هآرتس: بزوج خانع وولد غبي و”كلمة أخيرة”… سارة تحكم إسرائيل

السبت 18 ديسمبر 2021 06:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس: بزوج خانع وولد غبي و”كلمة أخيرة”… سارة تحكم إسرائيل



القدس المحتلة / سما /

هآرتس - بقلم: يوسي كلاين                   "النموذج المثالي لزوجة السياسي هي صونيا بيرتس – المرأة التي لا تُسمع ولا تُرى. أما سارة نتنياهو فلم تكن كذلك. يمكن العودة والكتابة عن المجوهرات والصراخ والـ 11 حقيبة. ولكن لا ننفي أنها ظاهرة فريدة. مارغريت تاتشر حكمت 11 سنة، وغولدا مئير خمس سنوات فقط، أما هي، مع فترة توقف قصيرة، فـ 15 سنة.

اعتقدنا في البداية أنها زوجة أخرى لسياسي. كان توقعنا من زوجة سياسي أن تترأس جمعية للدفاع عن القطط وتصمت. ولكن زوجات السياسيين لا يصمتن، وهناك دائماً من يصغي إليهن. وزير العدل يصغي للسيدة ساعر، ورئيس الحكومة البديل يصغي للسيدة لبيد. ومن يدفع إسرائيل كاتس؟ وهل تبقى السيدة درعي في المطبخ؟ وهل يصمت السيد شلاين؟ وما تفكر به السيدة بينيت بشأن قرارات زوجها أصبح معروفاً الآن.

ولكن من جلبت التغيير الحقيقي هي السيدة نتنياهو. فزوجها لم يصغ لها فقط، بل امتثل لأمرها. لم تكتف بتحطيم سقف الزجاج من فوق رأس نساء السياسيين، بل شكلت قيادة مستقلة وسرية. ولم تفعل ذلك بفضل ألاعيب سياسية، بل بقوة شخصيتها اللامعة وسحرها الشخصي وتواضعها المشهور. المقابلات التي أجرتها قليلة، وخطاباتها معدودة. وتواضع أنغيلا ميركل مقارنة مع تواضعها يبدو مثل هياج الغرائز منفلت العقال.

لم يكن الصراع الحقيقي على القيادة في بلفور، ولم تكن القوة متوازنة. ابن غبي وزوج مستخذ مهدا طريقها للحكم. ما الذي تخفيه؟ لم يحل بعدُ لغز سر إخلاص بيبي المتقد، وهي غير مفهومة بحد ذاتها. وما أشيع عن وثيقة سرية تلزمه بأن يمسك بيدها إلى الأبد، لم يتم دحضها حتى الآن.

ولكن البقع العمياء لم تؤثر عليها؛ فقد وزعت العمل بسخاء، بحيث يناسب مهارات الاثنين اللذين يعملان معها: الابن قدم الفكرة، والأب صاغ، وهي صادقت. الكلمة الأخيرة كانت لها دائماً. صحيح أن كان هناك صراخ مخيف، لكن يمكن، إذا شئتم، أن تعتبروا ذلك عملية تعليمية. واسمحوا لي، حتى إملائية (هي أخصائية نفسية ومعها اللقبان الأول والثاني).

يجب القول لصالحها بأن رغم أنها أوروبية لطيفة، إلا أنها لم تتردد في الغوص في الوحل المحلي وتنزل إلى تفاصيله الصغيرة. نعم، هي المسؤولة عن توطن باردوغو في “صوت الجيش”. نعم، طلبت من موقع “واللاه” أن يزيل صورها وهي ترتدي تنورة غير مناسبة. هذا صحيح، لكن من الذي ضغط من أجل نقل السفارة إلى القدس؟ ومن الذي وقف من وراء اتفاقات أبراهام؟ ومن الذي وقف من وراء تعيين رئيس الأركان؟ شخصياً لا أعرف، لكن لدي تخمين.

من طيبة قلبها، نسبت سارة فضل إنجازاتها لممثلها، الذي رد عليها بأقوال مخلصة ووفية. ولصالحه، نقول بأنه غير بعض الأمور، ولكنه لم ينحرف يوماً عن التعليمات. ولو عرفتم كم سيكون ردها مؤلماً على أي انحراف، لعرفتم السبب. هو فعل كل ما في استطاعته، لكن الجلوس في المعارضة أضر بأدائه. ومطالبته بحماية عائلته قرأها من بيان أملاه عليه خاطفوه والمسدس مصوب على رأسه.

في الحقيقة، تم رفض مطالبته بحماية عائلته. ولكن فضل القاعدة القائلة بأن لا يتم انتخاب السياسي إلا مع عائلته، يعود لها. في الانتخابات القادمة سيتم فحص المواقف السياسية للأزواج والزوجات، وكأنهم/ كأنهن هم المرشحون/ المرشحات بأنفسهم/ بأنفسهن. من الآن فصاعداً لن نتردد في السؤال قبل أي انتخابات: ما الذي تفكر به س. بشأن التطعيم؟ هل تؤيد غيلات مهاجمة إيران؟ يجب إشراك الزوجات أيضاً في المناظرة التي ستجرى قبل الانتخابات القادمة. تخيلوا مواجهة ثلاثية بمشاركة السيدات ساعر، وليبرمان، وشلاين، ووزن ثقيل مع السيدات نتنياهو، ولبيد، وبينيت، بعد الدعاية.

لم تكن ولايتها سهلة، فهناك من سخروا منها. بني تسيفر بسخريته المشهورة وبلسانه المعتاد على الأمور المتعاكسة سماها “جذابة”، وحتى “شهوانية”، وهي بسذاجتها استقبلت المديح بابتسامة محرجة ونظرة خجولة. “لن تصمد الدولة بدون بيبي”، قالت قبل عشرين سنة، قبل فترة طويلة من المحاكمة والرشوة والغواصات. وكمن وقفت فترة طويلة على رأس الدولة، يجب أخذ أقوالها بالجدية الجديرة بها.