- في سنة 1930 وقف العقاد الكبير، في البرلمان المصري، مهددا بأن " شعبنا قادر على سحق أكبر رأس يتعرض لحياته السياسية أو الفكرية". وحفظها له الملك فؤاد وأضطهد العقاد فزاده الاضطهاد شموخا ورسخوا ، ثم راح الملك وما ملك، وعاش العقاد في ضمير الامة وفكرها وتاريخها بما مثل من رأيها، وبما قدم لها وحدها.
- نعيب طغاتنا والعيب فينا، وما لطغاتنا عيب سوانا! تبين أن من حسن وطنية المرء، ألا يقترب من مخطط الانقسام بشطر كلمة!، ذات المخطط مصون لا يمس.!! أعود إلى القلم، ودفتر احوال مخطط الخراب المستمر.. المستقر حتي تاريخه! ، فأجد نفسي غريباً ووحيداً في فضاءٍ اجتماعيٍّ يهيمن عليه ما ينبغي أن يكونوا في المحكمة، أو في السجن لافي الصّدارة؛ فألوذ بالكتاب مضطّرّاً، جاعلا منه جليسي وصديقي، بعد أن عزّ الأصدقاءُ، وتفرقوا في شتّى أنحاء الأرض، أو اعتكفوا في منازلهم زاهدين، وأمسى الفضاءُ، الاجتماعيُّ الذي أتحرك فيه ميداناً يرمح فيه الفساد والخراب والبطالة والانقسام.
- ليست هذه رسالة من تلك اللواتي يرسلها الكُتّاب إلى الحكام من باب إسداء النُّصح وإبراء الذمة، بل هي رسالة تهدف فقط إلى إبلاغ أننا ، كلما شاهدنا هؤلاء، نشعر بالقرف بسبب ما وصلت إليه الحال ، قرفٌ وصل ذروته كل شيء، بداية من الواقع الحالي المحزن والمهين والموجع والارتباك الشديد، رغم حرص التخشب للإيهام بالثبات، فنظراتكم القلقة التي تنضح بخليط من مشاعر متناقضة لا يبدو أن من بينها الإحساس بالذنب، على كل حال.. ليس عندي أدنى أمل في أن يؤثر كلامي هذا فيكم قيد أنملة، كما لم يؤثر كل ما كتبه من سبقونا.الأمر، مجرد مداد وورق.!
- فلسطين... تلك المسكينة التى ظلمها خصومها مرة بالجهل، ومدعيها مرات؛ فالمخطط واحد؟ والحل؟ نخاف.. ولأننا نخاف قطع الراتب وقطع الارزاق.. نخاف من قطع الاعناق، وحكم الشبحية وصبيان الشبحية. وكبار البلطجية وصغار الحرامية، ومن الصهاينة, وعدوان الصهاينة ومحرقة الصهاينة، والقصف الجوي وحرق الأطفال والنساء أحياء، وارتكاب جرائم الحرب الاسرائيلية؛ ونخاف من الجيران واجهزة الجيران، ومعابر الجيران وغضب الجيران و خراب وسخام وجوع وفقر الجيران، ونخاف من اغلاق معابر الجيران ، والمضاجعة السياسية في دار الجيران. والاستمناء الفكري.. والدجل السياسي، والتطبيع و المطبعين، ونخاف من القريب والبعيد والظاهر والباطن؛ فقد انتهى بنا الأمر إلى ألَّا نخاف شيئًا.
- ليس هدفنا أنهاء مخطط الانقسام الصهيوني فقط؟! فالشعب الفلسطيني المنكوب والمظلوم، فاض به من المكونات - شبه السياسية - ومن قياداتها جميعًا، والذين خذلوها في مرحلة حرجة يمرّ بها ،البلد الأبي و القضية الشريفة العادلة، تتقاذفها زمرة من الفاشلين، لا يريدون وحدة ولا حلًا داخلي. ولا تجدي معهم مساعدة لا داخلية ولا خارجية ولا يحزنون.. وقد غيب عنهم الوعي السياسي وممارسة السياسة على أصولها, وغياب مبدأ المشاركة. فالخطابات الحماسية تتكرر في بيانات بعض القوى السياسية التي لا تزال تجلس على كراسي المسؤولية، لكنها في الوقت نفسه تندب وتنوح على الانقسام والخراب الذي وصلنا إليه، وكأن ما جرى بعيد كل البعد عن الاحزاب التي تقاسمت كعكة البلاد منذ 15عاماً، وتحقق خططها الاستراتيجية في النهب, والجبايات والخراب والانقسام والانتهازية. فوضعهم الشارع الآن في مرمى استهدافه، دون استثناء .. الحل في المحاسبة العاجلة. فهل يشفِ القضاء غليل الشعب؟!
- المواطن المغلوب على أمره، يحق له أن يسأل، متى يطمئن الناس على مستقبلهم، في وقت يصرّ فيه ساستنا - الاشباه- على أن يمضوا بنا فى بحر هائج تتصارع فيه المصالح والمنافع ومخطط الانقسام ؟، بينما لا شاطئ هناك ولا ضوء بعيد نهتدي به وإليه، باستثناء خطابات الصوت الجعير المرتفع؟
- كل مرة يجد المواطن نفسه على موعد مع أسوأ الخطابات التي تبرر الفشل ، وفي مجتمع يراد له أن يعيش البؤس والفساد والانقسام والخراب والمحرقة والحرمان، وأحزاب تغذّي نفسها من أموال السحت الحرام، نجد المواطن وحيداً في الشارع ينتظر من يؤمّن له حياته وحاجياته وينشر الأمل والعمل.. الوحدة والتسامح، فالأحزاب التي تتحدث عن الديمقراطية وتنكر احتكارها للسلطة ، وبين هذا وذاك يمضي عمره مع الانقسام والحصار والاحتلال ومجازر الاحتلال, والبطالة وأشقائها الجوع والفقر والمرض, في معارك منفعية، ليست بينها معركة واحدة من أجل إنقاذ هذا الوطن. على كل حال .. أبتسم أنت في مثلث الموت.