خبر : الطرق الصوفية : طقوس متجددة وغرز السيوف والسكاكين في اجساد الاتباع خلال حلقات الذكر

الإثنين 12 أكتوبر 2009 04:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
الطرق الصوفية : طقوس متجددة وغرز السيوف والسكاكين في اجساد الاتباع خلال حلقات الذكر



بغداد / وكالات / في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 استغلت جماعات متشددة حالة انعدام القانون لتستهدف طوائف لا تشترك معها في المباديء والمعتقدات. وكان أتباع الطرق الصوفية من الطوائف التي استهدفت لكنها عادت لممارسة طقوسها في الآونة الأخيرة عندما شعرت بالأمان بعد تحسن الأوضاع الأمنية. وتراجعت أعمال العنف في العراق إلى أدنى مستوياتها منذ الغزو. ومع تحسن حالة الأمن استأنف أتباع الطرق الصوفية في البصرة طفوسهم في الآونة الأخيرة ومنها حلقات الذكر. ويمارس أتباع الطريقة الكسنزانية القادرية الصوفية طقوسا غير مألوفة خلال حلقات الذكر إذ يتمايلون على إيقاع متسارع لدقات الدفوف ويصلون إلى حالة من النشوة. وتغرس في أجسام الأتباع الجدد خلال حلقات الذكر سيوف أو سكاكين أو أسياخ من الحديد دون أن يشعروا بالألم أو ينزفوا. ويقول أتباع الطريقة الكسنزانية القادرية إن جرح السكين أو السيف أو السيخ يلتئم فورا بعد نزع الأداة الحادة وإن ذلك دليل على البركة والقوة. وقال رجل يدعى عماد عبد الصمد ينتمي إلى الطريقة الكسنزانية القادرية منذ 27 عاما ويلقب بالخليفة "نحن نمارس الآن طقوسنا بكل حرية وبفضل الله تعالى وبفضل احترام الناس لطقوسنا ولكون أن الصوفية هم أصلا خرجوا من هذه الأرض." ويمر كل وافد جديد إلى الطريقة بتدريبات روحية وجسمانية تمكنه من ممارسة طقوس قد يعتبرها آخرون أنواعا من التعذيب. وقال عماد عبد الصمد "بالنسبة للطريقة القادرية الكسنزانية ليس فيها طائفة. مجرد ما يكون مسلم فهو يحق له أن يأتي ويأخذ البيعة ويأخذ العهد كي يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالنوافل ويتقرب إلى الله سبحانه وتعالى." وأدى تفجير مزار شيعي مهم في عام 2006 إلى تصاعد أعمال العنف الطائفية في العراق الأمر الذي كان يهدد اي أمل في تعايش سلمي بين الطوائف والأعراق المختلفة في البلاد. ويؤكد أتباع الطريقة الكسنزانية القادرية أنهم لا يفرقون بين الطوائف والجماعات العرقية وأن طقوسهم تؤكد أن الجسد فان وأن الذكر هو السبيل لسمو النفس. ورغم أن الطرق الصوفية مسالمة بصفة عامة ذكر عبد الصمد أن عشرات من أتباع الطريقة الكسنزانية القادرية تعرضوا للتعذيب والقتل في عهد النظام السابق وفي أعقاب الغزو عام 2003. ولا تتوفر بيانات دقيقة عن عدد أتباع الطرق الصوفية في العراق لكن أكبرها عددا موجود في بغداد وفي إقليم كردستان العراقي. وقال عبد الصمد "بالنسبة للعراق.. في كل محافظة لنا تواجد. في كل محافظة من الشمال إلى الجنوب.. وفي العالم الإسلامي وفي العالم أجمع. لماذا؟ لأن شيخ الطريقة.. الرجل الذي أخذ على عاتقه الإرشاد.. حضرة السيد الشيخ محمد عبد الكريم الكسنزاني الحسيني فتح الباب على مصراعيه للإرشاد فأمر الخلفاء وأجازهم بإعطاء البيعة لكل الناس. هذا الامر جعل أن يكون لنا أتباع في كل أنحاء العالم." ويقول الصوفية إن العراق قبل الغزو كانت فيه عشرات التكايا والأضرحة والمزارات الصوفية في العاصمة وأكثر من مئة أخرى في مختلف أنحاء البلاد ويعتقدون أن العدد انخفض إلى الثلث منذ الغزو. وتوصف الصوفية في بعض الأحيان بأنها باطنية وترتبط في كثير من الأذهان بطقوس وممارسات خاصة. والتصوف حركة دينية انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد والعبادة في رد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري. ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك فصارت "طرقا" معروفة باسم الصوفية. والطريقة الكسنزانية القادرية هي أكبر الطرق الصوفية من حيث عدد الأتباع في العراق لكنها اضطرت للتواري عن الأنظار في السنوات الأخيرة. وغادر محمد الكسنزاني شيخ الطريقة بغداد إلى إقليم كردستان في شمال العراق عام 1999 بعد أن تسرب القلق إلى نظام الرئيس الراحل صدام حسين من شعبيته الكبيرة