الى منتقدي حماس وعدم الرد.. هذا ردي عليكم..

الأربعاء 01 يونيو 2022 05:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
الى منتقدي حماس وعدم الرد.. هذا ردي عليكم..



كتب نزار حسين راشد:

يبدو أن المتحاملين على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، لا يهدأ لهم بال ولا يفوتون فرصة ليوجهوا سهامهم المسمومة والتي تطيش وتخيب ولا تصيب باتجاه الحركة ومنجزاتها، فلم تكد تختتم مسيرة الأعلام الإسرائيلية عائدة بخفي حنين، حتى فرقعوا بأسئلتهم الاتهامية التشكيكية: أين سيف القدس الجديدة؟ لماذا وقفت حماس مكتوفة الأيدي؟

لماذا لم تطلق صواريخها؟ وهكذا!
الحقيقة أن مرض هؤلاء المزمن هو فهمهم السقيم والطفولي لمعنى الثورية وحركة مقاومة، فهم يفهمونها على أنها عنتريات كلامية وشعارات حامية وجعجعة من غير طحن!
 أما ما يقف وراء تحاملهم هذا فليس الغيرة الثورية، ولا التوق للقاء العدو في ساحات المعارك، فقد ألقوا البندقية منذ زمن وانبطحوا تحت أقدام العدو لدرجة تغيير البناشر والانسحاب من مخيم جنين في عز المعمعة، لأن رصاصهم يطلق باتجاه عكسي، باتجاه صدر نزار بنات وأصحاب الكلمة الحرة، لأن نرجسيتهم الخبيثة لا تطيق نقداً من أخ أو شريك، ومفهومهم للوطنية هو مفهوم استحواذي إقصائي يسعى وراء مغانم السلطة ويستعظم التضحيات، مهما صغرت ، ولذا أزعجتهم كثيراً انتخابات جامعة بير زيت، لأنها أسقطت عن عورتهم الخرقة البالية التي يتسترون بها، وعرّت فشلهم وهزالتهم.
لقد تعلمت حماس الدرس وهنا أخص حماس بالذات، لأن الجهاد قد تنساق وراء الشعار الإيراني وتشعل معركة في غبر موعدها، أما ضبط النفس الثوري والمنهجي فهو ما تمارسه حماس بالذات، ولينسب الفضل إلى قطر وليسمح العدو بمقابل ما ظنه صفقة بإدخال المساعدات إلى غزة وضخ الدم في عروقها في الوقت الذي توقف فيه السلطة المتسلطة معونات الفقراء من أهل غزة.
وحتى نعرف أين نقف ولكي أفند دعواهم المتهافتة بأن حماس تحولت الى سلطة بدل حركة مقاومة أقول لهم أنه في تاريخ كل حركات المقاومة تتحول الحركة الى سلطة في القطاعات التي تسيطر عليها ببساطة لتخلق مرجعية موحدة وتزيح الازدواجية القاتلة و هذا ما فعله الأنبياء والرسل قبل ماوتسي تونج وجياب وفيدل كاسترو، في فيتنام كان هناك هانوي وسايغون، وكوريا الى الآن شمالية وجنوبية، وهذا إرث ثوري ودعك من الدعاية الامريكية المغتاظة بأن هناك من يتحداها بجدية على خارطة هذا العالم، فسفسطتكم السياسية لا ترتكز الى أساس لا موضوعي ولا عملي، لا بل أنهم يذهبون الى أبعد من ذلك فيحاولون فصل الدين عن السياسة ويوجهون لحماس التهمة المعلبة الاسلام السياسي والإسلام كان ولا يزال وسيبقى سياسيا بامتياز لأنه ليس كهنوتاً ولا حرق بخور وزيارة أضرحة وإضاءة شموع، بل هو سيف ورمح وخيل معقود نواصيها” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم” أم تريدون أن تخيفوا إسرائيل بالاحتجاج والتظلم والشكوى والأنين؟
أما موقف حماس الأخير فهو صحيح تماما بالمعيار الثوري البحت، يقول تشي غيفارا:
لا تنساق أبداً إلى معركة يحدد العدو زمانها ومكانها، مهما استفزوك وألقوا على رأسك من روث بوصف جبان وانهزامي ومتخاذل، اعتصم في موقعك وأبق في يدك زمام المبادرة !
ويقول ماوتسي تونغ: إننا نزعج العدو ونشن هجومنا عليه حين يسترخي ويطمئن وليس وهو في أعلى درجات الاستعداد ومتوقع تماما للضربة القادمة ومتحسب لها.
كان من الواضح أن مسيرة الأعلام هذه كان هدفها استفزاز حماس واستدراجها لمعركة استعد لها العدو تماماً.
هدف آخر حققته حماس على هامش المشهد، تركت حركة فتح تنتهز الفرصة وتنسب الى نفسها الإنجاز وإلى أعضاء حركتها في القدس فضل المواجهة والتصدي للزحف اليهودي على الأقصى،  لا بل أخذها الحماس وصرحت أن أعضاء فتح هم من أطلقوا الطائرة المسيرة التي تحمل العلم الفلسطيني بعد أن صنعوها وركّبوها على مدى أسبوع كامل.
بمعنى آخر فقد نفخت حماس فيكم الروح وجرتكم إلى ساحة المقاومة بعد طول هجران وتخلي،  ولو لفظياً على الأقل!
هذا ما أدين لله بإيضاحه وإلقاء الأضواء عليه وعلى الله قصد السبيل!
كاتب من الاردن