أعلن حزب الله اللبناني، الجمعة، عن تحليق طائرة مسيرة تابعة له في فلسطين المحتلة، في مهمة استطلاعية، قبل أن تعود بسلام.
وقال الحزب في بيان: "أطلقنا طائرة "حسان" وحلقت لمدة 40 دقيقة بعمق 70 كم داخل الأراضي الفلسطينية بمهمة استطلاعية".
يأتي الحدث بعد يومين من إعلان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، أن الحزب بدأ منذ مدة طويلة بتصنيع المسيّرات. ولفت إلى أن "المقاومة قررت تفعيل الدفاع الجوي الموجود منذ سنوات في مواجهة خطر المسيرات الإسرائيلية".
حسان اللقيس
أطلق الحزب على أحدث طائراته المسيّرة اسم "حسان" على اسم القائد في الحزب حسان اللقيس الذي اغتيل في عام 2013.
وبحسب مواقع مقربة من حزب الله فإن اللقيس عمل طويلا على تطوير سلاح الإشارة لدى حزب الله، وكان مرجعًا في تكنولوجيا الأسلحة، وحلم دومًا بسلاح الطيران، حتى وصفه الأمين العام لحزب الله بـ"المجاهد والمضحي والعامل المُجد والدءوب… والمبدع، وأحد العقول المميّزة واللامعة في هذه المقاومة".
ووفق ذات المواقع فإن اللقيس كان على مدى سنوات هدفًا للاحتلال الإسرائيلي الذي نفذ أكثر من محاولة اغتيال فاشلة بحقه في مناطق عدة، إحداها كانت في حرب تموز 2006.
يقول عارفوه إنه تميّز بحب الاطلاع على كل ما هو جديد في مجال التكنولوجيا منذ صغره، وكان يدأب على شراء المجلات التكنولوجية.
وقضى اللقيس معظم حياته في الخدمة العسكرية لحزب الله منذ الأيام الأولى لنشأته في الثمانينيات حتى وفاته.
وخاض قبل وقت قصير من اغتياله عدة معارك داخل سوريا.
ويُزعم أنه كان الخبير اللوجستي ورئيس قسم المشتريات للحزب، وكان مقرباً من نصر الله وقد أفادت تقارير بأنه فقد ابناً له خلال حرب لبنان 2006.
وفي الرابع من كانون الأول/ ديسمبر 2013 تعرض اللقيس لعملية اغتيال أمام منزله في منطقة السان تيريز- الحدث وهو عائد من عمله.
وتظهر صور مدى حميمية العلاقة بين حسان اللقيس وحسن نصر الله.
مسيّرة "حسان"
تعتبر المسيّرة "حسان" من المسيرات الاستطلاعية التجسسيية، وهي لا تحمل أي سلاح، وهي قادرة على تصوير كل المواقع التي تطير فوقها بشعاع 20 كلم على الأقل.
وحلقت مسيّرة "حسان"، الجمعة، فوق أجواء فلسطين المحتلة ومرت فوق الجليل ثم اتجهت نحو بحيرة طبرية وكانت ترسل الصور تلفزيونيا إلى مركز مختص لدى المقاومة.
وقد طارت 70 كلم في عمق أجواء فلسطين المحتلة ثم اتجهت نحو البحر، واستمر طيرانها 40 دقيقة، ولم يستطع الاحتلال الإسرائيلي فعل أي شيء رغم أن القبة الحديدية مفعلة دون أن تستطيع إسقاطها، وانطلقت طائرات إسرائيلية في الجو لاعتراضها لكنها لم تستطع كشفها.
وأكملت "حسان" طيرانها، ودخلت أجواء لبنان دون أن تتمكن طائرات الاحتلال من إسقاطها، وعادت إلى نقطة في الأراضي اللبنانية، ولم يستطع الاحتلال تحديد مكان انطلاقها وهبوطها.
"إرباك"
وأدى نجاح مهمة "حسان" وعودتها دون أن تستطيع المنظومة الصاروخية والجوية للاحتلال اعتراضها وإسقاطها إلى إرباك وإحراج لدى سلاح الجو الإسرائيلي.
وقال معلّق الشؤون العسكرية في "القناة 13"، أور هيلر، إن ما جرى يشكل فشلاً كبيراً لمنظومة القبة الحديدية في الشمال، ويفرض الكثير من الأسئلة الصعبة، وفق صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله.
وقدرت "القناة 12" في التلفزيون الإسرائيلي، أن الطائرة هدفت إلى جمع معلومات استخبارية.