اتمنى خيمة ..ميسا جيوسي

الجمعة 31 ديسمبر 2021 05:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
اتمنى خيمة ..ميسا جيوسي



تغطي جسدها الصغير بغطاء من الصوف بألوان لا وجود لها في حياتها، قيل بأن إسمها شهد، وليس لها من إسمها نصيب. فلم تجرع في عشر سنين هي عمر الصغيرة سوى علقم البؤس وأسى التشرد… طفلة صغيرة سقفها السماء تفترش الأرض في إحدى تجمعات اللجوء… لا يهم مكانها ولا البلد التي وصلت لها برفقة من تبقى من أهلها. تناظر المراسل بعين كسرها الحزن، وألف سؤال لا يتسع أفقها الصغير على حمل إجابات لها… يبادرها المراسل بسؤال عن ما اتمنى للعام القادم، فتجيب بسرعة الواثق المتلهف… خيمة، اتمنى خيمة…
ليس لجواب الصغيرة مساحة من القهر تحتويه… فنحن ندخل عام فيه من التحديات الكثير على الصعيد الاقليمي والدولي. لكن منطقتنا العربية تدخل عام جديدا وقائمة التحديات ببداية دون نهاية… أرقام اللجوء مرعبة، وإحصائيات الفقر أشد سطوة. الوضع التعليمي وما إتصل بالجائحة من تدهور للواقع التعليمي المتعب أساسا. أما قطاعات الصحة فحدث ولا حرج، فشهدنا وفيات بلا حصر وحوادث مؤلمة لمستشفيات في عديد من الدول العربية قضى فيها مرضى الجائحة لنقص في الاوكسجين وغيرها من معدات مكافحة الفيروس الشرس. 
هذه الطفلة تحلم بخيمة تقيها حر الصيف وبرد الشتاء، خيمة ترسمها على ورقة بقلم رصاص يصل في معونات الامم المتحدة مع ما يصل من خبر للجياع على حدود القهر والشتات… كل ما تحلم به خيمة تظلها في سوريا او اليمن او العراق او ليبيا…. اطفالنا يلمون بخيام لا أوطان!!! أما آن العمل بجد ونية صادقة وعزم لإنهاء هذه المآسي؟ فهل من سبيل؟
إلى ان يتحقق حلمك المكسور، اعذري عجزنا وقلة حيلتنا أيتها الصغيرة.