قال مسؤولٌ فلسطينيٌّ وُصِف بأنّه رفيع المُستوى لمجلّة (تايمز أوف أزرائيل) إنّ السلطة الفلسطينيّة قلقة بشأن الوضع الإنسانيّ في أوكرانيا، لكنّها لا تتمتع برفاهية الانحياز إلى جانب في حرب أوكرانيا، على حدّ تعبيره.
ووفقًا للموقع الإسرائيليّ، فقد رفضت السلطة الفلسطينية طلبًا من الولايات المتحدة لإصدار بيان يدين روسيا لغزوها أوكرانيا، حيث تلتزم السلطة التمسّك بموقفٍ مُحايدٍ، بحسب ما قاله المسؤول الفلسطينيّ للمجلّة الإسرائيليّة، طالِبًا عدم الكشف عن اسمه. وقال المسؤول الفلسطينيّ أيضًا للمجلّة الإسرائيليّة:”نحن بالطبع قلقون بشأن الوضع الإنساني، لكننا نحافظ على علاقات دافئة مع كلا الطرفين ولا نتمتع برفاهية انتقاء الأطراف مثل العديد من الدول الأقوى”، مؤكّدا نبأ سابقًا نشره موقع “أكسيوي” الإخباري. ووصف المسؤول موقف سلطة رام الله قائلاً إنّه يُشابه الموقف الإسرائيليّ، حيث تجنب رئيس وزراء الكيان، نفتالي بينيت انتقاد روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بسبب الغزو، ويسعى إلى تحقيق التوازن في العلاقات الجيدة مع كل من أوكرانيا وروسيا والاحتياجات الأمنية لإسرائيل. لكن، أضافت المجلّة الإسرائيليّة، استطاع الكيان التعامل مع الموقف بطرق أخرى، حيث قام وزير الخارجية يائير لابيد بإدانة روسيا بشكل لا لبس فيه، وأصدر تعليماته لسفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة لرعاية قرار للجمعية العامة يدين روسيا. يُشار إلى أنّ السلطة الفلسطينية لديها عضوية مراقب فقط في الأمم المتحدة، وبالتالي كانت قادرة على تجنب اتخاذ موقف علني من قرار الجمعية العامة. ومن ناحيته، قال وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي لتلفزيون فلسطين إنّ السلطة الفلسطينيّة تتعرض لضغوط من جميع الاتجاهات لاتخاذ موقف بشأن الصراع في أوكرانيا، لكنه قال إنّها لن تفعل ذلك “لأننا دولة تحت الاحتلال ولا يمكننا أنْ نتخذ موقفا على حساب أي طرف”، على حدّ تعبيره. وقال المسؤول الفلسطيني الذي تحدث مع “تايمز أوف إسرائيل” إنّه على عكس إسرائيل، التي هي الطرف الأقوى في نزاعنا، ليس لدينا رفاهية الانحياز إلى جانب”. ومضى المسؤول لافتًا إلى اعتماد النقاد الغربيين للغزو الروسي على القانون الدولي، وادعى أنّ القلق نفسه لا يمتد إلى الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ. وردًا على سؤال حول سبب عدم قيام السلطة الفلسطينية بانتقاد روسيا لانتهاكها القانون الدولي، أشار المسؤول إلى السبب الذي قدمه المالكي، قائلاً:”لا يمكن التوقع من دولة تحت الاحتلال أنْ تختار طرفًا في مثل هذه النزاع”، على حدّ تعبيره. وشدّدّت المجلة الإسرائيليّة على أنّ روسيا لطالما كانت نصيرةً للقضية الفلسطينية، ولذا تأمل السلطة الفلسطينيّة بأنْ تلعب موسكو دورًا مركزيًا في التوسط بينها وبين الكيان، مُشيرةً إلى أنّ المسؤول الفلسطينيّ عينه أوضح لها أنّ الفلسطينيين يعتقدون أنّ روسيا أكثر حيادًا من الولايات المتحدة، وفق أقواله. وأقر المسؤول بأنّ الإحباط من إدارة بايدن مستمر بسبب فشل البيت الأبيض في الوفاء بتعهداته بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، والتي كانت بمثابة مكتب تمثيلي فعلي للفلسطينيين قبل أنْ يغلقها الرئيس السابق دونالد ترامب في 2019.
وكانت مصادر فلسطينية كشفت لوكالة "سما" في السبع من الشهر الحالي ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتعرض لضغوط غير مسبوقة من واشنطن وعديد من الدول الاوروبية لاتخاذ موقف من العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا.
واوضحت المصادر ان مجموعة الـ" G8" ابلغت السلطة في رام الله بالموقف الاميركي والاوروبي بضرورة اتخاذ موقف واضح من موسكو وعمليتها العسكرية الكبرى في اوكرانيا.
وقالت المصادر ان السلطة الفلسطينية قاومت حتى الان الضغوط التي تتعرض لها حيث ترفض واشطن والاتحاد الاوروبي الموقف الحيادي الفلسطيني مشيرة الى ان اتخاذ موقف واضح من موسكو يعني انتحارا سياسيا وتغييب اهم حليف فلسطيني على الساحة لدولية.