انطلقت ما يسمى مسيرة "الأعلام" الاستيطانية الاستفزازية ، عند نحو الخامسة والربع، بمشاركة المئات، فيما أغلق عناصر من شرطة الاحتلال، الطريق الواصل لباب العامود وعدة شوارع في القدس، تزامنا مع انطلاق مسيرة المستوطنين.
وتجمع المئات من المستوطنين في ساحة الصفرا بشارع يافا في مدينة القدس المحتلة، استعدادًا لمسيرة "الأعلام" التي ستمر في شوارع المدينة المقدسة.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت ا"ن الشرطة أغلقت الطريق عليهم بالشاحنات ومركبات الشرطة، يشارك الآن حوالي 1000 متظاهر
ويتحدث القائمون على المسيرة بأنها ستمر من باب العامود والحي الإسلامي، فيما ذكرت قناة ريشت كان العبرية، أن الشرطة الإسرائيلية تحاول التوصل لاتفاق معهم لمنع دخولها من تلك المناطق ولكن المرور بالقرب منها.
ورغم أن نفتالي بينيت رئيس الحكومة الإسرائيلية قرر منع عضو الكنيست اليميني المتطرف ايتامار بن غفير من الوصول إلى منطقة باب العامود، إلا أنه وصل إلى مكان المسيرة.
وقال بن غفير للصحفيين لدى وصوله، لم أتلق أي رسالة مفادها أنه لم يسمح لي بالذهاب إلى باب العامود ولم يتحدث معي أحد .. أنا عضو الكنيست لديه حصانة .. كيف يسمح لأحمد الطيبي بالتجول وأنا لا؟ سأذهب إلى هناك. كما قال.
وأضاف: "لا أخاف تهديدات بينيت أو حماس .. أنا ذاهب إلى باب العامود".
فيما قالت الشرطة الإسرائيلية أنها ستمنع بن غفير من الوصول إلى باب العامود.
وهاجم بينيت في مقابلة مع إذاعة كان العبرية، بن غفير وقال: "لن أخاطر بحياة الجنود من أجل استفزاز بن غفير"، مشيرًا إلى أن هذه الفترة حساسة للغاية ويتم إدارتها بشكل حساس.
من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، إن مسيرة الأعلام خطوة استفزازية من قبل المتطرفين الذين يحاولون خلق استفزازات، مشيرًا إلى أن حكومته تسعى لمنع التصعيد.
كما أغلقت شرطة الاحتلال الشارع 400 لقطع طريق المسيرة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس إن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد اليوم بلغ 3813 مستوطنا. واستمر الاقتحام لأكثر من ثلاث ساعات ونصف، قبل أن ينسحب المستوطنون، وقوات الشرطة من المسجد.
وقال المستوطنون إنهم حاولوا التوصل إلى اتفاق مع قيادات شرطة الاحتلال حول مسار المسيرة التي من المقرر أن تتجه إلى ساحة البراق، في وقت لاحق مساء اليوم، وأضافوا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، ورغم ذلك، أكدوا أنهم المسيرة الاستفزازية ستنطلق في الوقت المحدد على الرغم من رفض السلطات منحهم "الترخيص" اللازم لتنظيمها.
وهدد المستوطنون بأن "مسيرة الأعلام" التي ستنطلق في الساعة الخامسة مساء، ستمر من منطقة باب العامود والحي الإسلامي وغيرها من المناطق المحيطة في البلدة القديمة في القدس المحتلة، بحسب ما جاء في بيان صدر عنهم، وذلك في ظل تحذيرات الأجهزة الأمنية من أن ذلك قد يؤدي إلى "انفجار الأوضاع".
وقرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، منع بن غفير من الوصول إلى باب العامود، في سياق عزم الأخير المشاركة في المسيرة، "بناء على توصية وزير الأمن الداخلي ورئيس الشاباك والمفتش العام للشرطة".
وقال بينيت في بيان صدر عنه إنه "ليس لدي أي نية للسماح لحسابات سياسية ضيقة بتعريض حياة (قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنون على حد سواء) للخطر. لن أسمح لاستفزاز بن غفير السياسي بتعريض جنود الجيش الإسرائيلي وضباط الشرطة الإسرائيلية للخطر، وتحميلهم مهام فوق مهمتهم الثقيلة في أي حال من الأحوال".
فيما أعلن وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الإسرائيلية، عومر بار-ليف، أنه أجرى مداولات أمنية لتقييم الأوضاع في القدس، بمشاركة نائب المفتش العام للشرطة، ديفيد بيتان، وقائد جهاز الشرطة في المنطقة، دورون تورغمان، وممثلي جهاز "الشاباك" وكبار مسؤولي أجهزة الأمن في القدس.
وقال إن ذلك شمل استعراضا للمستجدات في القدس والحرم القدسي، واطلع خلال المداولات على استعدادات شرطة الاحتلال للأيام المتببة خلال شهر رمضان. واعتبر بار-ليف أن "الأوضاع معقدة للغاية. الأيام المقبلة حساسة للغاية وتتطلب منا التصرف بحزم إلى جانب المسؤولية وحسن التقدير".
من جانبها، أكدت حركة حماس أن "تكرار المستوطنين الصهاينة اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى، وبحماية قوات الاحتلال الصهيوني، لن يفرض تقسيمًا زمانيًا ولا مكانيًا، ولن يغيّر من إسلامية وعروبة المسجد الأقصى، الذي سنحميه وشعبنا بكل قوّة".
وقالت حماس، في تصريح صحافي، اليوم: "إنّنا وفي الوقت الذي ندين فيه جرائم العدو وقطعان مستوطنيه، نحذّرهم من مغبّة التفكير في ذبح القرابين، أو السماح لمسيرة الأعلام الصهيونية من الاقتراب من مقدساتنا"، مشيرةً إلى أن "قيادة الاحتلال تتحمل المسؤولية كاملة عن تداعيات تلك الإجراءات الخطيرة والمستفزّة".