قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، :"في هذا اليوم الأغر، يوم القدس العالمي، أخاطب وشعبنا وأمتنا، وأخاطب المرابطين في القدس وفي رحاب المسجد الأقصى المبارك المدافعين عنه بقبضاتهم وبصدورهم العارية، المدافعين عن الأقصى بمعتكفهم، برباطهم، بيثباتهم في وجه المحتلين والغزاة".
وفي كلمته خلال فعاليات منبر القدس، اليوم الثلاثاء، أكد هنية أن : "هذا اليوم الذي أصبح يوما خالدا ثابتا في ذاكرة الأجيال منذ أن أعلن عنه الإمام الخميني رحمه الله، تذكيرا بالقدس المكان والمكانه، والواجب والمسؤولية، والعقيدة والسياسة".
وأضاف: "هذا العام يأتي هذا اليوم على واقع الأحداث الضخمة والكبيرة التي تعيشها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك".
وأكمل: "وأود هنا أن أسجل ثلاثة كلمات تتعلق بهذه الوقائع وهذه الأحداث، الأولى، موجة العمليات البطولية التي نفذها مجاهدون من أبناء شعبنا الفلسطيني في داخل ضفتنا وفي قلب الكيان الصهيوني مع بداية رمضان وقبيل شهر رمضان المبارك".
وإستطرد قائلا: "هذه العمليات التي سجلت نقاطا مهمة في مقدمتها ان خيار المقاومة هو خيار شعب وليس خيار فصيل أو نخبة، هي عمليات جماعية وعمليات فردية، هي روح تسري في أوساط شعبنا الفلسطيني، هي خيار استراتيجي للتحرير وللعودة وللصلاة في رحاب المسجد الأقصى المبارك، بعيدا عن حراب وبنادق المحتلين. كما أنها سجلت أهمية الضفة الغربية ورجالها الميامين في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني، وفي إعادة التوازن الاستراتيجي لهذا الصراع، هذه الضفة التي خرجت الأبطال والقادة، وشكلت الحارس الأمين لقدسنا ولأقصانا بعد سنوات صعبة وتحديات هائلة، ومحاولات لطمس روح المقاومة هناك، انبعثت هذه المقاومة بهذه العمليات البطولية، والتي شكلت تحديا للأمن الصهيوني، بل كشفت هشاشة الكيان أمنيا وسياسيا من خلال هؤلاء الأبطال الذين نفذو هذه العمليات بإرادة وباقتدار بلا تردد وبجرأة ورباطة جاش".
وتابع،: "المقاومة في موجتها الجديدة هي تأكيد على أن قضية القدس والمسجد الأقصى وحق العودة، وتحرير الأسرى من سجون الاحتلال لا يمكن أن تحسم على طاولة المفاوضات السياسية، كما ظن بعض أبناء شعبنا، أن هذا الصراع يمكن حسمه وإنهاؤه على طاولة المفاوضات، بل أن هذه المقاومة في موجتها الجديدة، وهذا الرباط، وهذا التحدي في رحاب المسجد الأقصى والقدس، هو تأكيد على أن القضية والصراع سيحسم من خلال هذه المواجهة الشاملة مع العدو، وليس عبر هذه المفاوضات العبثية التي أرهقت شعبنا وأضاعت البوصله أمام الكتير من نخب هذه الأمة.
ووجه هنية: "تحية لأولئك الرجال الذين نهضوا مجددا، وسددوا هذه الضربات الموجعة لهذا الاحتلال ردا على جرائمه وعدوانيته التي لا تتوقف عند حد معين.
وحذر هنية من أن "محاولات العدو لتجاوز الخطوط وارتكاب المزيد من الحماقات في المسجد الأقصى قد يحول الصراع الثنائي إلى إقليمي".
وشدد على أن "غزة لا يمكن أن تكون بعيدة عن الصراع إذا ما تم تجاوز الخطوط من العدو والعودة إلى العبث بالمسجد الأقصى".
وتحدث عما يجري في المسجد الأقصى وفي القدس قائلا: "لا يخفى على أحد أن هناك عاملان مهمان دفعا العدو إلى الإسراع في خطواته أو تنفيذ مشاريعه، على طريق التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، وتغيير الطابع الديني الإسلامي التاريخي للمسجد".
وبيّن أن: "العامل الأول، هو عامل يتعلق بالمنطقة، من خلال التطبيع، ومن خلال العلاقات مع بعض الحكومات العربية، واللقاءات والمؤتمرات، والتحالفات. ربما تحالفات أمنية وتحالفات عسكرية، لا شك أن هذا التطور الخطير شجع الاحتلال على الإسراع أو في محاولة حسم المعركة على المسجد الأقصى المبارك، مستفيدا من هذا الغطاء التطبيعي، ولذلك نحن طالبنا ومازلنا نطالب، ونؤكد على ضرورة التراجع عن هذه الخطوات التي تضر بالمنطقة وبالدول العربية، وتضر بقضية فلسطين وتضر بالقدس والأقصى، يستفيد منه الاحتلال في شرعنة وجوده على أرض فلسطين، وفي شرعنة مشاريعه لتصفية القضية الفلسطينية.
وأكمل هنية قائلا: "العامل الثاني متعلق بالداخل الفلسطيني، بطبيعة الصراع مع الاحتلال، أنه يستغل إنشغال العالم في الحرب الروسية الأوكرانية، وتحت هذا الغطاء، يسعى إلى تمرير مشاريعه تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك، ويحاول أن يحسم المعركة على المسجد الأقصى المبارك، وبدا ذلك من خلال القرابين خلال مسيرة الاعلام، من خلال الاقتحامات والعدوان والاعتداء على إخواننا وأهلنا وعلى نسائنا ورجالنا، وعلى شيوخنا وأطفالنا في داخل المسجد الأقصى المبارك، وهو يعتقد بأن الوقت أصبح مناسبا له ليدخل إلى حيز التنفيذ المباشر، لهذا التقسيم الزماني والمكاني وتغيير المعالم، وضرب الكيانية الدينية والسياسية للقدس، وبما تمثله لشعبنا ولأمتنا الإسلامية في كل مكان".
وشدد هنية أن: "هذان العاملان، ساعدا العدو، وشجعاه على أن يمضي، ومستغلا ما يسمى الأعياد اليهودية لفرض الحقائق وتغيير الواقع في القدس عامة وفي المسجد الأقصى المبارك. ولكن أستطيع أن أقول وبكل اطمئنان، أن شعبنا وأن المرابطين والمرابطات، وأن أهلنا في الداخل المحتل في الـ48، وقوة الإسناد في غزة، والفعالية لشعبنا ولأمتنا في الخارج، أفشلت هذا المخطط في هذه المحطة، وكشفت هذا الوجود القوي والفاعل لأبناء شعبنا من خلال هذه المواجهة، سجلت بكل اقتدار، ثلاثة نقاط مهمة، وهذه الكلمة الثالثة التي أريد أن أختم بها".