استهجن خبير أمني إسرائيلي بارز مزاعم مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى، بأن المعلومات التي توجد لدى العالم النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو، المتهم بالخيانة، هي معلومات "حساسة"، بعد مرور 36 عاما على تسريب بعضها، لأن ذلك "يعرض إسرائيل وكأنها كدولة نووية لم تتطور منذ ذلك الحين".
وذكر يوسي ميلمان، المعلق الإسرائيلي والخبير بالشؤون الأمنية والاستخباراتية، في تقرير له بصحيفة "هآرتس"، أن الجنرال (احتياط) يوفال شمعوني، مسؤول الأمن في جهاز الأمن الإسرائيلي، صاغ رأيه عن رغبة العالم النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو، الذي عمل في مفاعل "ديمونا"، وسجنته إسرائيل 16 عاما، لتسريبه معلومات حول تطوير إسرائيل لأسلحة نووية، "مغادرة إسرائيل، استنادا لمحادثة مدتها ساعة ونصف مع فعنونو".
ونبه إلى أن هناك تناقضا بين حديث شمعوني "بقلب مفتوح" مع فعنونو، وتوصيته التي حذر فيها بأنه "محظور بأي شكل من الأشكال السماح لفعنونو بمغادرة إسرائيل، ويجب إبقاء القيود المفروضة عليه على حالها، وإلا فإن هذا سيمس بأمن إسرائيل".
وذكر أن "فعنونو كان تقنيا في المفاعل النووي في "ديمونا"، وتمت إدانته بسبب مخالفات أمنية خطيرة بسبب معلومات نقلها عن عمله لصحيفة "صاندي تايمز" في 1986، واستنادا لهذه المعلومات استنتجت الصحيفة بأنه يوجد لدى إسرائيل مخزون من السلاح النووي المتطور وقنابل نووية وهيدروجينية ونيوترونية".
وأشار إلى أن شمعوني استنتج أن "المعلومات التي توجد لدى فعنونو ما زالت حساسة جدا، لكن رأيه الذي قدمه مليء بالإخفاقات المنطقية"، منوها بأن "مزاعم شمعوني بأن المعلومات التي توجد لدى فعنونو "ما زالت حساسة"، يظلم إسرائيل، ويعرضها كدولة نووية دونية".
وبحسب منشورات أجنبية، فإن "إسرائيل كانت السادسة في العالم التي طورت سلاحا نوويا قبل 55 عاما، وفعنونو تحدث عما شاهده وسمعه وصوره في المفاعل بعد 20 عاما، وبحسب منطق المسؤول عن الأمن، منذ ذلك الحين وحتى الآن، ورغم مرور 36 عاما، يبدو أنه لم يتغير أي شيء في عالم النووي الإسرائيلي، والتكنولوجيا لم تتطور، والمعدات ووسائل الإنتاج لم يتم تجديدها، والمعرفة لم تتطور".
وأضاف: "إذا صدقنا رأي شمعوني؛ النتيجة يجب أن تكون أن العالم النووي سار إلى الأمام في الوقت الذي فيه إسرائيل تقف مكانها، لذلك، كل ما عرفه فعنونو في حينه هو ما يعرفه الآن علماء لجنة الطاقة النووية، لكن ربما أيضا أن إسرائيل حسنت برنامجها النووي، وجعلته متقدما أكثر، بالطبع دون معرفة فعنونو، لكن المسؤول شمعوني يفضل عدم قول ذلك من أجل تبرير استمرار التنكيل به".
ونوه ميلمان بأنه "من أجل تبرير شمعوني لاستنتاجه بأن فعنونو يشكل خطرا أمنيا، فإن ادعاءاته تستند إلى حالات سابقة خرق فيها فعنونو القيود التي فرضت عليه، مثل الملدوغ يخاف من جر الحبل".
وأفاد بأن الجنرال شمعوني مارس "الخداع، الذي استهدف إخفاء حقيقة بسيطة، أن فعنونو لن يسمح له بمغادرة إسرائيل إلى الأبد، وجهاز القضاء دائما يقف بصمت عند سماع كلمة أمن، مشكوك فيه جدا أن يتم العثور على قاض واحد، صغير أو كبير، يجد في نفسه الشجاعة كي يختلف مع المنطق المليء بالتناقضات للمسؤول عن الأمن في جهاز الأمن".