قال الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إن ما جرى في القدس من اعتداء وحشي شنته قوات الاحتلال الاسرائيلي على جنازة الشهيد وليد الشريف واطلاقها الرصاص وقنابل الصوت والغاز على المشيعين، ومطاردتها للشبان حتى المقبرة التي ووري فيها جثمان الشهيد واقتحامها المشفى الذي نقل إليه المصابون وقد أصيب العشرات من المواطنين واعتقل عشرات آخرون، واعتدائها أيضا على سيارة الاسعاف التي أقلت الشهيد وبيت العزاء الذي أقيم له، كل ذلك يعيد إلى الأذهان صورا لم تغب بعد عن أعين العالم أجمع لذلك الاعتداء الذي نفذته هذه القوات نفسها، وبنفس الصلف والوحشية، على جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة يوم الجمعة، وإن أكد ذلك على شيء فعلى أن هذه الجرائم وجرائم الحرب التي ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين العزل جاءت بقرار من أعلى المستويات السياسية في إسرائيل وهي جرائم تبين المدى الذي وصلت إليه الصلافة والوقاحة الاسرائيلية، من جهة، وحجم التخبط الذي يعيشه كيان الاحتلال بعد الصمود الأسطوري الذي جسده شعبنا وتضامن كل العالم معه، من جهة ثانية.
وأضاف "فدا" أن على المجتمع الدولي وفي مقدمته الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية الكف عن سياسة المعايير المزدوجة التي يتبعها وهي سياسة تحابي إسرائيل وتجعلها تفلت من العقاب، ولا يكون ذلك إلا من خلال مغادرة لغة الشجب والاستنكار إلى اتخاذ مواقف عملية تلزم إسرائيل بالتوقف عن جرائمها وتهديدها بفرض عقوبات عليها إن لم تلتزم بذلك وصولا إلى عزلها دوليا، وما يفعله الغرب في أماكن أخرى، ونحن نعرف خلفية ودوافع مواقفه هناك، يدلل على إمكانية تدخله عمليا في ملف الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي إلا أنه لم يقرر بعد التدخل أو هو لا يريد أصلا إلا إذا كان ذلك لصالح كيان الاحتلال كما هو حاصل منذ عقود.
وشدد "فدا" على أن كل ذلك لا يجعلنا نتوهم أن أي حل يأتي خارج السياق الفلسطيني والارادة الفلسطينية فالأساس يبقى فلسطينيا وشعبنا أثبت ويثبت يوما إثر آخر المخزون العالي لديه من أجل التضحية، وما جرى ويجري في القدس وباقي أنحاء فلسطين التاريخية يسقط دعاوى بينت حول السيادة الاسرائيلية المطلقة عليها فها هي قواته تطارد الشبان في كل حارة وشارع وزقاق من المدينة المقدسة المحتلة وتقابل بصمود وبسالة فلسطينيين قل نظيرهما، وبذلك تؤكد القدس على فلسطينيتها وعربيتها، ويؤكد شعبنا أنه عصي على الكسر وصامد في أرضه لا كما حاولت أنظمة التطبيع العربي أن تسوق لتتضح الصورة اليوم أكثر للقاصي والداني وتتلقى تلك الأنظمة صفعة على وجهها القبيح.
إن كل ذلك يستدعي أن نرتقي إلى مستوى هذه التضحيات وأن نكون جاهزين لهذه التحديات ويتطلب ذلك وفورا تنفيذ القرارات المتعلقة بوقف كافة أشكال العلاقة مع كيان الاحتلال وفي المقدمة وقف ما يسمى التنسيق الأمني، ونطالب في "فدا" بالمضي فلسطينيا في معركة محاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية على جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها وبضرورة توفير نظام حماية دولية لشعبنا من هذه الجرائم وفي مقدمة ذلك حماية أهلنا في القدس وحماية المقدسات المسيحية والاسلامية هناك من اقتحامات قوات الاحتلال ورعاع المستوطنين.