مع تصدر الطاشرة المسيرة التركية "بيرقدار تي بي2" وسائل الإعلام الغربية بسبب دورها في المعارك الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، أكد مسؤول تركي بأن أنقرة لم تقدم تلك الطائرات لكييف من باب المساعدة، مشيرا إلى أن هناك العديد من الدول لديها الرغبة في اقتنائها.
وقالت صحيفة "صباح" في تقرير، إن وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية تتلاعب في مسألة استخدام أوكرانيا للطائرة المسيرة التركية، ونقلت عن استراتيجيين عسكريين بأن هدفها هي جلب مواجهة بين روسيا وتركيا.
ونقلت عن يافوز سليم كيران مساعد وزير الخارجية التركي قوله، إن "الطائرات المسيرة لم تكن مساعدات لأوكرانيا، ولم يتم بيعها فقط لها"، مشيرا إلى أن بلاده تتمسك بسياسة التوازن بين موسكو وكييف.
وأضافت "صباح"، أنه بالإضافة إلى الدعم المالي المكثف لأوكرانيا، توفر أوروبا والولايات المتحدة دعما بالأسلحة الثقيلة، ولكن يتم تسليط الضوء فقط على "بيرقدار تي بي2" التي باعتها تركيا لأوكرانيا.
وأشارت إلى أن تركيا التي تدافع عن وحدة الأراضي الأوكرانية، ترفع صوتها ضد الغزو الروسي، ولكنها تعبر أيضا أنه لا ينبغي إغلاق قنوات الحوار مع روسيا، وتحافظ على سياستها المتوازنة.
وقال كيران: "يمكن لشركات صناعة الدفاع الخاصة عقد مثل هذه الاتفاقيات مع الدول، وهي ليست هي غير ملزمة لتلك البلدان، وهي ليست مساعدة من تركيا.. هي منتجات مشتراة من شركة في تركيا، وأوكرانيا ليست الدولة الوحيدة التي اشترت "بيرقدار تي بي2"، الجميع لكي يتقنيها يقف على الدور".
وأضاف: "بيرقدار هي منتج لشركة خاصة، أرادت أوكرانيا شراء هذا المنتج من الشركة، وأبرم اتفاق قوي بينهما، مثل أي منتج بالعالم".
وأشار إلى أن "روسيا وأمريكا لديهما شركات صناعات دفاعية خاصة بهما، وهي يمكنها عقد اتفاقيات مع الدول، والدول غير ملزمة بذلك".
وأكد ان شركة بيكار لم تبرم اتفاقية مع أوكرانيا فقط، هناك من ينتظر لشراء منتجها، "إن قوة ونجاح هذه الشركة، بالطبع مصدر فخر لبلدنا".
وحول تصدر الطائرة المسيرة "بيرقدار تي بي2" على وسائل الإعلام رغم عشرات الآلاف من الدعم المقدم لأوكرانيا بالاسلحة الثقيلة من أوروبا والولايات المتحدة قال كيران: "بالتأكيد هناك أسباب مختلفة".
وأوضح: "يدرك العالم بشكل جيد ميزات بيرقدار تي بي2 التي تغير التوازنات، لقد رأوا ذلك في عمليات بسوريا وقره باغ من قبل، وإبراز الجيش الأوكراني الطائرة المسير كأحد أكثر العناصر الرادعة يدل على نجاح وجودة المنتجات التي تنتجها شركتنا".
وتابع: "لن نتخلى عن موقفنا في التفاوض مع الجانبين الروسي والأوكراني".
وأضاف: "سنتنسك بسياسة التوازن، لم نشارك في العقوبات المفروضة على روسيا، وامتنعنا عن التصويت ضدها في البرلمان الأوروبي".
رئيس الاستخبارات السابق في هيئة الأركان العامة التركي، الفريق متقاعد إسماعيل حقي بكين، ذكر أن بلاده تتبع سياسة توازنية حتى الآن، وهي الدولة الوحيدة التي يمكنها التواصل مع الجانبين الروسي والأوكراني.
وتابع في تقرير لصحيفة "ًصباح"، أن الدول أغلقت مجالها الجوي ما عدا تركيا، مشيدا بأداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزارة الخارجية التركية.
وقال: "آمل أن نواصل إحراز تقدم جيد بهذه الطريقة، ومن أجل خفض التوتر يمكن لتركيا الذهاب إلى هناك، وبإمكان الأطراف أن تأتي إلى هنا".
وحول تصدير الطائرة المسيرة "بيرقدار تي بي2" من أوروبا والولايات المتحدة، أشار الجنرال التركي إلى أنهم يسعون لتشكيل صدع بين موسكو وأنقرة بسبب الطائرة المسيرة.
وأكد أن هناك مساعي لتقويض العلاقات بين موسكو وأنقرة من خلال إثارة تطبيق تركيا لاتفاقية مونترو، وبيعها "بيرقدار تي بي2" لأوكرانيا.
وتابع: "لا أحد يثير مسألة الأسلحة التي تم منحها من أوروبا لأوكرانيا، ويصدرون فقط "بيرقدار تي بي2"، هم يحاولون لجلب مواجهة بين أنقرة وموسكو".
ولفت إلى أن روسيا ليس لديها رغبة بأن تعادي تركيا، ولكن ما يجري خطير للغاية.