تحسبا لمواجهة عسكرية مقبلة أكملت سلطات الاحتلال مشروع “التشجير الأمني” لإحدى المناطق الحدودية المكشوفة أمام قناصة المقاومة في قطاع غزة. وذكرت تقارير عبرية أن المجلس الإقليمي “إشكول” القريب من الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة، أكمل مشروع “التشجير الأمني” عند نقاط مختلفة من الحدود مع القطاع.
وأوضحت صحيفة “يديعوت” العبرية أن الأمر تم بعد عام على الحرب الاخيرة ضد غزة التي سمتها إسرائيل “حارس الأسوار”، وذلك بسبب أن خطر الصواريخ المضادة للدبابات من قطاع غزة لا يزال يشغل المنظومة الأمنية. وأشارت إلى أن المجلس الإقليمي “إشكول” استمر في هذا المشروع الأمني، وزرع المزيد من الأشجار لحجب المناطق المكشوفة في نقاط مختلفة عند الحدود.
وهذه الخطة الأمنية تقوم على زراعة أشجار كثيفة وعالية في منطقة الحدود، بهدف حجب الرؤية أمام قناصة غزة، ومطلقي القذائف المضادة للدروع، لمنعهم من استهدف الجنود أو الآليات العسكرية وقت التصعيد العسكري، حيث يكون الجنود والآليات على مقربة من الحدود.
وفي مرات سابقة تمكنت المقاومة من استهداف آليات عسكرية إسرائيلية بالصواريخ المضادة للدروع، وقامت بتوثيق عدة هجمات، بدأت من لحظة إطلاق الصاروخ حتى إصابة الهدف خلف الحدود.
والجدير ذكره أن الأوضاع الميدانية في هذه الأوقات تشهد توترا كبيرا، بسبب الأحداث الجارية في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، والتي من الممكن أن تنتقل شرارتها إلى قطاع غزة، خاصة وأن المقاومة في القطاع، هددت بالدخول في مواجهة نصرة للقدس.
وخلال شهر رمضان، أطلقت عدة مقذوفات من القطاع تجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود، ردا على هجمات المستوطنين ضد الأقصى، فيما قامت قوات الاحتلال باستهداف مواقع عديدة للمقاومة بغارات جوية.
والمعروف أن جيش الاحتلال يقيم منطقة أمنية عازلة على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، تمتد لـ 300 متر داخل حدود غزة، يمنع المواطنين من الوصول إليها، كما يمنع زراعتها، بهدف إفساح الرؤية أمام جنوده المتحصنين داخل أبراج عسكرية تراقب المنطقة.
وفي سياق قريب استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بنيران رشاشاتها الثقيلة وقنابل الغاز المسيل للدموع، الأراضي الزراعية الواقعة على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وذكر شهود من المنطقة، أن الجنود المتمركزين داخل الأبراج العسكرية في موقع “كيسوفيم”، العسكري، والواقع شرق بلدة القرارة، أطلقوا النار بشكل كثيف من أسلحة ثقيلة تجاه الأراضي الزراعية في منطقة الواد. كما قام الجنود أيضا بإطلاق العديد من قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المنطقة. وأجبر الهجوم مزارعي المنطقة على مغادرتها فورا وترك حقولهم دون اتمام عملهم اليومي، خشية تعرضهم لخطر الإصابة.
وكثيرا ما تقوم قوات الاحتلال باستهداف تلك المناطق الحدودية، كما تستهدف أيضا صيادي غزة خلال رحلات العمل أمام سواحل غزة، وتحرمهم من اتمام عملهم اليومي.