لوفيغارو: مخاوف من نووي إيران وغزو روسي لأوكرانيا وصيني لتايوان.. 2022 سنة كل المخاطر

الثلاثاء 28 ديسمبر 2021 04:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
لوفيغارو: مخاوف من نووي إيران وغزو روسي لأوكرانيا وصيني لتايوان.. 2022 سنة كل المخاطر



لندن /سما/

حذرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية من أن سنة 2022 المقبلة، ستكون سنة كل المخاطر.

في تقرير لكاتبتها إيزابيل لاسير، أكدت الصحيفة أن العديد من الأزمات الجيوسياسية الكبرى، تهدد التوازن الدولي وستضع الغرب في حرج بالغ، كامتلاك إيران الأسلحة النووية، واعتداء روسي على أوكرانيا، أو صيني على تايوان.

وشددت الكاتبة أن الأزمات التي تتربص بالعالم وبالرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي عام 2022، أصبح بعضها واقعا، وأولها الملف النووي الإيراني الذي يهدد الشرق الأوسط بأزمة حقيقية، خاصة بعد انتخاب رئيس إيراني محافظ متشدد في يونيو/ حزيران 2021، وانسحاب طهران من المفاوضات وتصعيد انتهاكات “خطة العمل الشاملة المشتركة”، وهي الاتفاقية التي تم التوصل إليها مع المجتمع الدولي في يوليو/ تموز 2015 لإبطاء مسيرة إيران نحو القنبلة النووية.

مخاوف من ملف إيران النووي

وذكّرت الكاتبة بما اعتبرته انتهاكات إيرانية، كدفع تخصيب اليورانيوم إلى معدلات محظورة من قبل المجتمع الدولي، بلغت 20 و60%، وبناء أجهزة طرد مركزي جديدة وإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 90%، كخطوة أخيرة في برنامج التخصيب، إضافة إلى أنها شرعت في إنتاج معدن اليورانيوم.

ونقلت عن دبلوماسي مطلع على الملف قوله إن “الإيرانيين حققوا تقدما لا رجعة فيه في التخصيب والمعرفة”، خاصة أن إغلاق الحدود أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترك المجتمع الدولي “أعمى” عن جزء من البرنامج.

وبحسب الكاتبة يتفق معظم الخبراء على أن إيران ستمتلك ما يكفي من المواد الانشطارية في غضون أسابيع، لتكون قادرة على صنع سلاح نووي عندما يقرر قادتها ذلك، ولذلك يرى المصدر الدبلوماسي أنه يتعين على الأوروبيين في مرحلة ما، أن يتخذوا قرارا سياسيا بالاستمرار أو عدمه، و”هذه اللحظة قد حانت”.

وبحسبها يقول مصدر إسرائيلي إن “لدينا شعورا في إسرائيل بأن أوروبا والولايات المتحدة تريدان اتفاقا بأي ثمن، لدرجة أنهما ستسمحان للإيرانيين بإطالة أمد المحادثات إلى أجل غير مسمى”، إلا أن البعض يتوقع انهيار المفاوضات، وبالتالي عقوبات جديدة على إيران، وتفعيل آلية “سناب باك” (Snap back) التي تنص على إعادة القضية إلى مجلس الأمن الدولي، يعقب ذلك تدخّل عسكري تبدؤه إسرائيل، ولا يعرف أحد هل ستتبعها الولايات المتحدة وأوروبا، إلا إذا ظهرت إيران كقوة نووية، مما يثير أزمة انتشار جديدة في المنطقة، ويدفع القوى السنية -ولا سيما السعودية وتركيا- إلى تسليح نفسها بالقنبلة النووية.

مخاطر غزو روسي لأوكرانيا

تأتي الأزمة الثانية التي تهدد أوروبا مع اقتراب عام 2022 من روسيا، بعد تصاعد الضغط مع حشد أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من أوكرانيا، وتهديد كييف بشكل غير مباشر بمزيد من التدخل العسكري، خاصة أن النظام العسكري الذي يهددها يمكن تفعيله في أي لحظة إذا سارت المحادثات المقرر إجراؤها في أوائل يناير/ كانون الثاني المقبل بين موسكو وواشنطن حول الناتو و”أمن” روسيا بشكل سيئ.

ونبهت الكاتبة إلى أن هاتين الأزمتين تخفيان وراءهما تحديا بالغ الأهمية يتعلق بمصداقية الغرب ومدى إرادته في الدفاع عن حلفائه، إضافة إلى تعزيز أو تقويض القواعد الدولية التي تمنع أن تغير أي دولة حدود دولة أخرى بالقوة.

غير أن الاستعراض الروسي الأخير على حدود أوكرانيا، أعطى فلاديمير بوتين الذريعة لفرض مفاوضات حول “امتداد” الناتو إلى الشرق، وقدم “مطالبه” للأمريكيين، وهي تعني أن الثمن الضمني لتخليه عن غزو أوكرانيا، هو منع عضوية أي دولة في المنطقة في حلف الناتو، ومنع أي مناورات عسكرية في دول الاتحاد السوفياتي السابق، إضافة إلى انسحاب قوات الناتو من وسط وشرق أوروبا وكذلك دول البلطيق.

أمريكا و”العالم الحر”

ويرى رئيس الكرملين، أن الفرصة لم تكن مواتية كما هي اليوم لفرض مطالبه الإستراتيجية على “العالم الحر”، بعد أن أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد سلفيه دونالد ترامب وباراك أوباما نيّته الانسحاب من أوروبا والشرق الأوسط، لتركيز كل القوات الأمريكية في المحيطين الهندي والهادي لمحاربة النفوذ الصيني هناك.

وبحسب الكاتبة، فقد قرأت موسكو الانسحاب الأمريكي من العراق ثم الانسحاب الفوضوي من أفغانستان على أنهما علامة ضعف أمريكي، تماما مثل منح البيت الأبيض الضوء الأخضر لمتابعة خط أنابيب الغاز في مشروع “نورد ستريم 2” الذي عده البعض بمثابة “استسلام”.

وخلصت الكاتبة إلى أن اختبار المصداقية الأمريكية سيكون أحد التحديات الكبرى لعام 2022، سواء تعلق الأمر بروسيا أو بالأزمة النووية الإيرانية، أو تعلق ببرميل البارود الثالث الذي يهدد بنشوب حرب بين الصين وتايوان في الأشهر المقبلة، خاصة أن الصين تراقب هي الأخرى عن كثب ردود الفعل أو بالأحرى عدم ردود الفعل من جانب الولايات المتحدة في الأزمات الكبرى في العالم، وتعمل على زيادة الضغط الدبلوماسي والعسكري حول تايوان.