.. تحية عظيمة نرفعها الى الاشقاء المرابطين في القدس الشريف؛ تحية لمن تصدى لعربدة الاحتلال بالدماء والاجساد؛ تحية لاولئك الابطال المقدسيين الذين سجلوا حالة مقاومة وهبة كبرى منذ بداية شهر رمضان الكريم وحتى اليوم ما زالوا يترجمون أنهم الخط الاول بالدفاع عن القدس بمقدساتها وأقصاها وأحياءها، نعم لقد شاهد العالم وعبر وسائل الاعلام ما كرسته هبة القدس من رسائل أكدت أن القدس وبعد (٥٥) عام على احتلالها أنها عصية على كل ممارسة صهيونية رغم الحشد العسكري والسياسي والاعلامي للاحتلال فلم يستطع تجاوز الخطوط التي حددتها المقاومة، نعم نجحت مسيرة الاعلام فيما يسمى بيوم توحيد القدس وفق التقويم العبري في باب العامود قابلها أبناء القدس بالتحدي والمواجهة وبمسيرة أعلام فلسطينية انطلقت في شارع صلاح الدين، لكن ما كرسته هبة القدس أن الاحتلال لم يجرؤ على تكريس واقع هيمنته بأي إجراء داخل المدينة المقدسة كما كانت تجاوزاته خلال السنوات الماضية خشية أي انفلات قد يقلب الاوضاع رأسا على عقب، فالخط الاول من أبناء القدس الشريف أثبتوا منذ معركة سيف القدس انهم جاهزون للتصدي للاحتلال وقد كان رباطهم المقدس خير دليل على أن القدس ستبقى عربية اسلامية رغم أنف الاعداء، والخط الثاني صواريخ الردع التي انطلقت من غزة الصمود كانت خير شاهد على تغيير موازين القوى، والخط الثالث هي الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي ستشمل كامل فلسطين من النهر الى البحر، ولا شك أن الخط الرابع يتحين اندلاع شرارة المعركة، إذن معركة سيف القدس مؤجلة الى وقت لاحق وذلك تقديرا من قيادة المقاومة للوساطات العربية التي استبقت هذه الاحداث .
نعم عندما نتحدث عن معادلة القدس – غزة فهي معادلة العزة والكرامة التي لن تفرط فيها المقاومة مهما بلغت المساومات، وفصائل المقاومة قالت أن أي تجاوزات صهيونية في القدس ستكون معركة سيف القدس ١ مجرد ألعاب اطفال مقابل معركة سيف القدس٢، ولا شك أن المقاومة قدمت البراهين للعالم أنها تحمل على عاتقها مشروع عظيم هو مشروع التحرير ونتائج الميدان هي من يحكم الصراع، ورسالة لمن يحاول التشكيك في قدرات المقاومة: أن المقاومة هي من يقرر . واستجابة” للاتفاق مع الاشقاء في القاهرة والدوحة أحجمت المقاومة عن الرد ولكن بشرط ألا يتجاوز العدو الخطوط المحددة وقد كان، لذا فقد كانت المقاومة في غزة تنظر نحو تلك المقاومة المقدسية العظيمة التي أبداها أبناء القدس الشريف وبالعين الأخرى كانت تراقب المحتل.
معركة القدس لم تبدأ بعد ومعادلة القدس – غزة ثابته راسخة تتمسك بمشروع التحرير وما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة واليوم تلك المعادلة تفرض نفسها كواقع فلسطيني يبعث الامل في حالة الصراع مع المحتل، وقد خابت أماني المشككين فهم لا يملكون للقدس إلا نظريات فلسفية عفا عليها الزمن، وستظل آمال الامة معلقة في أولئك الأبطال في أرض الرباط الذين رسموا مشروع التحرير بالحجارة في انتفاضة ١٩٨٧م واليوم يصنعون المعجزات بالصواريخ التي دكت حصون الاعداء، ولله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون .
كاتب عُماني
khamisalqutaiti@gmail.com