يراقب الإسرائيليون تطورات الحرب الأوكرانية الروسية، وسط مخاوف من تبعاتها المتوقعة عليهم، خاصة بعد الوساطة الفاشلة التي أجراها رئيس الحكومة نفتالي بينيت بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلودومير زيلنيسكي.
تشير تقديرات إلى أن بينيت قد يدفع ثمناً باهظا بسبب فشل وساطته بين أوكرانيا وروسيا، مع إمكانية أن يبتلع الاتفاق النووي بهدوء مع إيران، فضلا عن الفشل بإيجاد حل للصراع مع الفلسطينيين.
في الوقت ذاته، من الواضح أن بينيت ليس قادرا على منع القوى الدولية الست من توقيع اتفاق نووي مع إيران، وبالتالي فلن يتم الاعتراف به كعامل دولي، وبالتالي فسيتم تسجيل فشله في إحباط الاتفاقية على أنه إهانة لموقع رئيس الوزراء الإسرائيلي، رغم أنه التقى بوتين، وتحدث معه عبر الهاتف، وحاول الحصول على تنازلات منه، لكنه رفض التجاوب معه، ويا للمفارقة، فقد بدأ يحارب الاتفاق النووي الذي بذلت روسيا بقيادة بوتين جهدًا هائلاً لتحقيقه، أكثر من الجهود الأمريكية.
شلومو شامير الكاتب الدبلوماسي ذكر في مقاله بصحيفة معاريف، أن "بينيت يعمل بجد لتقوية الصداقة مع جو بايدن، لكن لم يُبذل جهد أقل لمنع وتأخير تجديد الاتفاق مع إيران، وهو ما يسعى بايدن وكبار مسؤوليه الحكوميين لتحقيقه، وفي الوقت ذاته، يُظهر بينيت تقديرًا للمستشار الألماني أولاف شولتز، لكنه في الوقت ذاته يحتقر الاتفاق النووي مع إيران الذي تهتم ألمانيا جدًا بالتوصل إليه، وهذه ليست الطريقة التي يتصرف بها سياسي ذو شخصية عالمية".
وأضاف أن "بينيت الذي يسعى لإظهار نفسه زعيما يشارك بنشاط في جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، لا يبذل الجهد ذاته لإظهار مهاراته في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لأنها منطقة يبتعد عنها بينيت، كما هو معروف، ويتم حرمانها من أي لمسة أو حركة، خاصة في ساحة الأمم المتحدة، وعواصم الدول الكبرى في أوروبا وآسيا، لأنه سيكون هناك رجال دولة وشخصيات سياسية ستقول إن النشاط الدبلوماسي يجب أن يهدف لكسر الجمود الذي طال أمده بين إسرائيل والفلسطينيين، وبذل جهد لاختراق الجمود السياسي بينهما".
لا يمنح الإسرائيليون اهتماما كثيرا بوساطة بينيت بين بوتين وزيلينسكي لاعتقادهم أنها لن تؤتي نتائج إيجابية، فهو أصغر من أن يكبح جماح حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق، وفي الوقت ذاته يتوقعون منه أن يبذل جهدا سياسيا موازيا مع الفلسطينيين لحل الصراع معهم، رغم عدم اليقين بأنه سينجح في الوساطتين.
في الوقت ذاته، فإن ما يجعل الأوساط السياسية والدبلوماسية أقل تفاؤلا من نجاح وساطة بينيت أن البيت الأبيض ذاته لم يتردد في الإعلان أن احتمالات حصول بينيت على تنازل أو إيماءة من بوتين ضئيلة، حتى أن التقارير التي تحدثت عن تنسيق بينيت مع البيت الأبيض بشأن اتصالاته الشخصية مع بوتين، تبدو مبالغا فيها، والنتيجة أنه لا أثر للثقة في بوتين، أو الأمل في انتزاع تنازل منه، وبالتالي فإن إخفاق بينيت في وساطته ستترك آثارها السلبية على إسرائيل بأسرها.
عربي 21