على مدى أكثر من 5 ساعات متواصلة، أدى عشرات الفلسطينيين صلاة الضُحى، قُبالة المصلى القبلي المسقوف، بالمسجد الأقصى، ما أدى إلى تغيير مسار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد.
وبدأت الصلاة بمشاركة المئات من الفلسطينيين، ولكنها تواصلت لساعات، رغم انخفاض أعداد المشاركين فيها، والذين تناوبوا على إمامتها.
وأقيمت الصلاة قُبالة المصلى القبلي المسقوف، وهو المسار الذي يمر المستوطنون الإسرائيليون من خلاله للوصول إلى الناحية الشرقية من المسجد، أثناء اقتحاماتهم.
واضطرت الشرطة الإسرائيلية إلى تغيير مسار اقتحامات المستوطنين، مسافة تصل إلى عشرات الأمتار، بسبب إقامة الصلاة، قبالة المصلى القبلي.
وتعمد أئمة الصلاة، الابتهال خلال الركعة الثانية، مع ترديد دعاء “آمين”، بصوت مرتفع.
وبكى أحد أئمة الصلاة بحرقة، وأبكى المصلين معه، وهو يبتهل إلى الله أن “يحمي المسجد الأقصى من اقتحامات المستوطنين والمخططات التي تستهدف المسجد”.
و”الضحى”، هي من صلاة النوافل المُستحبة، لكنها غير واجبة على المسلمين، ووقتها ما بعد شروق الشمس، وحتى قبيل صلاة الظهر.
وكانت الصلاة قد بدأت قبل اقتحامات العشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية لباحات المسجد الأقصى، توطئة لاقتحام مستوطنين إسرائيليين.
ولكنّ وصول عناصر الشرطة الإسرائيلية إلى مسافة أمتار قليلة من مكان الصلاة، لم يمنع المصلين من مواصلتها، دون انقطاع.
وتواجد عناصر الشرطة الإسرائيلية في محيط مكان الصلاة، ولكنهم لم يعترضوها.
وتواصلت الصلاة، بخشوع، رغم الأحداث في محيطها، بما في ذلك مطاردة العشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية لفلسطينيين في ساحات المسجد.
ويقع أمام المنطقة التي تم أداء صلاة الضحى فيها، المُصلى القبلي المسقوف الذي لجأ إليه العشرات من المصلين بعد اعتداء عناصر من الشرطة الإسرائيلية عليهم في ساحات المسجد.
وأطلقت الشرطة الإسرائيلية الرصاص المطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع على المصلين في داخل المصلى القبلي بعد إغلاق أبوابه بالسلاسل الحديدية.
وكان مُصلون في داخل المصلى القبلي قد طرقوا بقوة على الأبواب الخشبية الضخمة للمصلى للتعبير عن احتجاجهم على الاقتحامات.
وقال مصلون، إن رائحة الغاز المسيل للدموع كانت تفوح في المكان، غير أن ذلك لم يوقف صلاة الضُحى.
وتواصلت الصلاة دون انقطاع، طوال فترة الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى التي استمرت أكثر من 3 ساعات ونصف الساعة.
وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فقد اقتحم المسجد، الخميس، 599 مستوطنا.
ولم يسبق للفلسطينيين، أن لجأوا إلى صلاة الضحى المتواصلة، للاحتجاج على الاقتحامات الإسرائيلية.
وكانت جماعات استيطانية إسرائيلية، قد دعت إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بمناسبة ذكرى تأسيس إسرائيل الذي يصادف الخميس.
وأعلنت هذه الجماعات، اعتزامها رفع العلم الإسرائيلي، وترديد النشيد الوطني الإسرائيلي خلال الاقتحامات.
وبدورها، فقد دعت فعاليات وطنية ودينية فلسطينية، إلى “شد الرحال إلى المسجد الأقصى”، لـ”حمايته من المستوطنين”.