عندما تتجلى الإنسانية.. هبة فلسطينية لنجدة لاجئي الشمال السوري (فيديوهات)

السبت 05 فبراير 2022 01:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
عندما تتجلى الإنسانية.. هبة فلسطينية لنجدة لاجئي الشمال السوري (فيديوهات)



القدس المحتلة/سما/

جمع الفلسطينيون في مدينة القدس والداخل الفلسطيني، خلال الأيام الماضية، ملايين الدولارات، بهدف مساعدة اللاجئين في شمال سوريا، على بناء منازل تأويهم، عوضًا عن الخيام التي دمرت، إثر المنخفضات الجوية المتتالية.

ونظرا لوجود العديد من الحملات، التي تُشرف عليها جهات مختلفة، لم تتضح القيمة الإجمالية للتبرعات.

لكنّ مراقبين، ذكروا أن قيمة التبرعات تفوق الـ 13 مليون دولار.

واختتمت بعض الحملات أعمالها، في حين تستمر أخرى في جمع التبرعات.

وضاعفت الأحوال الجوية السيئة التي ضربت المنطقة، مؤخرا، آلام سكان مخيمات النزوح في الشمال السوري، سبب برودة الأجواء الشديدة.

وأدى التساقط الكثيف للثلوج في عدة مناطق، شمال سوريا، إلى اكتساء الأرض بحلة بيضاء وصلت سماكتها إلى 40 سنتيمتراً، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الخيام فوق رؤوس ساكنيها وغلق الطرق المؤدية للمخيمات.

ونشرت صفحة (Ask Jerusalem) الاجتماعية على موقع “فيسبوك”، منشورًا جاء فيه أنّ أحد المقدسيين، عرض منزله للبيع بقيمة 156 ألف دولار أمريكي، والتبرع بالمبلغ كله للاجئين شماليّ سوريا.

فيما أظهرت مبادرة أخرى أطلقت في قرية صور باهر، جنوبي القدس المحتلة، تبرع العديد من النساء بالذهب لصالح اللاجئين في شمال سوريا.

ويقول محمد خشان، أحد المبادرين لحملة “إنسان”، والتي انطلقت في مخيم شعفاط للاجئين شماليّ القدس، نهاية الأسبوع الماضي، إنّ “المبادرة جمعت حتى الآن قرابة 315 ألف دولار، بالإضافة لكميات من الذهب”.

وأضاف خشان: “هبّ المقدسيون فور انتشار الحملة في وسائل التواصل الاجتماعي، لنجدة إخوانهم في شماليّ سوريا”.

وتابع خشان، إنّ المبادرين لهذه الحملة، درسوا كيفية إيصال التبرعات بشكل قانوني، دون أن تصادر إسرائيل هذه المبالغ.

وأضاف: “سيتم إيصال التبرعات إلى الأردن بشكل قانوني، ومن ثمّ شراء احتياجات اللاجئين هناك، ومن ثم إيصالها لمخيمات اللاجئين في شمال سوريا”.

وأشار خشان أنّ فكرة الحملة، بدأت بعدما تداول ناشطون فيديوهات لمعاناة إخواننا اللاجئين في سوريا.

وقال: “شعرنا أنا والمبادرين للفكرة، أنّ اللاجئين إخواننا، وأنهم بحاجة لنا، فقررنا أننا سنقف إلى جانبهم بعد الله سبحانه وتعالى”.

ودعا خشان الفلسطينيين في كافة أنحاء البلاد، إلى تنظيم مبادرات مشابهة لمساعدة اللاجئين في شمال سوريا، طوال العام، وليس فقط خلال فترة فصل الشتاء.

الداخل الفلسطيني

تم تنظيم العديد من حملات جمع التبرعات في الداخل الفلسطيني للاجئين في شمال سوريا.

وقالت جمعية القلوب الرحيمة (غير حكومية)، على موقع الإلكتروني، إنها اختتمت مساء الجمعة، حملة “دفء القلوب الرحيمة”، لإغاثة اللاجئين السوريين، بجمع نحو 10 ملايين دولار.

وأطلق العديد من النشطاء حملات تبرع، جمعت الأموال، لصالح حملة جمعية “القلوب الرحيمة”.

وكان من هذه الحملات، المبادرة التي أطلقها الشاب إبراهيم خليل (33 عامًا)، من قرية البعينة، بمدينة الناصرة شمالي البلاد، بعنوان “دفء.. كن عونًا لهم”.

ويقول خليل: “بدأت بجمع التبرعات بهدف إرسالها للمخيّمات السورية الواقعة على الحدود السورية- التركية، لشراء كافة المستلزمات، حيث تم جمع قرابة 315 ألف دولار أمريكي”.

ويضيف خليل: “لا نرضى أن نشاهد أطفالاً يموتون من البرد”.

ويكمل: “هناك من تبرعوا بشققهم السكنية، وهناك من باعوا مركباتهم وتبرعوا بثمنها”.

ويشير خليل إلى أن الحملة تجمع التبرعات لتوفير المنازل للاجئين، تكون مبنية من الأسمنت كبديلة عن الخيام.

وبحسب خليل؛ تبلغ تكلفة بناء كل منزل 2650 دولارا.

ويضيف: “تم تسليم التبرعات لجمعية القلوب الرحيمة، والتي ستتولى إيصالها للاجئين السوريين”.

حملة فاعل خير

ومن الحملات التي تم تنظيمها كذلك، في المناطق العربية بإسرائيل، حملة “فاعل خير”، التي أشرفت عليها جمعية “الإغاثة 48”.

وقال غازي عيسى مدير عام الجمعية، في تصريحات صحافية، إن حملة فاعل خير “فاقت التوقعات، وتجربة منقطعة النظير وهي مستمرة حتى منتصف فبراير”.

وأضاف: “مجموع ما جمعناه، مالي وعيني، وصل 328 ألف دولار”.

وتابع عيسى: “حتى الآن، تم جمع أموال تكفي لبناء أكثر من 1500 منزل للاجئين السوريين”.

وأكمل: “ما تزال الحملة مستمرة، وتشهد إقبالًا كبيرًا وتنافسًا واسعًا بين الأهل من مختلف مدن وبلدات الداخل الفلسطيني، رجالًا ونساءً وأطفالًا، حيث تهدف الحملة لجمع ثمن بناء 1800 منزل”.

وأشار إلى أن الحملة توفّر أيضا بالإضافة إلى بناء الوحدات السكنية، “المساعدات العينية والغذائية والطبية ووسائل التدفئة للأيتام والمحتاجين والأسر المتعففة في الشمال السوري”.

وذكر أن جمعية “الإغاثة 48″، بنت خلال العام الماضي قرية كاملة للاجئين السوريين من تبرعات العرب في الداخل الفلسطيني (المناطق العربية بإسرائيل) أسمتها قرية “يافا البرتقال”، مكوّنة من 600 منزل، في مدينة باسقة بمحافظة إدلب في الشمال السوري.