أجمع مشاركون في ورشة عمل حول "التعليم للجميع" لتمكين ودمج الطلبة ذوي الإعاقة في التعليم الجامعي، على ضرورة الاهتمام بفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة عبر تعزيز الشراكة بينهم وبين مختلف المؤسسات التعليمية والأهلية والرسمية والقطاع الخاص.
وأوصى المشاركون، خلال الورشة التي نظمتها اليوم الأحد، جامعة فلسطين التقنية خضوري في طولكرم، بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبرعاية بنك فلسطين، ضمن أسبوع الشمول الرقمي في فلسطين، بتعزيز قدرات ذوي الإعاقة من خلال البحث عن أفكار وحلول إبداعية تمكنهم من التغلب على صعوبات الحياة اليومية.
كما دعا المشاركون إلى دمج ذوي الإعاقة بشكل أكبر في مختلف القضايا التي تشكل مثار اهتمام لهم على مختلف الأصعدة.
وناقشت الورشة جملة من القضايا التي تواجه الأشخاص من ذوي الإعاقة، لا سيما على صعيد دمجهم في التعليم الجامعي، بالإضافة إلى آليات التغلب على كافة المعوقات والصعاب التي يمكن أن تعترض مسيرتهم، وكيفية تذليل العقبات والتحديات أمامهم.
وافتتحت مديرة مشروع "التعليم للجميع Edu4ALL " إيمان دراغمة الورشة التي هدفت إلى الدعم والتمكين وزيادة الوعي حول التعليم المدمج وحق الطلبة ذوي الإعاقة في التعليم الجامعي، مبينة أن قضية ذوي الإعاقة وحقوقهم قضية عالمية، وأصبح مستوى الاهتمام بهذه الفئة معيارا أساسيا لقياس حضارة الأمم وتطورها.
بدوره، أكد رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري، نور الدين أبو الرب، أن الجامعة تؤمن بحق التعليم للجميع ولا سيما الأشخاص ذوي الإعاقة، و"هذا ما تنتهجه جامعة فلسطين التقنية خضوري كجامعة للدولة وللكل الفلسطيني".
وأضاف: "تقدم الجامعة التي تحقق إنجازات متتالية على المستوى المحلي والدولي، تعليما ميسرا لكل فئات المجتمع، وهذا المشروع بالشراكة مع وزارة الاتصالات يأتي في محاولة للنهوض بالشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولتوفير مقومات الصمود لأبنائنا وأهمها التعليم".
من جهته، قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إسحق سدر، إن الورشة تسعى إلى تمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم الجامعي، وهي فرصة ومناسبة للتأكيد على ضرورة مضاعفة الجهود مجتمعة، لضمان كرامة وحقوق هذه الفئة العظيمة، وهي مسؤولية مشتركة يتقاسمها الأفراد والمؤسسات والجمعيات والحكومة.
وأطلع الحضور على الخطوات التي تقوم بها الوزارة في سبيل تسهيل حياة المواطنين ولا سيما ذوي الإعاقة، مثل اعتماد السياسة الوطنية للتحول الرقمي، وسياسة أمن المعلومات، وتشكيل الفريق الوطني للذكاء الصناعي، وإنجاز مشروع التناقل الرسمي، وإصدار موافقات فنية لعدد من الشركات لتمديد شبكات الألياف الضوئية، وإنشاء نقطة تبادل الإنترنت المحلية في الوزارة، وإنهاء الترتيبات الفنية واللوجستية لمنظومة الخدمات الحكومية الإلكترونية، بما في ذلك مركز البيانات والحوسبة السحابية وأنظمة الطاقة، والشبكات والبرمجيات ومركز الاستعلامات والأمن المعلوماتي والتدريب لكافة المعنيين، بالإضافة إلى تشكيل لجنة وطنية للحقوق الرقمية الفلسطينية، وإنشاء وحدة البنك الدولي في الوزارة.
وشكر الأمين العام لاتحاد الأشخاص ذوي الإعاقة مجدي مرعي القائمين على هذا المشروع لأهميته وملامسته لشريحة كبيرة من المجتمع الفلسطيني، وأكد أن مشاركة الاتحاد تأتي في إطار تسليط الضوء على واقع الأشخاص ذوي الإعاقة، مبينا أهمية تحقيق وصولهم إلى بيئة جامعية آمنة وموائمة لاحتياجاتهم. وأشار إلى أنه لا بد من استثمار المسؤولية المجتمعية للجامعات، ومختلف المؤسسات الفاعلة في المجتمع من أجل الوصول إلى مجتمع دامج ومحتضن ومتنوع بكافة فئاته.
من جانبه، بين مدير عام الشؤون العامة في المحافظة نيابة عن محافظ طولكرم، أهمية الورشة التي تتناول شريحة مهمة من المواطنين وهي فئة الطلبة من ذوي الإعاقة للكشف عن واقع معاناتهم وقضاياهم من جهة، ومواجهة التحديات التي تواجههم وتحقيق آمالهم، مبينا أن الحكومة ومن خلال وزارة التربية ومنذ سنوات، تتبنى مشاريع لدعم حق التعليم لهذه الفئة، ولديها خطة شاملة من خلال القوانين واللوائح التي تنص على مواءمة كل ما يخدم هذه الفئة من مبانٍ ومناهج وتجهيزات وأنظمة وخدمات مساندة، خاصة لأنهم أثبتوا جدارتهم في مختلف المواقع بقوة إرادتهم وتصميمهم.
بدوره، بين مدير إدارة فروع الشمال في بنك فلسطين إسلام جعيدي، أن دعم البنك لهذه الورشة ينبع من حرصه في مساندة وتعزيز هذه الفئة المهمشة من مجتمعنا، وضرورة إشراكها ودمجها في كافة المجالات المجتمعية، بما فيها التعليم الجامعي.
وقدم مدير عام الإدارة العامة للأشخاص ذوي الإعاقة في وزارة التنمية الاجتماعية عجاج عجاج، عرضا عن واقع الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين، مبينا أن إحصائيات جهاز الإحصاء الفلسطيني المركزي تؤشر إلى تزايد أعدادهم نسبة إلى العدد الكلي للسكان.
وسرد جملة من المعيقات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في الحصول على التعليم الجامعي ومنها عدم وجود أنظمة أو لوائح تنفيذية موحدة ملزمة لجميع الجامعات والكليات والمعاهد بخصوص تعليم ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى معيقات مجتمعية تتمثل في الصورة النمطية لبعض الأسر حول أهمية التعليم الجامعي لذوي الإعاقة وخاصة الفتيات، ومعيقات بيئية تختص بسهولة الوصول للجامعات والكليات، بالإضافة لمدى مواءمة البيئة الفيزيقية الجامعية لأفراد هذه الفئة والتصميم العام للخدمات والبرامج وغيرها.
وجرى خلال الورشة عرض بعض قصص النجاح لأشخاص تغلبوا على الإعاقات السمعية والبصرية والحركية ومارسوا حياتهم المهنية والتعليمية بكفاءة عالية.
وقدمت شركة كهرباء القدس بالتعاون مع الحاضنة الفلسطينية للطاقة ابتكارات من شأنها تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وقدم الدكتور يوسف دراغمة، من قسم أنظمة الحاسوب في الجامعة، عرضا عن الأجهزة والأدوات التي سيشملها المشروع والتي ستخدم أصحاب الإعاقات السمعية والبصرية والحركية، فيما عرض المدير التنفيذي لمؤسسة شركاء في التنمية المستدامة جواد أبو عون كيفية تحقيق النفاذ الرقمي عن طريق تصميم مواقع الانترنت لتكون موائمة للأشخاص ذوي الإعاقة.