هآرتس: بينيت.. بين 5 ملايين فلسطيني وطموح اليمين المتطرف

الأحد 03 أبريل 2022 05:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس: بينيت.. بين 5 ملايين فلسطيني وطموح اليمين المتطرف



القدس المحتلة/سما/

هآرتس - بقلم: ايريس ليعال   ذكرتني أحداث الأسبوع الأخير بالصديق نفتالي بينيت، الذي كان عليه أن يحسم أمره في المعضلة، هل يجب إخراج الشظية من مؤخرته، ويخاطر بأن يصبح معاقاً، أو يسلم بوجودها ويتعلم كيفية التعايش معها. كان بينيت رئيساً مجتهداً وطموحاً في حركة البيت اليهودي في 2013، عندما قارن بين المشكلة الفلسطينية وشظية في المؤخرة. حتى هو نفسه لم يحلم بأن يصبح ذات يوم رئيس حكومة، وسيضطر إلى اتخاذ قرار حاسم حول هذه المعضلة.

وبدا أنه قد قرر ذلك في مؤتمر النقب، وكذا رئيس الحكومة البديل يئير لبيد، فهما لا يختلفان كثيراً عن بعضهما إزاء موقفهما، ولا يختلفان كثيراً عن بنيامين نتنياهو؛ إذا كانت هناك إمكانية للعيش مع شظية في المؤخرة، فسيستغلان ذلك حتى النهاية. وإن إقامة علاقات مع زعماء عرب وجمعهم معاً والإظهار لهم بأن هناك مصالح مشتركة لا ترتبط بالنزاع، يبدو هو الخيار المفضل لهما ولمعلمهما وشيخهما نتنياهو.

عندها جاء الواقع وأوضح لهما من المتحكم بالأمور، كان سيجموند فرويد سمى ذلك “عودة المقموع”، أو إذا شئتم “عودة الشظية”. ثمة درس للجميع، لجميع القادة مهما كانوا، وهو أن الوهم النرجسي الذي يقول بأنكم أنتم من تشكلون الأحداث التي تكوّن الواقع، يتحطم في وجوهكم. اسألوا فلاديمير بوتين، آخر من قرأ هذا الدرس المرير. بينيت فقد اليمين، كراهيته في أوساط البيبيين ومصوتي اليمين الديني الوطني هي قوية مثل الموت.

شرعية بينيت مشكوك فيها بسبب المقاعد الستة الضعيفة، ولأنه تراجع عن وعده الانتخابي، ولأنه أقصى نتنياهو وانضم إلى أحزاب اليسار وإلى منصور عباس. أيديولوجياً، لم يعد بينيت يمثل شيئاً من جهة اليمين. وقد احتل مكانه عميحاي شكلي وبتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير. ولا توجد في جميع التغريدات الهستيرية كلمة أخرى لوصف فظائع العنصرية الوحشية التي يصدرها هؤلاء الأشخاص، ولكن ثمة تغريدة بسيطة لسموتريتش يجب أن تمثل إلهاماً لبينيت.

طرح سموتريتش صورة شاشة في استطلاع، أجاب فيه 68 في المئة من المستطلعين بـ “غير جيد” على سؤال كيف تعالج الحكومة موجة الإرهاب. وكتبوا “نفتالي، هذا كبير عليك”. في الواقع هذا ما يبدو في هذه الأثناء. يجب أن نذكر أيضاً أن نتنياهو اعتقد في عملية “حارس الأسوار” أن له سيطرة على الأحداث، وأن مقاول الهدم الخاص به، بن غفير، سيتسبب بضرر قليل وسيخرب احتمالية تشكيل حكومة مع “راعم”، وسيكون بالإمكان الذهاب إلى جولة انتخابات خامسة.

لكن الأحداث، كما أشرنا في السابق، هي التي شكلت الواقع وأدت في نهاية الأمر إلى تشكيل هذه الحكومة. أحداث الأسبوع الماضي تهدد سلامتها. لا حاجة للتوجه إلى مصوتي اليمين ومحاولة إرضائهم. وعلى بينيت أن يفحص مرة أخرى نموذج الشظية التي في المؤخرة، ويقرر إذا كان هذا كبيراً عليه أم أنه يستطيع التسامي إلى حجم المهمة بمساعدة لبيد. يمكنهما معاً وضع جدول أعمال الحكومة هذه حتى انتهاء ولايتها. يجب أن تكون نهاية عهد نتنياهو أيضاً نهاية عهد “إدارة الصراع” و”تقليص النزاع” و”تقليل الاحتكاك”، أو بكلمات أخرى نهاية عهد الهراءات. على بينيت ولبيد أن ينضجا، وإلا فسيثبتان أن سموتريتش على حق.

98 في المئة من العرب يعارضون العنف، حسب “مركز أيكورد”، لكن 56 في المئة من اليهود فقط يعتقدون بوجود أغلبية تعارض العنف في أوساط العرب. يمكن البدء من هذه الفجوة، إما إشعال النار مثل الكهانيين وزرع الرعب ودعوة المواطنين لحمل السلاح، أو التهدئة وقول الحقيقة، وهي أن مواطني إسرائيل العرب يعارضون الإرهاب والعنف. بعد ذلك، عندما يهدأ، يجب الاعتراف بالحقيقة التي يتم نفيها، وهي أن إسرائيل تسيطر على خمسة ملايين فلسطيني، بما في ذلك قطاع غزة وشرقي القدس، وهذا هو السؤال الأكثر أهمية لوجودها. بينيت ولبيد يمكنهما أن يكونا طالبين مطيعين لنتنياهو، أو يمكنهما أن يكونا زعيمين. هذه هي الخيارات.