لندن/ وكالات/
ذكر مقال نشرته صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية أن تداعيات يوم 24 فبراير/ شباط الذي بدأت فيه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستستغرق سنوات أو عقودا لتظهر بأكملها، وأنها ستغير وجه أوروبا إلى الأبد.
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي ان "ما يجري في أوكرانيا هي عملية انتشار جغرافي روسية، والسبب في ذلك أن هناك مقتضيات باتت تضغط على الجانب الروسي لتحقيق ما يطلق عليه بالحزام الضامن للأمن القومي كاستحقاق للمرحلة القادمة، فلدى روسيا الآن مصدر الطاقة الأهم والواعد في العالم والمتمثل بالغاز، وظهور هذا النوع من الطاقة يعني أن آليات الصراع ستتغير بعد أن كان النفط هو مصدر الطاقة الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة".
وبين "العملية الروسية في أوكرانيا تندرج في إدارة هذا الصراع، فهي ليست عملية غزو كما يشاع، وإنما لإعادة الاعتبار للجغرافية الروسية، وذلك تأسيسا على ما حصل من تداعيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، الذي خسرت روسيا فيه جغرافية مهمة تمثل أمنها القومي، وهي عملية تمهد لظهور قطبية جديدة ترسم لمستقبل واعد."
وأضاف الشريفي، "ستكون هناك ثنائية قطبية جديدة وبملامح اقتصادية تنكسر فيها هيمنة الولايات المتحدة على مصادر الطاقة ومعابرها، وواشنطن لا تسمح بذلك من خلال تصعيدها على قضية أوكرانيا، لكنها قضية تكاد أن تكون قد حسمت بأبعادها الأربعة، اجتماعيا وأمنيا وعسكريا ودبلوماسيا، إذ أن مواجهة روسيا عسكرياً أشبه بانتحار، لذا ستعيد الولايات المتحدة حساباتها فيما يتعلق بـ "الناتو" الذي أصبح يكلف الولايات المتحدة الكثير، ولم يعد مجديا استخدامه كورقة ضغط على الأطراف الأخرى".
وتابع "هذا ما يساعد على ظهور أقطاب دولية متعددة، فالعملية الروسية تندرج ضمن إطار مشروع تحرير أوروبا من قيود الولايات المتحدة والذي من خلاله ستحقق أوروبا نهضة اقتصادية، عبر إسقاط مشروع مارشال الأمريكي الذي قيد أوروبا."