تمكن إبراهيم حبوب من ذوي بتر الأطراف العلوية في مدينة غزة، أخيرا من استخدام يده اليسرى بعد أعوام من إصابته بإعاقة حركية نتيجة تعرضه لحادث.
وفقد حبوب الذي يعمل طبيبا للأمراض الجلدية في القطاع، ذراعه قبل نحو 21 عاما مما أثر سلبا على نفسيته، لكن مع مرور الوقت بدأ يتأقلم مع الوضع الخاص به والتعايش مع إعاقته.
ويقول حبوب (47 عاما) وهو أب لأربعة أبناء لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "فقدان ذراعي اليسرى جعلني أشعر أن شيئا ما ينقصني، لذلك قمت بتركيب طرف صناعي تجميلي تفاديا لنظرات الشفقة من الأشخاص حولي".
وأضاف حبوب "ليس من السهل على أي شخص أن يتقبل إعاقته خاصة إذا كان يتعامل مع الناس بشكل يومي مثلي، فأنا أتعامل مع عشرات المرضى يوميا سواء في العيادة الخاصة أو المستشفيات العامة".
وتمكن حبوب بعد مرور أعوام طويلة من تركيب يد صناعية إلكترونية يستخدمها ويحركها من خلال تحكم الدماغ التي ترسل إشارات حركية لكل من العضلات والأعصاب الموصولة بتلك الطرف الصناعية.
وأعرب حبوب عن سعادته البالغة لتمكنه بعد طول انتظار من استخدام يديه وفتحها وإغلاقها ومسك وحمل جميع الأشياء دون الشعور بحرج أو خوف من نظرة الآخرين.
وعلى مقربة من حبوب، جلسة السيدة فاطمة النمر من سكان غزة على كرسي الانتظار داخل المستشفى التخصصي للحصول على يد إلكترونية جراء فقدانها يدها اليسرى أيضا بعد تعرضها لحادث سير قبل نحو 8 أعوام.
وتقول فاطمة النمر لـ ((شينخوا)) إن "الحادث جعل مني شخصا بدون يد فكنت أشعر بأنني غير مكتملة أمام صديقاتي وأهلي"، مشيرة إلى أنها عانت كثيرا من إحساس تملكها بأن العالم كله أصبح مظلما، لا يستحق أن تناضل من أجل العيش فيه".
وأضافت فاطمة النمر (31 عاما) "لم أتقبل وضعي نهائيا لسنوات ولكن بعد فترة من الوقت قررت أن أتعايش مع إعاقتي وأمارس حياتي بشكل شبه طبيعي، ولكنني أحيانا أشعر بالحرج، خاصة حين كنت أحتاج أن أستخدم يدي الاثنتين".
وتابعت السيدة بينما علت الابتسامة وجهها لحصولها على الطرف الإلكتروني "يمكنني أن أقول إنني امتلك يدا طبيعية بنسبة 85 في المائة، فأنا أصبحت أستعملها في كل شيء حولي".
وحبوب والنمر كانا من بين 40 شخصا من مبتوري الأطراف العلوية حصلوا على أطراف صناعية إلكترونية من مستشفى "حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية" التي تعمل في غزة.
وأنشئ المستشفى ، الذي يقع على مساحة 12 دونما ومكون من 5 طوابق، في أواخر عام 2019 بتمويل من قطر، ويقدم خدمات إعادة التأهيل الطبي للمرضى الذين يعانون من إعاقة مركبة.
وعلى مدار أسابيع مضت، دربت المستشفى المرضى على كيفية استخدام أطرافهم الصناعية الجديدة بحسب ما قال رئيس قسم الأطراف فيها أحمد العبسي لـ((شينخوا)).
وأضاف العبسي أن "ما يميز الأطراف أنها وظيفية أكثر منها تجميلية تعتمد على الأقطاب الحساسة الموجودة داخل اليد الإلكترونية حيث تأخذ الإشارة من الدماغ وتحولها إلى حركة حيث يتمكن المريض من فتح وإغلاق يده، بالإضافة إلى تناول كافة الأدوات التي يريدها".
واعتبر العبسي أن المستشفى هو التخصصي الأول في صناعة الأطراف الصناعية لمبتوري الأطراف الذين يعانون من إصابات خطيرة، مشيرا إلى أن المستشفى يقدم خدماته لمبتوري الأطراف في القطاع للحد من السفر إلى الخارج للحصول على الأطراف الصناعية.
وأشار إلى أن قسم الأطراف يعمل على توفير "دائرة علاجية متكاملة للأشخاص الذين يحتاجون إلى أطراف صناعية، تنقسم إلى 3 مراحل تشمل إعادة التأهيل النفسي والجسدي ومن ثم إنتاج الطرف وتثبيته ثم تدريب المريض على استخدامه".
وتستغرق المرحلة الثالثة ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر من التدريب لكل مريض يتلقاها داخل المستشفى.
ويوجد في قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل منذ عام 2007 ما يقرب من 49 ألف شخص من ذوي الإعاقة، أي ما يعادل 2.4 في المائة من إجمالي سكانه، وفق مسؤولين في جمعيات فلسطينية.