الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
تناول المُحلّل الإسرائيليّ المحسوب على اليسار الصهيونيّ، غدعون ليفي، في مقالٍ له بصحيفة (هآرتس) العبريّة، قضية قيام الاحتلال الإسرائيليّ بقتل 319 فلسطينيًا في العام الفائت 2021، لافِتًا إلى أنّ كلّ زعيم فلسطينيّ التقى مع وزير الأمن الإسرائيليّ بيني غانتس ومع أمثاله يتنازل عن كرامته أكثر بكثير من محدثه الإسرائيليّ.
وشدّدّ الكاتب التقدّمي، مُقارنةً مع ما يجري في الإعلام العبريّ، المُتطوّع لصالح الأجندة الصهيونيّة، شدّدّ على أنّ غانتس هو مخرب أكثر بكثير من عبّاس، وليس فقط أنّه لا يحاول إخفاء ذلك بل هو يتفاخر بذلك، كما أكّد ليفي.
وأوضح أنّه في هذا العام 2022 ما زال هنالك في اليمين الإسرائيليّ معارضون للحديث مع محمود عبّاس: يقولون هو إرهابيّ، هذا العام هو 2022 وحتى الآن يوجد من يطلقون الادعاء الباطل والمضحك هذا بجدية تامة، ليس هنالك جدوى من تصحيحهم.
على كلّ حالٍ، أشار المحلل ليفي، إلى أنّ لقاء عباس مع بني غانتس لم يستهدف سوى تحسين صيانة الاحتلال. ولكن ليس بالإمكان الانتقال إلى جدول الأعمال العادي إزاء الوقاحة التي لا تصدق والتي ترافق تبريرات الإدانة بعد كل لقاء مع عباس.
علاوة على ذلك، لفت ليفي إلى أنّ “على يديْ محدثه الإسرائيلي يوجد دم أكثر ممّا يوجد على يد رجل السياسة المسن من رام الله، لا نريد الحديث مع مخربين وقتلة؟ بالعكس يجب عدم الحديث مع غانتس، وأيضًا يتسحاق رابين كان مخربًا أكثر من ياسر عرفات. كان ثمة دم أكثر على يديه، من أيام 1948 فصاعدًا. ومن تعذب حقاً من مصافحتهما، ومن كلف نفسه أن يعبر عن ذلك؟ انه رابين المعذب. يداه الطاهرتان خشيتا من مصافحة الأيدي الملطخة لمحدثه”.
ليفي تابع قائلاً إنّ “العالم يغفر أعمال قتل معينة ولا يغفر أخرى، أيضًا عندما تكون عدم شرعيتهما متساوية. ولي عهد السعودية محمد بن سلمان فقد تقريبًا كل عالمه في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وحقًا فإنّ هذا القتل كان وحشيًا، وكأنّ هنالك قتل ليس كذلك، بما في ذلك تقطيع جثة في القنصلية وعلاقة مثبتة بذلك مع بن سلمان. ولي عهد السعودية أرسل قتلة الصحفيّ، وهو ودولته عوقبا بمقاطعات.
وأردف المحلل الإسرائيليّ التقدّمي:”مَنْ الذي أرسل قتلة صحفي آخر؟ في الثمن من تموز (يوليو) من العام 1972 فُجرت سيارة الصحفي، الكاتب والمفكر الفلسطيني من مواليد عكا غسان كنفاني، كنفاني وابنة أخته ابنة السابعة عشر قتلاً. صحيح أنّ جثة كنفاني لم تقطع. وهو لم يقتل في قنصلية بل بالقرب من بيته، هل مقتله كان أكثر شرعية من مقتل خاشقجي؟ بماذا؟ كلاهما كانا معارضين للنظام، الخاشقجي للنظام في بلاده، وكنفاني للنظام في بلاده المفقودة”.
وتابع:”الأوّل أيدّ الاخوان المسلمين والثاني كان ناشطًا سياسيًا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. مقتله كان أحد أعمال التصفية الأكثر إجرامًا لدولة إسرائيل، العديدة. أحد ما أعطى الأمر وأحد ما نفذ. عملية القتل جرت نتائج، غمزة عين أو لا مبالاة. هل أحد ما في العالم خطر بباله أنْ يفرض عقوبات على إسرائيل في أعقاب مقتل كنفاني؟ من المضحك طرح هذه الاحتمالية أساسًا. كنفاني تمّت تصفيته وهذا مسموح، والخاشقجي قُتل وهذا ممنوع”، على حدّ تعبيره.


