ”Sciencepost“ ليس فريدًا من نوعه.
وقال الموقع إن ”العديد من البحيرات والبرك الأخرى في جميع أنحاء الهند تشهد بشكل منتظم موت أعداد كبيرة من الأسماك. ومع ذلك، غالبًا ما يكون تلوث المياه في قلب المشكلة“.
طقوس دينية جد ملوثة
يشار إلى أن 70% من المياه السطحية الهندية ملوثة اليوم، وجزء كبير منها غير صالح تمامًا للاستهلاك.
وهكذا مثلا هو حال مدينة بنغالور البائس، في ولاية كارناتاكا، ففي الواقع تأثرت العديد من بحيرات المدينة لدرجة أنها أصبحت غير مضيافة لجميع الأحياء المائية.
في الهند، حيث تتسارع التنمية الصناعية عامًا بعد عام يقوم الصناعيون بإلقاء مياه الصرف الصحي بكميات كبيرة في الأنهار.
وتلعب مكبات النفايات المفتوحة أيضًا دورًا في هذه المشكلة التي تنتهي في النهاية بمستويات منخفضة جدًا من الأكسجين في المياه السطحية.
ومع ذلك، يضيف التقرير، فإن ”الأحداث والطقوس الدينية الأخرى تسهم أيضًا في هذه الظاهرة غير المرغوب فيها“.
ويتابع: ”بعض المياه السطحية مثل بحيرة بوشكار (راجستان) مقدسة بالفعل للهندوس بسبب أهميتها الأسطورية“.
وكما هو الحال في أي مكان من العالم يؤثر فيه التلوث على الحياة المائية يتأثر سكان المدن الهندية بشكل غير مباشر.
وأردف: ”إذا لم تكن لهذه الأخيرة بالضرورة تفاعلات يومية مع المياه السطحية فإن التلوث مع ذلك له تأثير خطير للغاية على إمدادات الموارد السمكية، من بين أمور أخرى“.