قال موقع Axios الأمريكي، في تقرير له الخميس، 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن عملية اغتيال قاسم سليماني، في يناير/كانون الثاني 2020، فجّرت أزمة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وإسرائيل، رغم أنها بدت بمثابة ذروة التعاون الأمريكي الإسرائيلي في ذلك الوقت، إذ إن انزياح الستار عن كواليس الأمور يكشف أنها أصبحت بؤرة توتر رئيسية في العلاقة بين الحليفين.
نقل الموقع عن مسؤول كبير سابق في إدارة دونالد ترامب تأكيده أن الأخير كان يتوقع أن تضطلع إسرائيل بدور أكثر فاعلية في الهجوم، وإذا به يدرك آنذاك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان "على استعداد لمحاربة إيران حتى آخر جندي أمريكي".
نتنياهو استخدمه
يقول المسؤول إن ترامب نفسه قال له: "إسرائيل لم تُحسن التصرف" في هذا الموقف.
كان ترامب أدلى بهذه الملاحظة في مقابلة أجراها، في يوليو/تموز 2021، ووردت تفاصيلها في كتاب: Trump's Peace: The Abraham Accords and the Reshaping of the Middle East.".
بحسب ما ورد في الكتاب، فإن ترامب قال: "لا يمكنني الحديث عن هذا الأمر، لكن ما يمكنني قوله هو أن إسرائيل خذلتني خذلاناً كبيراً في هذا الحدث، وسوف يسمع الناس تفاصيل ذلك في الوقت المناسب".
في المقابل، تقول مصادر أخرى إنه من غير الواضح ما إذا كان غضب ترامب يستند إلى ما يبرره حقاً أم لا.
ينقل موقع Axios عن مسؤول عسكري إسرائيلي بارز قوله إن إسرائيل عرضت أن يكون للقوات الإسرائيلية دورٌ أكبر في العملية، لكن الولايات المتحدة أصرت على أن تكون هي من ينفذ الضربة.
في السياق نفسه، أورد موقع Yahoo News أن إسرائيل أمدَّت الولايات المتحدة أيضاً بدعم استخباراتي أساسي في العملية، وشمل ذلك تتبع الهاتف المحمول لقاسم سليماني.
يقول المسؤول الأمريكي السابق إن غضب ترامب ينقصه التبرير، لكنه وضع الأمر في سياق الموقف نفسه الذي يتخذه من الناتو، وهو أن حلفاء الولايات المتحدة يريدون منها أن تقاتل عنهم.
بينما قال مسؤول سابق في البيت الأبيض إن نتنياهو حاول الانفراد بترامب لإصلاح الأمور عندما زار البيت الأبيض، في سبتمبر/أيلول 2020، لتوقيع اتفاقيات أبراهام، لكن ترامب لم يقتنع واستمر على قناعته بأن نتنياهو استخدمه.
في معرض الدفاع عن الموقف الإسرائيلي، أوضح مسؤول إسرائيلي كبير سابق أن أعضاء بارزين آخرين في إدارة ترامب، منهم نائب الرئيس مايك بنس، أعربوا عن تقديرهم للدور الإسرائيلي في عملية اغتيال سليماني وتوابعها.
ماذا قال ترامب بعد اغتيال سليماني؟
الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2020، قال ترامب إنه أمر بقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني لمنع حرب لا لإشعالها، مشيراً إلى أن سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة ضد أمريكيين.
ترامب أبلغ الصحفيين في منتجعه "مار الاجو" حينها بولاية فلوريدا: "سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة وشريرة ضد دبلوماسيين وجنود أمريكيين، لكننا ضبطناه متلبساً وقمنا بتصفيته".
كما تابع ترامب "تحركنا الليلة الماضية لمنع حرب، لم نتحرك لإشعال حرب"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير النظام في إيران. وقال ترامب إن الهجمات الأخيرة على أهداف أمريكية في العراق والهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد كان بتوجيهات من سليماني. وأضاف "استخدام إيران لمقاتلين بالوكالة لزعزعة استقرار دول الجوار يجب أن يتوقف الآن".
قبل ذلك بساعات قليلة، أصدر الرئيس الأمريكي حينها أول تصريح بعد اغتيال الولايات المتحدة لقائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
إذ اكتفى بكتابة تغريدة عبر حسابه على تويتر، قال فيها إن "إيران لم تنتصر أبداً في أي حرب، لكنها لم تخسر في أي مفاوضات"، وهو ما يبدو أنه دعوة للمفاوضات، في ظل تهديدات إيرانية بالرد القاسي على اغتيال القائد الإيراني الأقوى عسكرياً.