القدس المحتلة / سما / قالت يديعوت أحرونوت إن إسرائيل قلقة للغاية من تفاقم الأزمة في العلاقات التركية الإسرائيلية، والتي كان آخر تجلياتها قرار تركيا إلغاء مشاركة إسرائيل في المناورات الجوية العسكرية المشتركة، وأن تدهور العلاقات بين الطرفين يقلق أعلى المستويات السياسية في إسرائيل. وبحسب الصحيفة فإن الشعور السائد في إسرائيل هو أن الحديث هو عن أزمة خطيرة لم يسبق لها مثيل. وتخشى إسرائيل بشكل رئيسي، والتي تتابع بترقب تصريحات وتصرفات رئيس الحكومة التركية الطيب أوردغان، من تقارب تركي إيراني. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى: " تراودنا، ومعنا بعض الدول الغربية، مخاوف من أن يكون أوردغان، يقوم بصمت وبحزم بعملية أسلمة لتركيا. فقد كانت تركيا تمثل لغاية الآن نقيضًا لإيران- دولة مسلمة علمانية، لها دستور متسامح، ترغب بالانضمام للاتحاد الأوروبي. لكن أوردغان يعمل ضد هذا التيار، فهو يقوم بعملية من شأنها أن تقرب تركيا من إيران، ويسعى تحويل تركيا إلى دولة مسلمة متدينة، وهو نموذج اقرب إلى النموذج الإيراني منه إلى دول الاتحاد الأوروبي" وبحسب مصادر سياسية إسرائيلية فإن هذه المخاوف مشتركة أيضا لعدد من الدول الغربية المهمة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا.وتقدر إسرائيل بأن عملية اقتراب تركيا من الإسلام ستكون عملية بطيئة وتدريجية، لكن القلق من هذا السيناريو قد ارتفع درجة إضافية بعد أن اكتشفت إسرائيل أن أوردوغان يحاول تقييد الجهاز العسكري في تركيا، إذ يعتبر الجيش التركي والمؤسسة الأمنية التركية حامي الدستور. في غضون ذلك لا تزال إسرائيل والدول الغربية تأمل بأنه لا يزال في الإمكان منع أوردوغان من تغيير طابع تركيا. والقرار الحالي في إسرائيل هو معاملة تركيا بقفازات حريرية لمنع دفعها إلى أحضان إيران. وتقول إسرائيل الرسمية إنه لا يجوز التنازل، عن العلاقات الجيدة مع تركيا "فتركيا مهمة لإسرائيل وهي بمثابة عمق استراتيجي يضمن استقرار المنطقة، إذ أن هناك اتصالات دبلوماسية متواصلة بيننا وبين تركيا وكل ما يجب استيضاحه سيتم" وفق مصادر سياسية إسرائيلية. لكن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن لها رأي آخر، إذ لا يزال القرار التركي يثير عاصفة من الغضب تجاه تركيا. فعلى الرغم من امتناع مصادر رسمية إسرائيل عن الرد والخوض في الموضوع علنا، إلا أن مصادر أخرى تحدثت دون الإفصاح عن هويتها وانتقدت القرار التركي بشدة. وقال مصدر أمني إسرائيلي: "إن تدهور العلاقات مع تركيا لم يبدأ اليوم، وقد تجلى هذا التدهور في تصريحات مسؤولين أتراك، وفي المظاهرات المعادية لإسرائيل في تركيا، والاحتجاج العلني أمام الرئيس بيرس نفسه". ووفقا للمصدر الأمني رفيع المستوى فإن هناك علاقات مهمّة بين إسرائيل والجيش التركي ، مبينة على التقدير والاحترام المتبادل لعشرات السنين، إن التوجه السلبي لحكومة أوردوغان يجب أن يقلقنا، فعلينا أن نفكر مليا في مسألة بيع أجهزة ومنظومات متطورة للجيش التركي، كي نضمن ألا توجه هذه الأجهزة يوما ما ضدنا". وقال هذا المصدر : إننا نشهد حركة تعيين واسعة لضباط متدينين في الجيش التركي في السنوات الأخيرة، وهو توجه لم يكن في السابق وبالتالي فإن علينا أن نفكر مرتين في طبيعة المعدات التي نبيعها لتركيا".