رأى مدير برنامج "برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن للدراسات، سايمون هندرسون، أن رحلة رئيس وزراء الاحتلال إلى البحرين تعكس المنافسة الدبلوماسية بين المنامة وأبو ظبي، وتشير إلى أن تقدما مفاجئا مع السعوديين قد يكون وشيكا.
وأوضح أن الرحلة تتميز بأهمية تاريخية ودبلوماسية أكثر من الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الذي سلك الطريق نفسه في 2 شباط/ فبراير لتوقيع اتفاقيات أمنية مع الدولة الجزيرة، وزيارة المقر المحلي للبحرية الأمريكية.
وأشار إلى أن المنامة بدأت علاقاتها الدبلوماسية مع الاحتلال في عام 2020، لذلك فإنه ليس من الواضح ما هو المستوى الإضافي الذي يمكن تحقيقه من خلال مثل هذه الزيارات رفيعة المستوى.
ولكن بالنظر إلى العلاقات المباشرة والسياسية التي تجمع الجزيرة مع السعودية، فستزيد خطوة بينيت من التكهنات بأن العلاقات الإسرائيلية العلنية، وربما حتى الرسمية، مع الرياض وشيكة.
واعتبر أن البحرين تحاول اللحاق دبلوماسيا بالإمارات العربية المتحدة، التي استضافت بينيت في كانون الأول/ ديسمبر، مشيرا إلى أن ولي عهد أبوظبي الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد، حقق مكانة شعبية أعلى شأناً لتقدم بلاده على صعيد العلاقات العربية اليهودية.
وبين أن العلاقات الاقتصادية للإمارات مع إسرائيل أكثر تطورا بكثير من العلاقات مع البحرين، بما في ذلك أنشطة تجارية كبيرة استمرت لسنوات عديدة، في حين لا يزال تأثير الخلاف المستمر بين إسرائيل ودبي التي تشكل مركزاً إماراتيّاً للأعمال التجارية بشأن الإجراءات الأمنية التمهيدية غير واضح.
وأوضح أن الميزة الدبلوماسية الرئيسية للبحرين، تتمثل في كونها مرتبطة بالمملكة العربية السعودية عن طريق جسر، ما يجعلها أساسا جزءا لا يتجزأ من الاقتصاد السعودي، مرجحا أن تكون الرياض سمحت بل وشجعت تقارب البحرين المتزايد مع الاحتلال.
وأكد أن ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يشرف على معظم الشؤون اليومية للسعودية، يدعو بشكل خاص إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، ليس لأسباب اقتصادية فحسب، بل أيضا لمواجهة التحدي الذي تشكّله إيران.
ولفت إلى أن البحرين رحبت ببنيامين نتنياهو عندما كان رئيساً للوزراء، لكنها حذرة على ما يبدو بشأن زيادة مستوى هذه العلاقة الدبلوماسية بسبب قربها الجغرافي من إيران، التي تشترك معها في حقول بحرية للنفط والغاز الطبيعي.
وأشار إلى أن قطر تواجه المشكلة نفسها، حيث يمتد أكبر حقل غاز بحري في العالم فوق حدودها البحرية مع إيران، كما تدعو الدوحة علناً إلى تبنّي موقف أكثر تأييداً للفلسطينيين من موقف البحرين أو الإمارات.
ونبه إلى أن الكويت اتخذت الخط الأكثر تشدداً لصالح الفلسطينيين، الأمر الذي يعكس جزئياً التأثير الأقوى للرأي العام في ذلك البلد.
واستبعد الكاتب أن يكون معظم سكان البحرين سعداء بالتطور الحاصل في الدبلوماسية الإسرائيلية أيضاً، وإن كان ذلك فإنه ربما لسبب مختلف وهو: التمييز الاقتصادي والسياسي الملحوظ الذي تواجهه الأغلبية الشيعية من الحكام السنة الذين يسهلون هذا التواصل.
وأوضح أن ملك البحرين يدعم التواصل مع إسرائيل بناءً على آرائه الشخصية حول الشؤون الإقليمية والدينية، كما يؤيد ابنه الأكبر سلمان، رئيس الوزراء وولي العهد، مثل هذه الدبلوماسية.
وأشار إلى إمكانية تهميش سلمان من قبل المتشددين في العائلة المالكة، الذين يرون أنه ضعيف ويعتبرون المجتمع الشيعي في الجزيرة مؤيداً لإيران، في حين يزداد بروز الشيخ ناصر، أحد أبناء الملك، في ما يبدو أنّ التنافس الذي نشأ في عهد عمّ الملك الراحل، رئيس الوزراء الذي خدم لفترة طويلة الشيخ خليفة، قد أعيد تكوينه.
وتوقع أن تكون الأسابيع القليلة المقبلة أكثر أهمية، ففي 22 شباط/ فبراير، تحتفل السعودية بـ"يوم التأسيس" الأول، وهو حدث قد يكون مصحوباً بتغييرات سياسية مثل الرفع من شأن دور ولي العهد، مشيرا إلى أن هناك العديد من الخطوات لهذه الدبلوماسية الجديدة في المنطقة.