خبر : بيــــــان صـــــــادر عن الجبهة العربية الفلسطينية ..واحدٌ وأربعون عاماً من النضال وستة عشر عاماً على التجديد

الإثنين 12 أكتوبر 2009 02:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
بيــــــان صـــــــادر عن الجبهة العربية الفلسطينية ..واحدٌ وأربعون عاماً من النضال وستة عشر عاماً على التجديد



 يا جماهير شعبنا العظيم:في هذا اليوم الوطني الخالد حيث اتخذ فيه رفاقكم الموقف الشجاع الذي أكدوا من خلاله التصاقهم بشعبهم وتمسكهم بالقرار الوطني المستقل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كل أماكن تواجده، وجسدوا في مثل هذا اليوم قبل ستة عشر عاماً إضافة نوعية في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني الذي كتب بدماء آلاف الشهداء، وبتضحيات عشرات آلاف الأسرى والجرحى والمناضلين، ليشكل هذا القرار اسهاماً مهما في مسيرة الثورة الفلسطينية التي واجهت وباقتدار كل محاولات احتوائها ومصادرة إرادتها، والانتقاص من قرارها، ولقد أدركت منذ انطلاقها أن استقلال القرار الفلسطيني هو ضمانة لتحقيق النصر، وخاضت في سبيل ذلك العديد من المعارك لتنتصر دوماً لاستقلال قرارها وصد كل محاولات احتوائها وتوظيفها لأجندات خاصة متناسية أن القضية الفلسطينية لا زالت هي القضية المركزية للأمة وهي حجر الزاوية في السياسة الدولية في المنطقة وهي اكبر من أن توظف لمصلحة احد. واحد وأربعون عاماً على الانطلاقة وستة عشر عاماً على التجديد وجبهتكم على عهدها الذي قطعته لشعبنا بأن تمضي على ذات الدرب وباتجاه نفس الأهداف التي انطلقت من اجلها الثورة الفلسطينية وسقط من اجلها الشهداء وتؤكد اليوم إصرارها على التمسك بالأهداف التي آمن بها شعبنا وقدم في سبيلها أغلى التضحيات وخصوصا أن  مسيرة الأعوام الماضية أكدت على صوابية قرار الجبهة بالتجديد الذي كان له الدور الأكبر في استمرار الجبهة ونموها وتفاعلها مع بعدها القومي باعتباره الرافد والحاضنة للنضال الوطني.يا جماهير شعبنا الوفي:تأتي ذكرى الانطلاقة هذا العام في مرحلة من أدق واخطر المراحل في نضالنا الوطني فشعبنا في لبنان والشتات ينظر إلينا وكله أمل بتحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد الصفوف في مواجهة الهجمة الإسرائيلية التي تعتبر الأشد ضراوة، فمن إغلاق المعابر والإبقاء على الحواجز التي تقطع أوصال مدننا وقرانا، مروراً  بمواصلة الاستيطان وجدار الفصل العنصري وتهويد القدس واقتحام المسجد الأقصى، وتنكر إسرائيل لالتزامات السلام، فضلا عن تدهور الوضع الاقتصادي بفعل الحصار على قطاع غزة دون وجود آفاق جدية لكسره يضاف إلى ذلك استمرار الانقسام وارتفاع وتيرة الاتهامات والمناكفات الإعلامية التي تطفئ كل بارقة أمل باقترابنا من إنهائه، بالإضافة إلى تراجع القضية الفلسطينية على كافة المستويات والمحافل العربية والدولية مما وفر للاحتلال فرصة مناسبة للتحلل من كافة الاتفاقات والقوانين الدولية.إن كل هذه التحديات تضعنا جميعا أمام مسئولياتنا الوطنية وتدفعنا إلى الارتقاء إلى مستوى التضحيات التي قدمها شعبنا وصموده الأسطوري في مواجهة الاحتلال والتأكيد للعالم من جديد أن هذا الشعب العظيم الذي قدم المعجزات عبر مسيرة نضاله الطويل لقادر اليوم على تجاوز هذه الظروف مؤكدين أن الرد على كل ذلك يتمثل في إنجاح الحوار الوطني الشامل وانجاز اتفاق وطني ينهي الانقسام ويعيد توحيد شعبنا على برنامج وطني قادر على مواجهة الاحتلال وإزالة الاستيطان والحفاظ على عروبة القدس وإطلاق سراح أسرانا البواسل وضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويكون قادرا على معالجة كافة الآثار التي يعاني منها شعبنا نتيجة للحصار الظالم، ويزيل الآثار السلبية لسنوات الانقسام. مؤكدين في السياق نفسه أن إنجاح الاتفاق يحتاج إلى إرادة حرة والى تغليب مصلحة شعبنا على المصالح الحزبية والفئوية الضيقة والإدراك أن الارتباط بإرادة الشعب أقوى مليون مرة من أي ارتباط إقليمي أو دولي.إننا في الجبهة العربية الفلسطينية ونحن نبارك جهود الأشقاء في مصر ونشد على أياديهم بضرورة متابعة هذه الجهود حتى انجاز اتفاق وطني فإننا نرفض استخدام تأجيل عرض تقرير جولدستون على مجلس حقوق الإنسان في تعطيل الحوار الوطني، حيث تم إدانة التأجيل من كافة الفصائل والمؤسسات الفلسطينية ونرى أن هناك فرصة قيمة لمواصلة الحوار الوطني وتصحيح المسار السياسي الفلسطيني وإجراء التعديلات الضرورية في آليات اتخاذ القرار وان وجود مرجعية سياسية موحدة ومسئولة عن كافة قضايانا الوطنية والاجتماعية أصبحت ضرورة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى كما نرى أن التمسك بالنظام الأساسي والاحتكام إلى الشعب من خلال إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني فرصة لتأسيس مرحلة جديدة من العمل الوطني المشترك القائم على تكامل الأدوار بما يعزز من قدرتنا على انجاز مشروعنا الوطني.يا جماهير شعبنا الباسل:  إن مواقف حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل وإدارة ظهرها لالتزامات السلام كما أقرتها الشرعية الدولية وإصرارها على مواصلة الاستيطان وتهويد القدس بالرغم من الموقف الدولي الواسع بإدانة الاستيطان واعتباره عقبة أمام المفاوضات،  يثبت أن إسرائيل ليست جادة ولا راغبة بتحقيق السلام، وهي ومن خلال هجمتها على المسجد الأقصى المبارك تسعى إلى جر المنطقة بأكملها إلى دوامة من الحروب والتصعيد، هذا الأمر الذي يضع الرئيس اوباما والإدارة الأمريكية أمام محك حقيقي حول جدية نواياها بتحقيق السلام والأمن في المنطقة وبكونها وسيطا نزيهاً بين جميع الأطراف، ولعل مواقفها الأخيرة الضاغطة على القيادة الفلسطينية وعجزها في الضغط على حكومة نتنياهو مؤشرات سلبية تكشف عن مدى انحيازها للطرف الإسرائيلي.إن ذلك يفرض على المجتمع الدولي أن يأخذ دوراً اكبر في عملية السلام  فإما أن ينتصر لإرادة السلام العادل القائم على الاعتراف بحقوق شعبنا وتمكينه منها وإما أن ينصاع لإرادة إسرائيل. ولذلك فإننا نؤكد على ضرورة تمسك القيادة الفلسطينية بقرارها بعدم العودة إلى المفاوضات مع الطرف الإسرائيلي وعدم التجاوب مع الضغوط الأمريكية إلا بالإعلان الواضح من قبل حكومة نتنياهو بتحديد مرجعية المفاوضات وبوقف كامل للاستيطان وإزالته والإقرار بحق شعبنا في دولته المستقلة كما وندعو امتنا العربية إلى عدم تقديم أي مرونة في التعاطي مع الحكومة الإسرائيلية إلا بعد الإعلان عن التزامها بالمبادرة العربية وبالإرادة الدولية حتى يكون هناك دعم للموقف الفلسطيني ويكون هناك ثمن للموقف العربي.يا جماهير شعبنا المناضل: إن المعركة التي يخوضها شعبنا في فلسطين هي جزء من معركة الأمة بأكملها ولشعبنا شرف الصمود والثبات في الخندق الأول فما يجري في فلسطين ليس معزولا عن ما يجري في الوطن العربي فالمخطط الأمريكي الصهيوني بتقسيم المنطقة وإعادة رسم خارطتها مستمر وبكل جهد بهدف فرض التجزئة والتشتت والفتنة والاقتتال الداخلي في أقطارنا العربية من اجل إحكام السيطرة عليها وإضعافها وكسر إرادتها لتنفيذ مآربها الاستعمارية . مما يتطلب من امتنا العربية أن تدرك حقيقة المرحلة وترى بوضوح ما تتعرض له من مؤامرات مما يتطلب العمل على الخروج من حالة الضعف واللا توازن والانطلاق بشكل فاعل لمواجهة هذا المخطط ، ولذلك فهي مطالبة بتقديم كل الدعم لشعبنا الفلسطيني والالتحاق بالمعركة التي يخوضها شعبنا دفاعاً عن حقوقه وكرامة امتنا.عاشت فلسطين .. وعاش شعبنا في كل أماكن تواجدهالمجد للشهداء .. والحرية للأسرى .. والشفاء للجرحىمعاً وسوياً من اجل الحرية والاستقلال والديمقراطيةالجبهة العربية الفلسطينية                                                                                         12 أكتوبر 2009م