باراك : لا أشعر بالذنب حيال مقتل مواطنين عرب بالعام 2000

الجمعة 18 فبراير 2022 12:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
باراك : لا أشعر بالذنب حيال مقتل مواطنين عرب بالعام 2000



القدس المحتلة / سما /

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، إنه لا يشعر بالذنب حيال استشهاد 13 مواطنا عربيا برصاص الشرطة في هبة أكتوبر أثناء ولايته، وأن الخطأ السياسي الأكبر الذي ارتكبه كان عدم تشكيله حكومة وحدة مع رئيس حزب الليكود حينذاك، أريئيل شارون، الذي سمح باراك له باقتحام المسجد الأقصى، في نهاية أيلول/سبتمبر العام 2000، وكان هذا الاقتحام الشرارة التي أشعلت انتفاضة القدس والأقصى.

وحول الانتفاضة الثانية التي اندلعت أثناء ولايته في رئاسة الحكومة، زعم باراك، في مقابلة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الجمعة، أن "هذه كانت حديقة حيوانات، وجرت أعمال شغب في جميع أنحاء يهودا والسامرة"، أي الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف أنه "بما يعلق بمواطني إسرائيل العرب الذين قُتلوا، ليس لدي شعور بالذنب". وعلى عكس تقرير لجنة التحقيق الرسمية التي تشكلت للتحقيق في أحداق هبة أكتوبر برئاسة القاضي ثيودور أور، وكان بين أبرز استنتاجاتها أن العنصرية ضد العرب متجذرة في صفوف الشرطة الإسرائيلية، زعم باراك أن "لا أحد كان يعتزم قتلهم. والمواجهات التي شاهدناها قبل سنة في حارس الأسوار (العدوان على غزة) كانت أصغر بكثير. وينبغي العثور على الجذور ومعالجتها".
​​​

وخسر باراك منصب رئيس الحكومة، في انتخابات العام 2001، لصالح شارون. وهو يقول الآن للصحيفة إن "خطأي السياسي الأكبر هو أني كرئيس للحكومة لم أشكّل حكومة وحدة مع شارون، بعد (اندلاع) الانتفاضة الثانية".

وادعى باراك أن "شارون وافق على كل شيء (من أجل تشكيل حكومة وحدة)، وأصر فقط على أن نعلن عن وقف العملية السياسية (مع الفلسطينيين). واعتقدت أن هذا خطأ، لأن العالم اعترف بأن إسرائيل مستعدة للذهاب بعيدا والمسؤولية عن العنف لم تكن علينا".

واعتبر باراك أن "الفلسطينيين هم الفيل الموجود في الغرفة. وهذه الحكومة (الإسرائيلية) ليست ناضجة لعملية سياسية، ولا الفلسطينيين أيضا. لكن إسرائيل لا يمكنها أن تكون في الوقت نفسه يهودية وديمقراطية ومسيطرة في يهودا والسامرة. وعلى إسرائيل الاعتراف بفكرة الدولتين، لأننا نتدهور نحو دولة مع أغلبية مسلمة، وهذا هو التهديد المركزي على إسرائيل".

وأضاف أن "آباء الصهيونية، هرتسل وجابوتينسكي وبن غوريون، تحدثوا عن مميزات الدولة التي ستقام كيهودية وصهيونية وديمقراطية، ولا يوجد تناقض أكبر بين رؤيتهم وبين ما رأيناه في إسرائيل في السنوات الأخيرة" في إشارة إلى فترة حكم بنيامين نتنياهو.

وحول انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، في أيار/مايو العام 2000، قال باراك إن "هذا الأمر الأبرز بالطبع خلال ولايتي، وهذا بسبب قدرتي على فرض قراري على جميع ذوي العلاقة بهذا الأمر، وبضمنهم الرافضين للانسحاب. وأذكر أن (الوزير في حكومته ورئيس حزب ميرتس حينذاك) يوسي ساريد قال صارخا إن الكاتيوشا ستصل إلى بلدة مرغليون (عند الحدود مع لبنان). وكنت متأكدا من أن وجودنا هناك لا يضمن أمننا، وأنه لا يوجد منطق في ذلك".

وتابع باراك أن "إسرائيل قوية جدا اليوم وبإمكانها مواجهة مشاكلها من موقع القوة. ويحظر أن نعتذر ولا ينبغي أن نخاف من إيران. وعلينا أن نعتاد على أنها ستكون دولة عتبة نووية، ولا سيطرة لنا على هذا الأمر. والخطر الحقيقي ليس هناك، فالإيرانيون ليسوا أغبياء ولا يريدون إلقاء قنبلة على إسرائيل. والخطر الحقيقي هو سقوط النظام، الذي سيجلب قدراتهم النووية إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، وسيأتي اليوم الذي سيكون فيه نووي بحوزة منظمة إرهابية".