غادة يوسف عبدالنبي
لا ينفك شباب قطاع غزة عن الإبداع بأفكار جديدة تعود بالنفع على أبناء المجتمع الغزي، وإنطلاقا من هذه الحقيقة قامت الشقيقتان أمل وندى الخطيب بافتتاح مشروع بفكرة فريدة جديدة وأطلقوا عليه اسم "الخزانة الخضراء" رافعين شعار الحفاظ على البيئة.
أمل وندى شقيقتان من قطاع غزة، قررتا افتتاح هذا المشروع متخذين من غرفتهم مكان لاحتواء الملابس الواردة إليهما، من أجل طرحها للمتابعين وتسويقها بشكل احترافي عن طريق الحساب الخاص بالمشروع على منصة الإنستغرام.
تقوم فكرة هذا المشروع على نشر ثقافة إعادة الاستخدام بين الناس بشكل رئيسي، كما يستطيع الناس من خلال هذا المشروع الاستثمار بملابسهم من خلال عرض الملابس الغير مستخدمة للبيع بأسعار مناسبة، إضافة لتمكين الناس من اقتناء ملابس ذات جودة ممتازة بسعر أقل من سعر السوق بشكل كبير.
وأوضحت أمل الخطيب، عضو في مشروع الخزانة الخضراء، أنها استوحت هذه الفكرة من خلال سفرها إلى إيطاليا قبل نحو عامين، حين رأيت مشاريع متخصّصة بإعادة تدوير واستخدام الملابس والأثاث المستخدم، وهو ما شجعها للعمل على هذا المشروع الريادي وتطبيقه في القطاع.
هذه الفكرة الجديدة من نوعها ولدت من وعي أصحاب المشروع بالضرر البيئي بسبب ما تخلفه صناعة الملابس من نفايات بنسب كبيرة، خاصة في ظل تجدد الموضة بشكل شريع وبالتالي زيادة الطلب على شراء الملابس وقلة إستهلاكها في نفس الوقت.
على صعيد آخر، أخذ المشروع بعد اقتصادي وسط إزدياد الوضع الإقتصادي صعوبة في القطاع بشكل عام مع رغبة الناس في شراء ملابس تتماهى مع الموضة الدارجة، فوفر هذا المشروع إمكانية إنتقاء الناس لملابس ذات جودة عالية وبنصف الأسعار المطروحة بالسوق.
واختيار القطع يكون على أساس خلو القطعة من العيوب حتى توافق معايير الجودة، وألا تكون مستهلكة بشكل كبير مع ضرورة مناسبة القطعة مع الذوق العام الحالي حتى يلقى إقبالا من المشترين.
استوحى أصحاب المشروع اسم "الخزانة الخضراء" من مفهومي البيئة والملابس، حيث أن اللون يدل على الطبيعة والأرض التي يتوجب علينا الحفاظ عليها وحمايتها بشتى الوسائل المتاحة، وكلمة خزانة تدل على الملابس التي يحتاج الناس لإقتنائها أو التخلص منها ببيعها.
"الملابس المستعملة" عادة ما يتم ربطه بملابس ذات حالة رثة ورديئة الجودة، هذا ما قالته أمل عن الصعوبات التي واجهتها في بداية المشروع، فحاولت أمل من خلال مشروعها تغيير هذه الصورة لدى الناس، وأن كلمة مستعملة تعني في غالب الأحيان أنها ليست من السوق مباشرة ليس أكثر، مشيرة أنها تتوافق مع جودة الملابس الجديدة في حال الحفاظ عليها وقلة إستهلاكها.
الشقيقتان هما كالوسيط بين البائع والمشتري، إذ لا يتم شراء الملابس من أصحابها بل يتمّ عرضها على منصة الإنستغرام، وتسويقها وإعادة بيعها، فيما تحصل الشابتان على نسبة من الربح، وهذا يحقق الفائدة لكل من المشتري والبائع على حد سواء.
كمرحلة أولية، يستهدف مشروع "الخزانة الخضراء" الفتيات بشكل خاص، من الفئة العمرية ما بين 18 و30 عاماً، بينما تطمح الشقيقتان لتوسيع الفكرة لتضم ملابس للرجال والفتيان، والوصول لأكبر شريحة ممكنة من الناس، بما يعزّز ثقافة استخدام وتدوير الملابس المستعملة.
أكدت الشقيقتان أنهما تهدفان لنشر ثقافة إعادة الاستخدام في القطاع في الملابس وكافة مناحي نشاطات الأفراد واستهلاكاتهم، وزرع حب مساعدة الغير إما بشراء قطعة منه أو بتقديم قطعة للبيع بسعر مناسب.





