أعلنت أوكرانيا حالة الطوارئ، مساء الأربعاء، وطلبت من مواطنيها في روسيا مغادرتها، في حين أخلت موسكو سفارتها في كييف، في أحدث مؤشرات التصعيد المتواصل للأزمة، وسط تحذيرات من هجوم عسكري روسي شامل وشيك.
وتبدأ حالة الطوارئ التي صادق عليها البرلماني الأوكراني لتصبح نافذة، من منتصف ليل 24 شباط/ فبراير الجاري ولمدة 30 يوما؛ وتشمل قيودا على حركة المجندين الاحتياطيين، وتداول المعلومات والمواد الإعلامية بالإضافة إلى تشديدات على فحص الوثائق الشخصية.
هذا وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن التقديرات الأميركية تشير إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتخذ قراره بغزو أوكرانيا، مشددا على أن الغزو قد يحصل في أي ساعة.
وشدد البنتاغون على أن "القوات الروسية في محيط أوكرانيا في أتم الاستعداد في حال تلقت أمرا بالغزو"؛ مشيرا إلى أن "80% من القوات الروسية تنتشر في مواقع متقدمة حول أوكرانيا ومستعدة لدخولها".
وقال المسؤول الأميركي، في إحاطة للصحافيين، إن القوات الروسية المنتشرة في بيلاروسيا وفي محيط أوكرانيا مهيأة لتكون "على استعداد قدر الإمكان" للهجوم. وأضاف أنه لا يمكنه تأكيد ما إذا كانت القوات الروسية قد عبرت الحدود الأوكرانية حتى هذه المرحلة.
وأعرب عن قلقه من حشد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جميع قدرات جيش بلاده من صواريخ ومدرعات وقوات وعناصر بحرية في البحر الأسود، بغرض مشاركتها في عملية الاحتلال المحتملة. وأكد أن روسيا زادت من وجودها البحري في البحرين الأسود والمتوسط.
هذا وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأربعاء، إن إدارته ستفرض عقوبات على شركة "نورد ستريم 2 إيه.جي"، وهي الشركة المسؤولة عن بناء خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2".
وقال بايدن، في بيان، "اليوم أمرت إدارتي بفرض عقوبات على نورد ستريم إيه. جي وقادتها"، مضيفًا أنّ "هذا التدبير هو جزء من الدفعة الأولى من العقوبات ردًا على خطوات روسيا في أوكرانيا".
وشدد الرئيس الأميركي على أن إدارته "لن تتردد في اتخاذ المزيد من الخطوات إذا واصلت روسيا التصعيد".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، مساء اليوم، إن الغزو الروسي لأوكرانيا لا يزال احتمالا قريبا، مضيفة أن واشنطن لم تر أي مؤشر على تراجع من جانب الروس.
وقال المتحدث باسم الوزارة، نيد برايس، إن الولايات المتحدة ستكون على استعداد للمشاركة في جهود دبلوماسية مع موسكو إذا أبدت الأخيرة تهدئة في أوكرانيا.
وأوضح مسؤول أميركي إن إعلان بايدن، أمس الثلاثاء، عن معاودة توزيع القوات في أوروبا، يشمل إرسال 800 جندي من المشاة إلى منطقة البلطيق وما يصل إلى ثماني طائرات مقاتلة "إف-35" إلى عدة مواقع تشغيل على امتداد خاصرة حلف شمال الأطلسي الشرقية.
وأكد مسؤولون استخباراتيون، في وقت سابق، اليوم، أن إدارة بايدن، قد أبلغت الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بمعلومات استخبارية تقدر أن روسيا تستعد لغزو شامل لأوكرانيا خلال الساعات الـ48 المقبلة.
ونقلت مجلة "نيوزويك" الأميركية عن مصدر استخباراتي قوله أن التقارير الواردة من مراقبي حركة الطيران تشير إلى أن روسيا انتهكت المجال الجوي الأوكراني في وقت سابق اليوم، "حيث حلقت طائرات استطلاع روسية محتملة لفترة وجيزة في سماء أوكرانيا".
وشددت المصادر الاستخباراتية التي تحدثت للمجلة، على الطبيعة الشاملة للعملية العسكرية التي يتوقعها البنتاغون من روسيا ضد أوكرانيا، لتشمل ضربات جوية واسعة النطاق وهجمات بصواريخ كروز وتحرك بري للقوات الروسية لتنفذ الغزو.
وأفاد المسؤول الأميركي بأن الغزو الروسي المحتمل لن يقتصر على توغل عسكري من منطقة دونباس الموالية لموسكو، التي يسيطر الانفصاليون في شرق أوكرانيا، حيث تم إرسال وحدات عسكرية روسية يوم الإثنين الماضي، في أعقاب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن اعتراف موسكو باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك.
إذ شدد المسؤول على أن روسيا تخطط للدفع بقوات كبيرة نحو العاصمة كييف عبر الحدود الشمالية مع بيلاروسيا، حيث وسعت القوات الروسية مؤخرًا مناوراتها المشتركة مع السلطات في مينسك.
وشدد مسؤول استخباراتي ثان على أن التقديرات تشير إلى أن الغزو الروسي قد يحدث في ساعات الليل وسيسبقه هجمات إلكترونية على أهداف حيوية في أوكرانيا؛ في حين أكد كلا المسؤولان أن خطط روسيا "يمكن أن تتغير بناءً على التطورات اليومية".
وفرضت واشنطن وحلفاؤها عقوبات على روسيا بعد أن اعترفت باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا وأمرت القوات الروسية هناك "بحفظ السلام". ورفضت واشنطن الأسباب التي تذرعت بها موسكو لنشر القوات ووصفتها بأنها "محض هراء" في حين قال الأمين العام للأمم المتحدة، إن القوات الروسية لن تكون "قوات حفظ سلام".