هآرتس - بقلم: نوعا لنداو "مر على تشكيل “حكومة التغيير” أكثر من نصف سنة، وهذا -بحساب سريع- يشبه حساب سنوات الكلب، فالأمر يدور حول فترة طويلة جداً. بعد هذه الفترة، حيث يلوح في الأفق موعد التبديل النظري بين يئير لبيد ونفتالي بينيت، ويمكن البدء ووضع الخطوط العريضة لهذه الحكومة، التي لم تغير حتى الآن إلا أمراً واحداً، وهو هوية رئيس الحكومة.
هاكم بعض الأمور التي تحدث حولنا، في حين أن الدولة غارقة في نقاش صاخب حول المصير القانوني للمتهم بنيامين نتنياهو، بترتيب ترابطي عشوائي:
تواصلت أمس سياسة الطرد في الشيخ جراح؛ وصادقت “حكومة التغيير” لـ”الكيرن كييمت” على غرس الأشجار لطرد البدو؛ وأصبح عنف المستوطنين في ذروته مع تقليص الظاهرة من ناحية رئيس الحكومة؛ وثمة دفع بعطاءات بناء في المستوطنات، بما في ذلك إعادة خطة البناء في منطقة “إي1″؛ وشرعنة البؤرة الاستيطانية غير القانونية “افيتار”؛ وحياكة صفقات مع “حومش”؛ ومنظمات مجتمع مدني فلسطينية اعتبرت إرهابية؛ ثم الدفع بقانون المواطنة بصيغ مختلفة من قبل جدعون ساعر واييلت شكيد.
وهذه ليست سوى أمثلة على سياسة الحكومة الحالية، التي هي فعلياً يمينية تماماً، لكن يمينيتها لا تقاس إلا بما يتعلق ببنيامين نتنياهو.
إذا كانت قد ادعت عند أدائها للقسم بأنها ستكون حكومة “وضع راهن”، وإذا تخيل أحد ما قد –خطأ- بوجود توازن ما بين سياسة اليمين واليسار، فمن الواضح اليوم بأن الوضع الراهن الذي شكله نتنياهو في سنوات حكمه هو الذي بقي، روحاً وتنفيذاً. لم يبق للجناح “اليساري” في الحكومة، الذي هو كما يبدو حزب العمل (أين هم؟)، و”ميرتس” و”راعم”، سوى التذمر. لبيد يتذمر ضد التشجير في الجنوب، في الوقت الذي صادق فيه عضو في حكومته على ذلك. ماذا سيفعلون؟ هل سيهددون بالانسحاب؟ لا يمكن. ظل بيبي الثقيل يواصل التحليق.
لقد شرح هذا الأمر سكرتير الحكومة، شالوم شلومو، عندما تباكى أعضاء “ميرتس” لديه في الأسبوع الماضي، وقالوا إن الحكومة تشعر بأنها “نبتة غريبة” (وضع مخجل بحد ذاته، حين تتوسل قائمة لموظف): “مصوتوكم راضون تماماً عن دخولكم الحكومة وإخراجكم نتنياهو من مكتب رئيس الحكومة”. وبكلمات أخرى، جميعنا نعرف أن مصوتيكم يكتفون بحكومة “فقط ليس بيبي”، وسيغفرون لكم عن قانون المواطنة. للأسف الشديد، هو محق. لذلك، يواصل نتنياهو تشكيل سياسة الحكومة حتى مع وجوده في المعارضة، ومع مغادرته الساحة.
من الصحيح إذاً أن “اليسار” الإسرائيلي ليس له في الحقيقة ائتلاف بديل لتقديمه، حتى انسحب نتنياهو فجأة وذهب إلى جزيرة في اليونان. ولكن الضغط الداخلي الذي ما زال يمكنه القيام به في قطاعهم هو صفر تقريباً. تكفي رؤية بيانات ”راعم” العلنية، ـمقابل شكوى “ميرتس” الخفيفة للمعلم شلومو، أو مثلما اعتاد عضو الكنيست موسي راز، على القول: لا حاجة لشرح المشكلة لي. أنا الذي صوت ضد مشاريع القوانين التي قدمتها بنفسي الآن. إذاً، سواء كانت هناك صفقة أم لا مع نتنياهو، فإن السؤال الكبير هو: متى ستكون هناك صفقة لتحرير الحكومة من ظله وسياسته.