تشكيك إسرائيلي بجدية تحول تركيا نحو "تل أبيب"

الثلاثاء 15 فبراير 2022 05:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
تشكيك إسرائيلي بجدية تحول تركيا نحو "تل أبيب"



القدس المحتلة/سما/

مع الإعلان التركي عن تأجيل زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لأنقرة حتى أواسط آذار/ مارس المقبل، فمن الواضح أن هناك ترتيبات يجري التحضير لها، كي تكون زيارة مثمرة، وتنقل العلاقات بين الجانبين الى مرحلة أكثر استقرارا، بعيدا عن التحسن المؤقت أو الآني، كما تعتقد بذلك محافل سياسية إسرائيلية واسعة.

في الوقت ذاته، ظهرت في الأيام الأخيرة دعوات إسرائيلية إلى التسريع بتسوية الخلافات القائمة مع تركيا، قبيل إتمام زيارة هرتسوغ، كي لا تكون فقط بروتوكولية ولا نتائج لها، الأمر الذي يعني أن وراء الكواليس تبحث العديد من الملفات بين تل أبيب وأنقرة، وسط تباينات واضحة، وفي العديد من ملفات المنطقة.

يتسحاق ليفانون السفير الإسرائيلي السابق في مصر، ذكر في مقال بصحيفة "معاريف" أنه "بدلاً من البدء في تسخين العلاقة مع تركيا من خلال أول زيارة إسرائيلية منذ زمن بعيد، فإن من الأفضل أن نبدأ من الألف إلى الياء، ونبني الأسس اللازمة لزيارة هرتسوغ القادمة، وضمان أن تتوج بنجاح، لأنه بكل المؤشرات تكتسب الزيارة زخماً كبيرا، ومن المحتمل أن تتم قريباً، ما يستدعي أن يتم استغلال الفترة المتبقية على الزيارة لبحث المزيد من الإجراءات التركية المطلوبة".

وأضاف أن "إسرائيل ليس لديها مشكلة مع تركيا، لأنها تعلم وزنها الاستراتيجي، ودورها الإقليمي، لكن مشكلتنا الحقيقية مع رئيس الدولة رجب طيب أردوغان، وإسرائيل تسعى لمعرفة ما إذا كان في خطابه العلني الموجه إليها يعتزم أيضًا تغيير مسلكياته السياسية، رغم أن الأصوات القادمة من تركيا من كبار المسؤولين مثل وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، أن أردوغان لا ينوي تغيير سياسته في المنطقة".

تجد الأوساط الإسرائيلية صعوبة جدية في فهم نوايا تركيا ورئيسها في التقارب نحوها، بين أن يكون تحولا استراتيجيا، أو تغيرا تكتيكيا آنيا فقط، وطالما أن إسرائيل أمام سياسة تركية غير متوقعة، فهذا يزيد من تعقيد المسألة معها، في ظل أنه لا توجد حتى الآن بوادر جدية ميدانية تفيد باستئناف علاقاتهما، باستثناء بعض الإشارات المتناثرة هنا وهناك.

يستذكر السفير ليفانون ما حصل معه من موقف قبل أكثر من عشر سنوات، في المنتدى الاقتصادي العالمي "مؤتمر دافوس" في سويسرا، ولقائه مع وزير الخارجية آنذاك سيلفان شالوم بالرئيس أردوغان، وقد بدا تجاهنا صعبًا جدًا وقاسياً، وقد غادرنا الاجتماع، وسألنا أنفسنا ماذا سيحدث إذا أصبح الرجل رئيسًا لتركيا، والغريب أنه أصبح رئيسا بالفعل لتركيا، ولم يتغير شيء بالنسبة له تجاه العلاقة القاسية مع إسرائيل.

يسأل الإسرائيليون اليوم: ما هو الضمان الذي يجعل أردوغان اليوم يغير موقفه من إسرائيل والصهيونية واليهود، ما يجعلهم يطالبون دوائر صنع القرار في تل أبيب لإبداء مزيد من الحذر تجاه تطبيع العلاقة مع تركيا اليوم، خاصة في ضوء دعمه العلني للقضية الفلسطينية، رغم أنها أعلنت اهتمامها بالتوصل لاتفاق مع إسرائيل لنقل غازها إلى أوروبا عبر خط أنابيب يمر عبر تركيا، مع العلم أن إسرائيل جزء من منظمة غاز الشرق الأوسط، التي تضم اليونان وقبرص ومصر.

في الوقت ذاته، تتحسب إسرائيل لنتائج تقاربها مع تركيا على تعاونها الاستراتيجي مع دول حليفة لها في المنطقة مثل اليونان وقبرص، اللتين لا تخفيان توجسهما من تقارب تل أبيب وأنقرة.

بناء على كل ذلك، تطالب المحافل الإسرائيلية باستباق الزيارة الرسمية لهرتسوغ إلى تركيا، بأن يبدأ الجانبان بخطوات صغيرة ومدروسة مثل عودة السفراء بين أنقرة وتل أبيب، وتخفيف جهود تركيا المتزايدة في شرق القدس، ووقف الترويج لفكرة إنشاء كتلة من الدول الإسلامية في آسيا تشمل تركيا، بزعم أن هذه الخطوات لبناء الثقة بين الجانبين، وكفيلة بأن تعمل على إحماء العلاقة في أنقرة وتل أبيب قبيل حصول الزيارة الأولى.

عربي21