غزّة تغرق: إمكانيات ضعيفة ومناشدات عاجلة للعالم وتجاوزات مستمرّة من قِبل الاحتلال (صور)

الأحد 16 يناير 2022 06:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزّة تغرق: إمكانيات ضعيفة ومناشدات عاجلة للعالم وتجاوزات مستمرّة من قِبل الاحتلال (صور)



غزة / سما /

غرقت شوارع ومنازل في مناطق مختلفة من قطاع غزة، اليوم الأحد، جرّاء الأمطار الغزيرة، التي هطلت على المنطقة، فمنذ مساء الخميس الماضي، يضرب منخفض جوي عميق، مصحوب بأمطار غزيرة، القطاع المحاصَر، كما فتح الاحتلال الإسرائيليّ، سدود تجميع مياه الأمطار قرب الحدود الشرقية للقطاع، ما فاقم من المشكلة والمعاناة لدى الأهالي.

وعلى قوارب خشبية تُدفع بمجذاف مزدوج، أخلت طواقم الدفاع المدني، عددا من السكان من داخل منازلهم، الواقعة في بلدية جباليا شمالي القطاع، والتي تعرّضت للغرق بمياه الأمطار.

كما أخلت طواقم الدفاع المدني، عبر مركبة كبيرة تستخدم لإطفاء الحرائق، عروسا كانت في صالون للتجميل، تتجهز لحفل زفافها، في منطقة غرقت بالمياه، في بلدة جباليا.

ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن رفعت المصري، والد العروس، القول، إن "المنطقة التي يقع فيها صالون التجميل، الذي تتجهز فيه ابنته العروس، غرقت بمياه الأمطار الأمر الذي اضطرهم للاستعانة بالدفاع المدني".

ووجه جهاز الدفاع المدني مناشدة عاجلة إلى العالم بضرورة إدخال السيارات والمعدات والآليات اللازمة لعمل الدفاع المدني وذلك لإنقاذ المتضررين من المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة.

وقال رئيس قسم الإنقاذ في الجهاز علاء النعيزي في تصريحات متلفزة: "نحن في جهاز الدفاع المدني نعمل على مدار الساعة وفقا لخطة الطوارئ، ولكن المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة منخفضاً قوياً ويحتاج إلى سيارات وآليات متقدمة".

وأضاف: "نحن في الدفاع المدني أحدث سيارة لدينها موديل 1996م، وبالتالي فإننا نناشد العالم بضرورة إدخال السيارات والمعدات والآليات اللازمة لعمل الدفاع المدني وذلك لإنقاذ المتضررين من المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة، حيث أن الحصار الظالم المفروض على شعبنا يمنع إدخال الآليات والمعدات المتقدمة".

وشدد على أن جميع طواقم الدفاع المدني مستنفرة على مدار الساعة وأنها تعمل على قدم وساق ولن تغادر الميدان وأنها ستعمل على مواجهة المنخفض بالوسائل المتوفرة.

وفي مناسبات مختلفة، أكّدت بلديات في قطاع غزة، أن البنية التحتية التي دمّرها العدوان الإسرائيلي الأخير في أيار/ مايو الماضي، لم يتم إعادة إعمارها بعد، إنما تم إجراء إصلاحات مؤقتة لها، الأمر الذي ينذر بفيضانات وانهيارات للطرقات.

وطالب رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة، مصطفى قزعاط، بضرورة "البدء الفوري في عملية إعمار البنية التحتية المتضررة بفعل العدوان الاسرائيلي الأخير".

وذكر في بيان أنّ "بلديات قطاع غزة تواجه ظروفا صعبة وتحديات كبيرة بفعل العدوان، وتواصل تقديم خدماتها للسكان".

مهام إنقاذ؛ إمكانيات ضعيفة جرّاء الحصار

بدوره، قال المتحدث باسم الدفاع المدني، رائد الدهشان: "خلال اليومين الماضيين، تم التعامل مع 152 نداء استغاثة من مواطنين".

وتابع: "المهمات التي نفّذناها تنوّعت ما بين شفط مياه الأمطار من داخل المنازل، وسحب المركبات العالقة في برك المياه، والتعامل مع ألواح معدنية متطايرة ومتساقطة (من أسطح المنازل)".

كما تعاملت فرق الدفاع المدني، وفق الدهشان مع "9 حرائق نجمت عن التذبذب الحاصل على التيار الكهربائي، جرّاء المنخفض، وبفعل مواقد التدفئة".

وأشار إلى أن طواقمه تعاملت الليلة الماضية، مع 4 حالات اختناق داخل المنازل، بسبب استخدام المواطنين للفحم بغرض التدفئة؛ وذلك جرّاء تردي الأوضاع الاقتصادية.

وأوضح أن الدفاع المدني، بالتعاون مع كافة الهيئات المعنية، ما زال يقدّم خدماته رغم تواضع الإمكانيات.

وقال إنّ "إمكانيات جهاز الدفاع المدني، ضعيفة جدا، جرّاء الحصار الإسرائيلي المستمر للعام الـ15 على التوالي".

وذكر أن المركبات التابعة للجهاز، والتي مرّ عليها زمن طويل، تم إعادة صيانتها لعدة مرات، في ورش محلية محدودة الإمكانيات. ودعا إلى ضرورة "دعم هذا الجهاز الذي يقدم خدمات إنسانية للمواطنين".

تخوفات وتحذيرات

وفي السياق، أعرب زهدي الغريز، رئيس لجنة طوارئ الشتاء الحكومية، عن تخوفاته جرّاء فتح سلطات الاحتلال الإسرائيليّ سدود تجميع مياه الأمطار، باتجاه أراضي القطاع.

وقال في مؤتمر صحافي، عقده بمدينة غزة، إنّ هناك "تخوفات حقيقية تنبع من فتح السدود باتجاه المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة".

وأوضح أن البنية التحتية في قطاع غزة "يزيد عمرها عن 4 عقود، وهي مهترئة أصلا بفعل التغيرات المناخية، فيما أدى هطول كميات كبيرة من الأمطار في وقت قياسي، لغرق بعض المناطق".

وذكر أن هذه البنية تأثرت وتضررت بشكل كبير جرّاء الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وآخرها عدوان أيار/ مايو الماضي.

وتابع: "هذه الحروب أدت إلى وجود مشاكل حقيقة في قطاع البنية التحتية في كل المحافظات، وتحديدا في مدينة غزة".

ودعا الدول المانحة والمجتمع الدولي إلى "المساهمة في إعمار وتطوير البنية التحتية بشكل فوري، في كافة محافظات القطاع، من باب إنساني".

وأعرب عن استعداد لجنته للسيطرة على "كافة التوقعات خلال موسم الشتاء الحالي".

وسبق وأن حذّرت بلدية النصيرات وسط القطاع، من غرق أراضٍ ومنازل جرّاء فتح الاحتلال الإسرائيليّ لسدود تجميع مياه الأمطار قرب الحدود الشرقية للقطاع.

وقالت البلدية في بيان: "ندعو كافة السكان المجاورين لمجرى وادي غزة، إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر أو إخلاء منازلهم، بعد فتح الاحتلال سد مجرى الوادي".

وتابعت: "من المحتمل أن يتسبب فتح السد في فيضان المجرى، وغمر المياه للمناطق والمنازل المجاورة".

وتتسبب سلطات الاحتلال مع كل شتاء بإغراق الأراضي الزراعية قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة؛ جرّاء فتحها لسدود تجميع مياه الأمطار، الأمر الذي يكبّد المزارعين خسائر كبيرة.

9999

999

99

9

00

0000

000

000000

00000

00000000

0000000

000000000

0000000000

0

منخفض