تقديرات إسرائيلية: القوى العظمى لن تعود إلى الاتفاق النووي مع إيران

الأحد 19 ديسمبر 2021 05:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
تقديرات إسرائيلية: القوى العظمى لن تعود إلى الاتفاق النووي مع إيران



القدس المحتلة / سما / هآرتس - بقلم: يونتان ليس وآخرين

"ربما نفد الصبر، فالمحادثات عالقة والتقديرات متشائمة، ولكن وبصورة رسمية يمكن أن تستأنف النقاشات حول العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران (جي.سي.بي.أو.إي) في الأسبوع المقبل، وما زالت هي المسار الرئيسي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة والدول العظمى. في نهاية الأسبوع الماضي، انتهت جولة المحادثات السابعة مع إيران في فيينا بدون نتائج.

استُدعي رئيس الحكومة الإيراني، الدكتور علي باقري كني، للعودة إلى بلاده من أجل التشاور. وحسب مصادر مشاركة في المحادثات، قد يلتقي الطرفان مرة أخرى في النمسا الخميس المقبل، أو على الأكثر في الأول من كانون الثاني. وقدر مصدر إسرائيلي أنه إذا التقى الطرفان في عيد الميلاد فذلك يشير إلى تقدم في المحادثات.

تعتقد إسرائيل الآن بأن الطرفين لن يعودا إلى الاتفاق الأصلي الذي وقع في 2015، لأن سريان مفعوله سينتهي أصلاً. فحسب التقديرات، يتوقع أن تتجاوز إيران العتبة التكنولوجية التي كان من شأن الاتفاق منعها في نهاية كانون الثاني أو بداية شباط. في حين أن قائمة الطلبات التي وضعها تلزم بإجراء نقاشات مطولة. وفي نهاية الأسبوع، اعتبر مصدر في الإدارة الأمريكية أن الربع الأول من 2022 موعد سيتم فيه اتخاذ قرارات حاسمة حول الاتفاق مع إيران.

تقدر إسرائيل أن على المجتمع الدولي الاختيار بين مسارين محتملين: الأول تفجير المحادثات، يعقبه حدوث أزمة محسوبة أمام إيران، قد تستمر لفترة طويلة. في نهاية المطاف، يمكن لهذه الخطوة أن تقود طهران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات وتدفعها لإظهار مرونة أكبر.

المسار الثاني الذي يقف أمام الدول العظمى هو بلورة اتفاق مؤقت يتضمن تفاهمات جزئية فيما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، في الأسابيع القريبة القادمة. وليس واضحاً ما الذي سيتضمنه هذا الاتفاق. وأعلنت إيران بأنها تعارضه في هذه المرحلة. وأشارت تقارير وسائل الإعلام الإيرانية حول انتهاء الجولة في فيينا إلى تقدم تقني في المحادثات.

وأطلق الوفد الروسي أيضاً رسائل متفائلة حول احتمالية التقدم في الأسابيع القريبة القادمة. ولكن جهات مختلفة قالت إن هذه الرسائل لا تعكس فشل المفاوضات حتى الآن. وفي غرف المفاوضات، أظهرت جميع الأطراف خطاً هجومياً متشدداً إزاء إيران وغضبت من الطلبات التي طرحتها.

“أعتقد أن الإيرانيين تفاجأوا قبل أسبوعين عندما واجهوا ما كان يشكل الجبهة الدبلوماسية الموحدة، ليس بريطانيا وفرنسا وألمانيا فحسب، بل أيضاً روسيا والصين”، قال مصدر أمريكي للمراسلين في نهاية الأسبوع.

وحسب قول هذا المصدر، يمكن أن تؤتي المفاوضات ثمارها رغم تعثرها. “لم يوافق الإيرانيون حتى الآن على القيام بخطوات يجب اتخاذها في الجانب النووي، وهذا سبب تعثرنا”، قال، وألقى بالمسؤولية عن زيادة قوة إيران في السنوات الأخيرة على إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي في أيار 2018 “بشكل أحادي الجانب دون أي خطة أو رؤية لما سيأتي فيما بعد”.

بعد أسابيع من الخطوات العلنية، التي تضمنت لقاءات لوزراء الخارجية والدفاع مع نظرائهم في الولايات المتحدة وأوروبا، يتوقع أن تتضمن خطوات إسرائيل في الأيام القريبة القادمة اتصالات من وراء الكواليس. تمكن وزير الدفاع بني غانتس، في الأسبوع الماضي أثناء زيارته واشنطن، من تقديم إحاطات لمن يترأسون معاهد الأبحاث وكبار الباحثين حول موقف إسرائيل من المسألة النووية الإيرانية.

عدد من المشاركين في اللقاء، من بينهم رئيس الـ سي.آي.ايه السابق، ديفيد باتريوس، والمبعوث الأمريكي السابق في الشرق الأوسط، دنيس روس، والصحافي والمؤرخ روبرت سكالوف، ووزير الدفاع السابق ليئون بنكا، نشروا في نهاية الأسبوع إعلاناً مشتركاً حول هذا الموضوع في موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط.

عبّر كتّاب الإعلان عن دعمهم للدبلوماسية، لكنهم رددوا الطلبات الإسرائيلية عندما طلبوا من إدارة بايدن اتخاذ عدة خطوات، منها تدريبات استعراضية عسكرية مشتركة تهدد البنية التحتية في إيران، وتجبرها على تعديل خطها كي يتساوق مع مطالب المجتمع الدولي.

حسب أقوالهم، “من المهم توفير قدرات دفاع متقدمة للحلفاء المحليين والشركاء وللمنشآت والمرافق الأمريكية في المنطقة، لمواجهة كل نشاطات انتقامية يمكن لإيران القيام بها، وبذلك تعطي إشارات عن استعدادها للعمل إذا اقتضت الحاجة”. حتى أن هذه المجموعة طلبت من الولايات المتحدة العمل ضد أعمال العدوان الإيرانية بقوة، مثل مهاجمة القاعدة الأمريكية في سوريا، “الطنف”، ومهاجمة سفن تجارية في الخليج الفارسي.

تم وقف الجولة الحالية من المحادثات النووية في فيينا أول أمس بناء على طلب من إيران، بعد انتهاء لقاء مع الدول التي وقعت على الاتفاق النووي في 2015. ممثلو ألمانيا وبريطانيا وفرنسا طلبوا من إيران “زيادة الوتيرة” في نهاية اللقاء، وقال عدد من المشاركين إنهم ينوون استئناف المفاوضات بسرعة، لكنهم لم يشيروا إلى موعد محدد لذلك.

“نأمل أن تكون لدى إيران نية استئناف المحادثات بسرعة، والتعاون بصورة بناءة تمكن من زيادة الوتيرة”، قال ممثلو الدول الثلاث في البيان. وأضافوا بأن طلب إيران وقف المفاوضات “سيؤدي إلى تعليق مخيب للآمال للمحادثات”. وأن هناك حاجة ملحة إلى أن تتجنب إيران القيام بـ “خطوات تصعيدية أخرى في نشاطها النووي”.

قبل اللقاء، قال رئيس البعثة الإيرانية، باقري كني: “تقدمنا جيداً في هذا الأسبوع. وسنعقد لجنة مشتركة تواصل المحادثات بعد وقفها لبضعة أيام”. ولكنه لم يشر إلى أي موعد لاستئناف المحادثات.