غادة يوسف عبد النبي
في مشهد جديد في قطاع غزة تمارس أميرة إسماعيل، 23 عاما، مهنتها كأول فتاة تحكم في لعبة كرة السلة لفئة الرجال، ما لفت الكثير من أنظار المشجعين في المكان لهذا المشهد الجديد في قطاع غزة، في ظل وجود عادات وتقاليد بأن الرجال هم أصحاب هذا العمل.
دخلت أميرة إسماعيل عالم الرياضة لتصبح أول فتاة من قطاع غزة تحصل على لقب أول حكم دولي من الاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا)، بعد أن اجتازت امتحانات ينظمها الاتحاد عبر الإنترنت.
تراقب أميرة أداء اللاعبين من مقصورة الحكام وهي تجلس إلى جوار زميل لها على طاولة خشبية، فيما تنتقل نظرات المشجعين تارة بين أداء اللاعبين وتارة أخرى لمشهد وجود فتاة في مقصورة الحكام التي تدير المباراة بين فريق مخيم النصيرات ونظيره التابع لجمعية الشبان المسيحية في القطاع.
وعلى الرغم من أنها تحمل شهادة في الصيدلة إلا أنها كانت مصممة على النزول إلى الملعب كحكم دولي، إيمانا منها أنها تستحق ذلك بعد المجهود الذي بذلته في هذه الرياضة والامتحانات التي اجتازتها بجدارة.
بعد تجربتها في تحكيم خمس مباريات كرة سلة جميعها للرجال، أشارت إلى أن الجميع كان ينظر إليها باستغراب لها نظرا لصورتهم النمطية السائدة عن الفتيات في القطاع، ويتساءلون هل هي أجنبية أم عربية؟ وماذا تفعل هنا؟
مواجهتها للجمهور وجها لوجه بعد انتهاء جائحة الكورونا هو التحدي الأكبر بالنسبة لها، كون المباريات تعقد حاليا من دون حضور جماهيري حاشد بسبب فيروس كورونا، لذلك ردود الفعل تكون أقل حدة، في حين أنها تتوقع أن الوضع سيكون أصعب بعد انتهاء الجائحة مع جمهور واسع وحاشد.
تتمنى أميرة أن تبث جميع الفتيات أنفسهن في المجالات الرياضية، أن تتمكن اللاعبات من المشاركة في البطولات الدولية والمحلية بشكل أكبر، والتعمق في كرة السلة إضافة إلى الخوض في مجال التحكيم.
والجدير بالذكر أن أميرة حصلت لأول مرة على شهادة التحكيم الدولي في عام 2018 ولكن لم تستطع ممارسته بسبب انشغالها بدراستها في تخصص الصيدلة الذي يتطلب جهد كبير، حيث أنها كانت في ذلك الوقت في سنتها الثانية في الجامعة.
