ما زال استمرار العمليات الفدائية الفلسطينية، يثير قلق المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحاول البحث عن دوافع منفذيها، في ضوء استخلاصاته اللافتة التي تم الكشف عنها، وتشير إلى أن الخيط الذي يربط بين سلسلة الهجمات الأخيرة هو الاستفزازات الإسرائيلية في المسجد الأقصى التي تثير العاطفة الدينية لدى الفلسطينيين.
في الوقت ذاته، ورغم مضاعفة عدد الاعتقالات في الضفة الغربية مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فإن من الواضح أن استمرار العمليات، ولو بشكل متقطع، يعني فشلا لجهاز الأمن العام- الشاباك وجيش الاحتلال، الذي أخفق في وقف سلسلة الهجمات.
إليشع بن كيمون المراسل العسكري كشف في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه "على خلفية موجة العمليات الأخيرة منذ أواخر مارس وحتى أوائل مايو، باتت المؤسسة العسكرية تضع يدها على حقيقة جديدة لافتة وتتمثل في أن هناك زيادة في الدوافع الدينية لمنفذي العمليات أمام انخفاض في الدوافع القومية".
وشدد على أن "الخيط الذي يربط موجة الهجمات ببعضها هو الإلهام والتشجيع المترافق مع التركيز على المسجد الأقصى".
وأضاف أن "هذه الدوافع الدينية لا تعني وجود دلائل على انتساب هؤلاء المنفذين لمنظمة فلسطينية بعينها تقف مباشرة وراء هذ العمليات الدامية".
وفي الوقت ذاته تقدّر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن "حماس لا تمول النشاطات المسلحة الجارية، وليست ناشطة في الموجة الحالية من الهجمات، لكن يبدو أن حماس اختارت البقاء خارج الساحة".
وتابع بأن "الجهات المختصة في جهاز الاستخبارات العسكرية داخل الجيش حللت الوضع الميداني، ووجدت أن حماس لم يكن لها اتصال أو تأثير على سلسلة الهجمات الشديدة خلال شهر رمضان، وبعده".
واستند جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية في تحليله هذا إلى ما يكتسبه الاستفزاز الديني للمستوطنين في المسجد الأقصى من دور كبير في تحريض الشبان الفلسطينيين على تنفيذ هجماتهم ردا عليهم.
وتقر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأن أي هجوم ينفذه أحد الفلسطينيين الذين تسللوا إلى الداخل المحتل، خاصة عبر فتحات الجدار الفاصل، هو فشل ذريع لقوات الأمن.
عربي 21