أفاد تقريرٌ إسرائيليٌّ صادرٌ عن “مركز القدس للشؤون العامّة والدولة”، بأنّ حالةً من الإحباط والغضب تنتاب مسؤولي السلطة الفلسطينيّة تجاه إدارة الرئيس الأمريكيّ جو بايدن، لافِتًا إلى حالةٍ مماثلةٍ تنتاب مسؤولي السلطة تجاه الاتحاد الأوروبيّ، فضلاً عن مخاوف عميقة من احتمال تسكين آلاف المهاجرين الأوكرانيين والروس الجدد في مستوطنات الضفة المحتلة.
وقال إنّ تلك الحالة تأتي عقب إبلاغ السلطة الفلسطينية من جانب البيت الأبيض، أنّ الرئيس الأمريكيّ “لن يمكنه حاليًا الالتزام بتعهداته التي قطعها على نفسه بشأن إعادة افتتاح القنصلية الأمريكية العامّة بالقدس الشرقية”.
وحسب التقرير، كما أفادت وكالة (EREM NEWS)، تواصل الإدارة الأمريكية توثيق علاقاتها بالسلطة الفلسطينية على الرغم من انشغالها الشديد بملف الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته. ولفت إلى الزيارة التي أجراها هادي عمرو، مسؤول الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية في الخارجية الأمريكية، إلى رام الله، في الأيام القليلة الماضية، والاجتماعات التي عقدها مع رئيس الحكومة الفلسطينية محمود اشتية، ومع حسين الشيخ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأكّد التقرير أن الشيخ “هو خليفة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشكلٍ محتملٍ”.
الكيل بمكيالين
ووفق التقرير، “أبلغ الشيخ المسؤول الأمريكيّ أنه آن الأوان لكي يغادر الاحتلال الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية المحتلة”، وأنّه “ينبغي التوقف عن الكيل بمكياليْن ومن ثمّ تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالملف الفلسطينيّ”.
وشدّدّ التقرير على أنّ إدارة بايدن لديها حالة من القلق بشأن تصعيد محتمل بالقدس والأراضي المحتلة بالتزامن مع شهر رمضان والذكرى الأولى لعملية “حارس الأسوار”، التي شنتها إسرائيل في أيار (مايو) الماضي.
توقعات قاتمة
وقال إن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشباك) رونين بار، والذي زار واشنطن قبل بضعة أيام، أبلغ الأمريكيين أن لدى الجهاز الذي يترأسه توقعات قاتمة بشأن تصعيد محتمل في الأراضي الفلسطينية خلال أسابيع معدودة. واقتبس التقرير تصريحًا منسوبًا للناطق باسم رئيس السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، حذر خلاله من انفجار وشيك، وانتقد بشدة إدارة بايدن.
وقال المسؤول الفلسطيني إن الاتصالات مع الأمريكيين مستمرة، “لكن إدارة بايدن لم تلتزم بعد بأي من وعودها التي قطعتها على نفسها أمام رئيس السلطة الفلسطينية”، وخصّ بالذكر ملف القنصلية الأمريكية العامة، لكن الانتقادات تطال أيضًا الخطوات الإسرائيلية أحادية الجانب، مثل اقتطاع جزء من أموال الضرائب التي تحصلها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية. ودعا إدارة بايدن إلى “إعادة دراسة السياسات الحالية بشأن الخطوات الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين”.
انشغال أمريكي
ونقل التقرير عن مصادر رفيعة بالسلطة الفلسطينية، لم يسمها، قولها إنّ المبعوث الأمريكي هادي عمرو أبلغ مسؤولي السلطة، أن إدارة بايدن “منشغلة جدًا في الحرب بأوكرانيا ولا يمكنها الالتزام حاليًا بوعودها بشأن إعادة افتتاح مكاتب منظمة التحرير في واشنطن والقنصلية الأمريكية العامة بالقدس الشرقية”.
وعن أسباب الإحباط الفلسطيني العميق، كما نوه التقرير الإسرائيلي، أشار إلى أنّ إعادة افتتاح القنصلية الأمريكية بالقدس الشرقية “كان سيشكل رمزًا مهمًا للسلطة الفلسطينية بأنّ واشنطن تعترف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية، ومن ثم سيتم تفريغ اعتراف إدارة دونالد ترامب السابقة، بأن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، من مضمونه”.
موجة هجرة كبرى
وأضاف أيضًا أن ثمة حالة من الغضب الفلسطينيّ تجاه الاتحاد الأوروبي، إذ تمّ تأجيل تحويل مساعدات مالية بقيمة 214 مليون يورو، بسبب موقف المجر الذي يشترط هذه المساعدات بتغيير مناهج الدراسة الفلسطينية التي تشجع، من وجهة نظرها، على “العمليات الإرهابية”.
ويعتقد المركز الإسرائيليّ أنّ مسؤولي السلطة الفلسطينية ينظرون إلى آلاف اللاجئين الأوكرانيين الذين يصلون إلى إسرائيل، ويخشون موجة هجرة كبرى لليهود الأوكرانيين والروس إلى إسرائيل خلال الأسابيع المقبلة، وكلّما استمرت الحرب، لافِتًا إلى أنّ التقديرات السائدة لدى مسؤولي السلطة، هي أنّ قسمًا من المهاجرين الجدد الذين سيصلون إلى إسرائيل سيقطنون المستوطنات بالضفة الغربية”.