اقترح رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائهما في سوتشي، في 22 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عقد قمة روسية – أوكرانية في القدس في محاولة للجم التصعيد بين الجانبين وخفض مستوى التوتر، وفق ما نقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مسؤولين أوكرانيين وإسرائيليين اليوم، الأربعاء.
وجاء اقتراح بينيت بمبادرة من أوكرانية. وتقيم إسرائيل علاقات جيدة مع الدولتين، "وتحافظ على حيادية وتجري حوارا مباشرا مع القيادة الروسية وكذلك مع القيادة الأوكرانية. وهذه حقيقة تسمح لإسرائيل بتمرير رسائل بين الجانبين في محاولة لمنع اشتعال الوضع"، حسب تقرير "واللا". ويذكر أن إدراة الرئيس الأميركي، جو بايدن، حذرت روسيا من غزو أوكرانيا.
وأشار السفير الأوكراني في إسرائيل، ييفغِن كورنيتشوك، إلى أن التدخل الإسرائيلي في الأزمة الروسية – الأوكرانية بدأ قبل حوالي السنة، وعلى خلفية جائحة كورونا، حسبما نقل عنه التقرير. وفي شباط/فبراير الماضي، نظم رئيس الحكومة الإسرائيلية حينذاك، بنيامين نتنياهو، محادثة هاتفية بين الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ومدير عام شركة "فايزر، ألبرت بورلا، وبعد أسبوعين بدأ تزويد أوكرانيا باللقاح المضاد لكورونا.
وأضاف التقرير أنه في نيسان/أبريل الماضي شعرت الحكومة الأوكرانية بأن بإمكانها استغلال علاقاتها مع إسرائيل من أجل بدء حوار مع روسيا. وقال كورنيتشوك إن وفدا أوكرانيا رفيعا وصل إلى إسرائيل حينها والتقى مع نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار، بينهم مستشار الأمن القومي السابق، مئير بن شبات.
وسأل رئيس الوفد الأوكراني والمستشار الأرفع للرئيس، أندري يرماك، نتنياهو إذا كان سيوافق على تنظيم قمة بين الرئيسين زيلينسكي وبوتين في القدس. وقال مصدر إسرائيلي إن نتنياهو تحمس للفكرة، لكنه قال إنه يوافق على دراسة الفكرة إذا عبر الجانبان عن موافقتها لحضور القمة. لكن بوتين رفض هذا الاقتراح خلال محادثة هاتفية مع نتنياهو، في أيار/مايو الماضي.
وقال السفير الأوكراني في إسرائيل إن بوتين عبر عن استعداده لحضور القمة، لكنه شدد على رفضه الحديث عن موضوعي الخلاف الأبرز: شبه جزيرة القرم التي احتلتها روسيا وضمتها إليها، ومنطقة دونباس في شرقي أوكرانيا. وكانت هذه رسالة سلبية للغاية بالنسبة لأوكرانيا.
وبعد أيام معدودة من تولي بينيت رئاسة الحكومة، في حزيران/يونيو الماضي، تحدث مع بوتين وزيلينسكي هاتفيا. وبعد المحادثة قال بيان صادر عن مكتب الرئيس الأوكراني إنه دعا بينيت إلى المشاركة في مؤتمر دولي في كييف ضد ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وتهرب بينيت من حضور هذا المؤتمر.
وقال مسؤولون أوكرانيون وإسرائيليون إن زيلينسكي تحدث مع نظيره الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، خلال زيارة الأخير لكييف، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عن جهود الوساطة التي بذلها نتنياهو، وطلب أن تستأنف الحكومة الإسرائيلية الجديدة هذه الجهود.
وأطلع هرتسوغ بينيت على المحادثة بينه وبين الرئيس الأوكراني. وقرر بينيت طرح الموضوع خلال لقائه مع بوتين بعد ذلك بأسبوعين، واتصل هاتفيا مع زيلينسكي كي يسمع الأمور منه بصورة مباشرة.
ووفقا للسفير كورنيتشوك، فإن زيلينسكي أعاد طرح فكرة عقد قمة في القدس على مسامع بينيت، وأوضح أنه ليس بالضرورة عقدها بمستوى رئيسي الدولتين. وكانت الفكرة عقد القمة بين مستشاري الأمن القومي.
وخلال لقائه مع بوتين في سوتشي، نقل بينيت رسالة زيلينسكي. وقال مسؤولون أوكرانيون وإسرائيليون إن بوتين يتحمس للفكرة وتحدث عن زيلينسكي بصورة سلبية، بحسب التقرير.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تحاول الحفاظ على حد أقصى من الصمت بكل ما يتعلق بالأزمة الروسية – الأوكرانية المتصاعدة. وجرى الحديث حول الموضوع في الأيام الأخيرة بين وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ونظيره الإسرائيلي، يائير لبيد، وقبل أيام بين بينيت وبوتين. "وفي كلتا الحالتين، التزم الجانب الإسرائيلي الصمت، وكان مصغيا بالأساس".