مركز حقوقي يحذر من استمرار أزمة معاناة تحويل المرضى من غزة

الإثنين 17 يناير 2022 05:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
مركز حقوقي يحذر من استمرار أزمة معاناة تحويل المرضى من غزة



غزة / سما /

حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، من استمرار أزمة معاناة تحويل المرضى في قطاع غزة، إلى المستشفيات بالضفة الغربية والقدس، في ظل عدم تسديد وزارة الصحة الالتزامات المالية المتراكمة عليها للمستشفيات التي بدورها أبلغت الوزارة عدم قدرتها على استقبال مرضى جدد قبل سداد الديون.

وقال المركز في بيان له، أنه ينظر بقلق شديد لاستمرار معاناة المرضى، ومواصلة وزارة الصحة تحويلهم إلى تلك المستشفيات رغم إعلامها بعدم استقبالهم، مشيرةً إلى أن ذلك قد يؤدي لفقدان مرضى لحياتهم كما جرى مع الطفل سليم النواتي (16 عامًا) والذي كان يعاني من سرطان الدم، وتوفي في التاسع من الشهر الجاري، بعد رفض عدة مستشفيات في الضفة الغربية والقدس المحتلة استقباله للعلاج فيها، رغم تدهور حالته الصحية.

وأفاد جمال النواتي، عم الطفل لباحث المركز، أن مسؤول قسم التحويلات في مستشفى النجاح رفض استقبال الطفل سليم بذريعة تراكم الديون على وزارة الصحة، وذلك رغم توصية أحد الأطباء في المستشفى بضرورة إدخاله للعلاج والمتابعة نظرًا لحالته المتدهورة.

وقال النواتي، إن مكتب العلاج في الخارج قام بعدها بالتواصل مع مستشفيات المطلع والمقاصد الخيرية ومجمع فلسطين الطبي لكنها رفضت استقبال الطفل المريض وتقديم العلاج له.

وأضاف أنه توجه إلى مكتب وزيرة الصحة وتقدم بشكوى، وبعد ذلك تم تحويل الطفل المريض إلى مستشفى إيخلوف الإسرائيلي، وتم إبلاغه أن المستشفى سيكون جاهزًا لاستقبال الحالة بتاريخ 23/1/2022، غير أن الوصول إلى هذه المستشفى يتطلب إجراءات تنسيق جديدة.

وفي فترة الانتظار تدهورت حالة الطفل المريض، وتم نقله بشكل عاجل بواسطة إسعاف إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله بتاريخ 9/1/2022، غير أنه توفي بعد 15 دقيقة من دخوله قسم الطوارئ في المستشفى.

أما المريض ن. ح، 19 عامًا، فقد أفاد لباحث المركز أنه حصل على تحويلة طبية للعلاج في مستشفى المقاصد الخيرية بمدينة القدس المحتلة، حيث يعاني من سرطان في ركبة القدم اليمنى، وذلك بعد نحو شهر من انتظار إصدار تصريح السفر من سلطات الاحتلال الإسرائيلية.

وتمكن حرب من السفر بتاريخ 12/1/2022، وبعد معاينة الأطباء له فور وصوله إلى المستشفى، تبين انتشار الورم في أجزاء أُخرى من جسده، وقد طلبوا منه العودة إلى قطاع غزة والحصول على تحويلة طبية أخرى لاستكمال علاجه في مستشفى المطلع بمدينة القدس.

وقام المريض بمناشدة كافة الجهات ذات العلاقة للتدخل وإنقاذ حياته، مؤكدًا أن حالته لا تسمح بالعودة إلى مدينة غزة والانتظار مجددًا لإصدار تصريح سفر من سلطات الاحتلال لاستكمال العلاج، وطالب بتحويله مباشرةً إلى مستشفى المطلع كونه يتواجد في مدينة القدس، وبعد عدة أيام تم الاستجابة لطلبه، وتم نقله إلى مستشفى المطلع مساء يوم 16/1/2022.

وأعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، عن قلقه الشديد من توقف المستشفيات في الضفة الغربية والقدس المحتلة عن استقبال مرضى قطاع غزة المحولين للعلاج فيها، بسبب تراكم الديون المستحقة على وزارة الصحة الفلسطينية.

وجدد المركز، تحذيره من استمرار هذه الأزمة ما يهدد حياة المرضى الذين يعانون من أوضاع صحية خطيرة، ويتسبب في مضاعفة معاناة المرضى الذين ينتظرون فترات طويلة للحصول على الموافقة الإسرائيلية بمغادرة القطاع عبر معبر بيت حانون “إيرز”، وعند وصولهم إلى المستشفيات المحولين لها، لا يحصلون على الخدمة العلاجية، ويُطلب منهم العودة إلى غزة، والبدء بإجراءات جديدة للحصول على تحويلة طبية أخرى، ومن ضمن هذه الإجراءات طلب حجز موعد جديد في المستشفى وطلب تصريح جديد من السلطات الإسرائيلية المحتلة للسماح لهم بمغادرة القطاع، ويستغرق ذلك عدة أسابيع.

ورأى المركز، أن آليات تحويل مرضى قطاع غزة للعلاج في الخارج يعتريها خلل كبير وتحتاج إلى تقييم شامل ومراجعة وتصحيح، حيث يجب إزالة كافة العراقيل التي تحول دون علاج المرضى في المستشفيات المحولين إليها، وضمان تقديم الخدمة العلاجية المناسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة ومستعصية، ولا يوجد لهم علاج في مستشفيات قطاع غزة.

وطالب المركز، وزارة الصحة الفلسطينية بتسوية أوضاعها المالية مع المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، لضمان استمرار تقديم خدمات العلاج للمرضى، مطالبًا وزارة الصحة بالإعلان عن نتائج تحقيقاتها بشأن التقصير الذي أدى إلى وفاة الطفل سليم النواتي الأسبوع الماضي، والإجراءات المتخذة في سبيل عدم تكرار هذه الحادثة المؤسفة.

وقال المركز إنه لا يجد أي مبرر للمستشفيات الفلسطينية بعدم استقبال المرضى الذين يعانون من أوضاع حرجة، خاصة بعد اجتيازهم العراقيل الإسرائيلية ووصولهم إلى تلك المستشفيات.