الشيخ عزام: الصمود والبطولات التي تُسجل هنا في فلسطين لها وقع كبير على الأمة وأهلنا بالخارج

الإثنين 07 مارس 2022 08:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
الشيخ عزام: الصمود والبطولات التي تُسجل هنا في فلسطين لها وقع كبير على الأمة وأهلنا بالخارج



غزة/سما/

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، مساء اليوم الإثنين، أن فلسطين حاضرةٌ في قلب القضايا، وفي قلب العمل على مستوى الأمة بأسرها، داعياً لمضاعفة الجهود وتكاملها من أجل تعزيز مكانة وحضور هذه القضية المركزية على كافة الأصعدة.


جاء ذلك خلال لقاءٍ سياسي، نظمته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين - إقليم رفح، بقاعة القائد الشهيد صلاح حسنين، لوضع الكادر التنظيمي في صورة نتائج جولة الشيخ عزام الخارجية، وإطلاعهم على مكانة ودور الحركة إقليمياً وفلسطينياً.


وقال الشيخ عزام :"بكل أمانة، وبكل موضوعية، الموضوع الفلسطيني يعد أهم عناصر إعادة الحياة لمنطقتنا وأمتنا، والاحترام الذي نُقابل به لأننا فلسطينيون، ولأننا نعيش على هذه الأرض المباركة، ونتمسك بحقنا، هذا كله يجب أن يجعلنا نضاعف من حجم مسؤولياتنا".


وأضاف "شاركنا في اجتماعات ولقاءات عديدة في سورية، لبنان وإيران، وبصراحة القضية الفلسطينية في مركز العمل والاهتمام، وتُمثل نقطة الاستقطاب لكل الجهود، حتى مع وجود الأزمات، التي اقتحمت العالم العربي والإسلامي، ومع وجود مشاريع لتفكيك المنطقة، وإبعاد الناس عن القضية الفلسطينية".


وتابع الشيخ عزام "ما لم نكن نتوقعه، ذلك الاحترام الكبير الذي لمسناه تجاه فلسطين، وتجاه مقاومتنا الباسلة. كان هناك تقدير كبير لما تقوم به المقاومة في فلسطين. اسم الجهاد الإسلامي، واسم حماس، وكل ما يقوم به الفلسطينيون يحظى بتقديرٍ كبير بالخارج، سواءً عند أهلنا في المخيمات، أو حتى عند الجهات والأطراف الرسمية في هذه الدول الثلاث التي زرناها، وعلى مستوى العلماء ومؤسسات المجتمع المدني".


وشدد على أن القضية الفلسطينية هي المركز، وهي الإحساس، مشيراً إلى أن هناك مشاعر لا توصف تجاه فلسطين، وتجاه هذه الأرض المباركة.
ونوه الشيخ عزام إلى أن هموم الفلسطينيين في الخارج كبيرة، خاصةً مع الأحداث التي عصفت بالعالم العربي.


وبيّن أن الأحداث التي عصفت بسورية خصوصاً أثرت تأثيراً سلبياً على الوجود الفلسطيني، تحديداً على المخيمات الفلسطينية، وبالأخص مخيم اليرموك، الذي يعد بلاشك أكبر المخيمات في الخارج، بل كان يُطلق عليه عاصمة اللجوء الفلسطيني، فقد كان يضم أكثر من مليون شخص، ونتيجة ما حصل، ودخول المسلحين إليه، هذا جرّ على المخيم الويلات، حتى أصبح أثراً بعد عين، كما يُقال.


ولفت الشيخ عزام إلى أن هذا المخيم كان يعج بالحياة، ويشعر فيه الفلسطينيون أنهم في وطنهم، رغم أنهم كانوا في الغربة، حيث كان به سوق، ربما من أهم أسواق دمشق، لكن كله لا وجود له اليوم، فقد تشرد الناس، واضطروا للنزوح داخل سورية، وبعضهم اضطر للجوء خارج سورية.


وتحدث عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن تشرفه بزيارة أسر الشهداء الفلسطينيين، الذين ارتقوا في الغارات الإسرائيلية على سورية، في العامين الأخيرين، مبيناً أنك تشعر في حضرتهم أن هذه القضية فيها كثير من رحمة الله تعالى، وفيها كثير من الأفعال الغيبية؛ بحيث أن الناس مستعدون لتقديم كل شيء من أجل هذا المقدس، ومن أجل فلسطين، ومن أجل الإسلام.


وشدد الشيخ عزام على أننا نستند إلى حقٍ واضح، ونمتلك بين أيدينا كل عناصر القوة والنهوض، مشيراً إلى أنه لربما حصلت قراءات خاطئة على مستوى الأمة في السنوات الماضية، وكانت ردود الأفعال أيضاً خاطئة في مواجهة "إسرائيل" وعدوانها، وفي مواجهة السياسة الأمريكية، لكن هذا لا يجوز أن يفت في عضدنا.


ورأى أنه ورغم تكاسل بعض العرب وتقصيرهم، إلا أن هؤلاء المقصرين لا يملكون إلا أن ينظروا باحترام إلى فلسطين، وإلى أحرارها المقاومين.


ونبه الشيخ عزام إلى أن خيار التسوية فشل على الأرض، ولا اعتبار له أو قيمة في الأمة بكافة تياراتها ومكوناتها، وأن خيار المقاومة والجهاد، هو الذي يحظى بالاحترام والتقدير، وهو من يمتلك القدرة على تحفيز الناس.


وتابع :"من خلال لقاءاتنا مع الجهات الرسمية والفعاليات الشعبية والأهلية في الدولة السورية، وفي إيران، ولبنان، أنتم لا تتخيلون حجم تأثير الصمود والبطولات التي تُسجل هنا في فلسطين على الخارج، وليس فقط على الفلسطينيين وحدهم".


وتطرق الشيخ عزام إلى الجهود الكبيرة التي استُنفِدت، والأموال الكبيرة التي أهدرت من أجل تصفية القضية الفلسطينية، لكن هذا كله يذهب هباءً أمام ما يجري هنا في فلسطين، وبالتالي المسؤولية كبيرة على الجهاد الإسلامي، وسرايا القدس، وعلى حماس، والقسام، وعلى كل شعبنا وقواه، لكي يعطوا الأمة الأمل والنموذج حتى تستمر هذه المسيرة، ونحقق حريتنا واستقلالنا.


وبحسبه فإن صمود الفلسطينيين وثباتهم يضع حداً لتيار التطبيع، ويُفشل المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، ويحبط محاولات تفكيك الأمة، وإحياء الطائفية والمذهبية فيها.


واستهجن الشيخ عزام، بشدة أنه "لم يكن طوال السنوات الماضية يُحسب حساب لغضب الأمة، وبالتالي يتم التلاعب بنا، ويتم الاعتداء على مقدساتنا، هنا في فلسطين، ويتم سلب مقدرات الأمة، دون أن يكون هناك خوف من رد فعل الشعوب"، معرباً في السياق عن أسفه لوجود بعض الحكام العرب، ممن يعطون أعداءنا الفرصة للاستمرار بهذه المشاريع، وهذه السياسات.


ومضى يقول :"نحن نلاحظ في الفترة الأخيرة تيار التطبيع الجديد، الذي يعمل لإنقاذ المشروع الصهيوني، ويشكل طوق نجاة لإسرائيل، لكي تخرج من كبواتها، ومن عزلتها، ومشاكلها في السنوات الأخيرة، ويشجعونها على المضي في مشاريعها".