وول ستريت جورنال: ميناء إيراني مغمور هو مصدر رئيسي لتهريب السلاح إلى الحوثيين

الإثنين 10 يناير 2022 06:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
وول ستريت جورنال: ميناء إيراني مغمور هو مصدر رئيسي لتهريب السلاح إلى الحوثيين



لندن /سما/

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا حصريا كشفت فيه عن ميناء إيراني بات يلعب دورا مهما في تهريب السلاح إلى اليمن. وقالت إن آلافا من قطع الأسلحة التي قامت الولايات المتحدة بمصادرتها على طريق الإمداد إلى الحوثيين في اليمن نشأت من ميناء جاسك في جنوب شرق إيران.

 واطلعت الصحيفة في تقريرها الذي أعده بينويت فوكون وديون نيسباوم على تقرير للأمم المتحدة أعده فريق الخبراء عن اليمن في مجلس الأمن.

 وقالت الصحيفة إن آلافا من قاذفات الصواريخ والرشاشات وبنادق القناصة وغيرها من الأسلحة صادرتها البحرية الأمريكية في بحر العرب في الأشهر الأخيرة وكانت في طريقها للحوثيين من ميناء إيراني واحد.

ويقدم التقرير السري للأمم المتحدة عددا من الأدلة عن عمليات تصدير السلاح الإيراني إلى اليمن ومناطق أخرى. وجاء في تقرير لجنة الخبراء أن قوارب خشبية ووسائل نقل برية استخدمت في تهريب السلاح المصنع في روسيا والصين وإيران على طول الخطوط التي حاولت الولايات المتحدة إغلاقها على مدى السنوات الماضية.

وتبدأ القوارب رحلتها من ميناء جاسك في بحر عمان، حسب ما قال تقرير الأمم المتحدة الذي استشهد بمقابلات مع طواقم يمنية عليها وبيانات جمعتها أدوات ملاحية ركبت عليها. وتدعم إيران الحوثيين دبلوماسيا في حربهم ضد التحالف الذي تقوده السعودية في الداخل وضد الأهداف في البحر الأحمر، ولكنها نفت أن تكون قدمت لهم أسلحة.

وقالت بعثة إيران في الأمم المتحدة ببيان أرسلته عبر البريد الإلكتروني إن إيران لا تتدخل في النزاع اليمني كمبدأ في السياسة و”لم تبع إيران أو صدرت ونقلت أي سلاح، ذخيرة أو أدوات تتعلق باليمن في خرق لقرارات مجلس الأمن”. وميناء جاسك مغمور ويتم تصدير الفواكه والخضروات منه إلى عمان.

لكن بلدة جاسك الصغيرة الواقعة في جنوب- شرق إيران أصبحت مهمة خلال العقد الماضي. وفي عام 2008 أقيمت فيها قاعدة بحرية وفتح فيها خط لتصدير النفط في العام الماضي. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن جاسك تعتبر نقطة الانطلاق للحرس الثوري الجمهوري. لكن تقرير الأمم المتحدة يقدم ولأول مرة أدلة محددة عن شحنات الأسلحة المرتبطة بالميناء.

واستطاع الحوثيون تحقيق التقدم في الحرب الأهلية ومنحتهم عمليات تهريب السلاح اليد العليا حسب ما يقول التقرير، هذا برغم تدخل السعودية والتحالف الذي قادته الرياض والذي استخدم القوة الجوية لدك معاقل المتمردين. ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وميناء اليمن الرئيسي الحديدة وتقترب قواتهم من منطقة النفط مأرب.

وقال نصر الدين عامر، نائب مسؤول الإعلام في إدارة الحوثيين إن لجنة الخبراء لليمن في مجلس الأمن ليست محايدة. ووصف عمليات تهريب السلاح إلى اليمن من إيران بأنه “وهم”. وقال إن الحصار الجوي والبحري لا يسمح بوصول المواد الأساسية “علاوة على الأسلحة المزعومة”. وقال إن “الموانئ البحرية مغلقة والمطارات مغلقة فكيف تصل الأسلحة المزعومة إلينا؟”.

وقالت الصحيفة إن تقرير الأمم المتحدة هو جزء من تقرير أوسع للعقوبات على اليمن واطلعت عليه صحيفة “وول ستريت جورنال” ويقدم رؤية نادرة عن الدعم الإيراني المزعوم للجماعات المسلحة حول الشرق الأوسط. وتقول الصحيفة إن الموضوع يخيم حول محادثات فيينا من أجل إحياء الاتفاقية النووية التي تحد من نشاطات إيران، وفي وقت تطالب فيه دول الخليج وإسرائيل بقيود على دعم إيران للجماعات المسلحة بالمنطقة. وحاولت الولايات المتحدة وخلال السنوات الماضية وبدرجات متفاوتة من النجاح خنق خطوط تهريب السلاح للإيرانيين. ويعتبر تهريب السلاح للحوثيين خرقا لقرار حظر تصدير الأسلحة لليمن الذي فرضه مجلس الأمن الدولي.

وقامت لجنة الخبراء بفحص سفينتين صادرت البحرية الأمريكية محتويات إحداهما في عام 2021 وأخرى السعودية في عام 2020 وكلاهما بدأ رحلته من جاسك. واعترضت البحرية الأمريكية المركب الصغير في جنوب باكستان في بحر العرب بأيار/مايو عام 2021 وذلك بعد مغادرته جاسك. وحمل المركب 2.556 بندقية و292 رشاشا وبنادق قناصة مصنعة في الصين عام 2017. وكذلك 164 رشاشا آخر و194 قاذفا للصواريخ تحمل علامات تلك التي تصنع في إيران. وحمل المركب تلسكوبا مصنعا في بيلاروسيا. وأخبرت مينسك لجنة الخبراء أن الجهاز تم تسليمه للقوات الإيرانية المسلحة في الفترة ما بين 2016- 2018. ولم ترد البعثة البيلاروسية في الأمم المتحدة على أسئلة الصحيفة.

وشملت الأسلحة المصادرة معدات وصلت مبدئيا من روسيا وبلغاريا. وجاء في التقرير “إن الخليط من الأسلحة يشير إلى أشكال عمليات تزويد الأسلحة وأنها قد تكون من مخازن الحكومة ويتم نقلها عبر مراكب في بحر العرب تقوم بنقل الأسلحة إلى اليمن والصومال”.

وأضاف أن أسلحة حرارية صودرت في حزيران/يونيو 2021 في معبر بين عمان واليمن وتم تصنيعها عبر شراكة إيرانية- صينية. ولم تكن لجنة الخبراء قادرة على تحديد مقصد الأسلحة ولكن مكان مصادرتها التي تشمل خليج عدن والمياه الصومالية والباكستانية يظهر طرق النقل الإيرانية للأسلحة. وفي شباط/فبراير 2021 صودر قارب خشبي يقوده طاقم يمني كان سينقل حمولته إلى مركب آخر قرب الصومال حسب ما جاء في التقرير. وشملت حمولة المركب الذي صادرته الولايات المتحدة على 3.752 بندقية قتالية جاءت من إيران على أقرب احتمال، بالإضافة إلى مقذوفات صاروخية ورشاشات.

وقالت بعثة الأمم المتحدة إن المعلومات حول عمليات تهريب السلاح المزعومة قدمتها بشكل عام “دول في المنطقة” لها علاقة بالنزاع في اليمن أو الولايات المتحدة “والتي تعرف سياساتها المعادية لإيران منذ عقود طويلة”.

وقالت إيران إنها لا تستطيع تأكيد مصادرة الولايات المتحدة لقارب قرب الصومال. وفي الشهر الماضي قالت البحرية الأمريكية إنها صادرت 8.700 قطعة سلاح في عام 2021 بما فيه 1.400 بندقية من نوع إي كي-47 و226.000 حزام ذخيرة من قارب صيد على متنه خمسة بحارة يمنيين، قال الأمريكيون إنه جاء من إيران في كانون الأول/ديسمبر.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في كانون الأول/ديسمبر إن مصادرة القارب “هو مثال آخر عن نشاطات إيران الخبيثة ودورها في إطالة حرب اليمن” التي حاولت الولايات المتحدة تحقيق وقف إطلاق النار فيها ولكنها فشلت. وأضاف أن الأسلحة المهربة تساعد الحوثيين في حملتهم للسيطرة على المدينة النفطية، مأرب.