معاريف: السنوار والغرفة المشتركة.."جاهزون للدفاع عن المقدسات"

الجمعة 15 أبريل 2022 06:53 م / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف: السنوار والغرفة المشتركة.."جاهزون للدفاع عن المقدسات"



القدس المحتلة/سما/

معاريف - بقلم: تل ليف رام    في سلسلة أحداث أمنية مشابهة للتي تجري في الشهر الأخير (عمليات خطيرة، ونشاط عملياتي للجيش الإسرائيلي في يهودا والسامرة، وقتلى في الجانب الفلسطيني وبخاصة بين “إرهابيين” من الجهاد الإسلامي) كان من المتوقع أن تنطلق صواريخ من قطاع غزة.

لكن هذا لم يحصل؛ لأن لحماس مصالح خاصة بها، بل إنها عملت لوقف النار نحو إسرائيل في الفترة الأخيرة. ولكن رغم أن لحماس أسبابها، فكلما مر الوقت، يتواصل التوتر ويزداد عدد القتلى بين الفلسطينيين، وبهذا يتعاظم احتمال استيقاظ غزة.

هذا اليوم، مع الصلاة في الحرم، ثمة مقياس آخر. حتى الآن، نجحت الشرطة في تحييد أعمال إخلال عنيفة بالنظام في باب العامود والبلدة القديمة، لكن حماس تواصل التحريض في محاولة للتسبب باشتعال داخل الحرم أيضاً.

بدون إنذار

في هذه الأثناء، اجتمعت كل المنظمات في القطاع تحت ما يسمى غرفة العمليات المشتركة، للتباحث مع زعيم حماس في القطاع يحيى السنوار. لن تخرج قرارات حقيقية من هذا اللقاء الذي كانت أهميته الأساسية في مجرد انعقاده، وبقدر أقل في القرارات التي اتخذت فيه. وفي التصريح الذي جاء في ختام اللقاء، “جاهزون للدفاع عن الأماكن المقدسة” امتنعوا في هذا المرحلة عن طرح إنذار أو تهديد واضح.

يعتقد جهاز الأمن أن حماس غير معنية بالتصعيد في غزة، بسبب الأزمة الاقتصادية. تفكر حماس مرتين قبل أن تقرر التنازل عن دخول العمال إلى إسرائيل، وعن ترتيب المال القطري، وعن المساعدة المصرية في بناء أحياء سكنية. ولا يقل عن ذلك، تعتقد إسرائيل أن قيادة حماس تفضل الآن الانشغال بتعاظم القوى وباستخلاص الدروس من الدخول إلى تصعيد آخر يضعف قدراتها العسكرية مرة أخرى بعد الحرب الأخيرة.

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن حماس من ناحية القدرات العسكرية لا تزال في نقطة أدنى من تلك التي كانت عليها عشية “حارس الأسوار”. ولكن تجربة الماضي تفيد بأن قدرة صواريخ المنظمة تتحسن ومدى الصواريخ يزداد.

هذا لا يعني أن حماس وضعت السلاح؛ فمن ناحيتها، ترى أنها تكسب من كل الاتجاهات. مريح لها الآن إجراء التصعيد في ساحات أخرى. قيادة المنظمة مشغولة بالتحريض وبتوجيه الإرهاب في الضفة وفي إسرائيل، وتعمل على الهدوء وضبط النفس في غزة. يبدو أنها صيغة مظفرة كما يرون.

لكن لا ضمان بأن تصمد هذه السياسة أبداً، خصوصاً إذا ما اتسع التصعيد إلى القدس، أو إذا ما انتهى حدث كبير في جنين أو في نابلس بقتل فلسطينيين كثيرين.

يقول العقيد احتياط د. ميخائيل ميلشتاين، الخبير في الساحة الفلسطينية والباحث والمحاضر في المجال، لـ “معاريف” إن موجة الإرهاب الحالية تجسد بقدر كبير بأن حماس تنجح في فرض “التمييز” على إسرائيل. يدور الحديث عن تعبير وصفته إسرائيل كأساس مركزي لسياستها تجاه الساحة الفلسطينية. وهكذا، كما يضيف ميلشتاين، تحرص حماس رغم التوتر الحالي على الحفاظ على هدوء تام في القطاع، لكنها بالمقابل تشجع الإرهاب في الضفة والقدس وداخل الخط الأخضر.

بزعم ميلشتاين أيضاً، لا مصلحة للسنوار في هذه المرحلة بأن يضم غزة إلى دائرة العنف. فهو ينتزع بادرات طيبة مدنية غير مسبوقة، مثل إدخال 20 ألف عامل إلى إسرائيل، وكل هذا دون أن يكون مطالباً بأي تنازلات أو يقف أمام اشتراطات في مجالات تعاظم القوة: الأسرى والمفقودون وتوجيه الإرهاب، والتحريض.

بنك الأهداف

“كاسر الأمواج” ليست حملة عسكرية واسعة، بل سلسلة نشاطات عملياتية تتم الآن على نطاقات أوسع مما كان قبل التصعيد الأخير، وإن كانت في حينه أيضاً نشاطات عملياتية كل ليلة.

بلغة سلاح الجو العسكرية المعروفة، نسمي هذا بنك الأهداف الآخذ بالتقلص. يعنى الجيش بمواصلة ممارسة الضغط الهجومي على شبكات الإرهاب. واستخدمت الوحدات في الميدان بشكل مهني ودقيق حتى الآن، ولكن كتلاً من المقاتلين الذين يعملون في قلب المدن الفلسطينية قد تؤدي إلى نتيجة غير مرغوب فيها: زيادة الاحتكاك مع الفلسطينيين تؤدي إلى زيادة مستوى اللهيب.

د. ميلشتاين، الذي خدم في الجيش في الاستخبارات وفي مكتب تنسيق أعمال الحكومة في “المناطق” [الضفة الغربية]، يعتقد أن تحدي التمييز للجيش في يهودا والسامرة مختلف. “تحاول إسرائيل تركيز الجهد الأمني على جنين دون أن تصاب باقي المناطق بعدوى الإرهاب وبالفوضى مثلما في شمال السامرة”، كما يقول. حتى الآن، كما يعتقد ميليشتاين، نجحنا بشكل لا بأس به، ومعظم الجمهور الفلسطيني يركز على رمضان وليس على المواجهات مع إسرائيل. لكن احتمال الاشتعال قائم.

الكثير منوط بالقوات الموجودة في الميدان، وحين يدور الحديث عن تنفيذ مهام عسكرية في محيط مدني، فإن احتمال الأخطاء أعلى بكثير. حتى الآن، وتجاه تزايد النشاطات، يمكن أخذ الانطباع بأن كمية الأخطاء في اختبار النتيجة لم تكن عالية.

لكن الاختبار مستمر، ويبدو أنه سيستغرق وقتاً إضافياً آخر إلى أن يكون ممكناً إنزال مستوى التأهب العالي وتعزيز القوات في الميدان. ستكون نهاية الأسبوع اختباراً مهماً لشرطة إسرائيل وحرس الحدود في شرقي القدس وداخل الحرم. في هذه الفترة من التوتر المتواصل منذ أسابيع، من شأن التصعيد في القدس أن يكون المحفز الذي يشعل جبهات أخرى.