الصحة الإسرائيلية: بريطانيا والدنمارك وبلجيكا دول حمراء.. لا يمكن منع تفشي "أوميكرون"

الأحد 12 ديسمبر 2021 08:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
الصحة الإسرائيلية: بريطانيا والدنمارك وبلجيكا دول حمراء.. لا يمكن منع تفشي "أوميكرون"



القدس المحتلة / سما /

أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، مساء اليوم، الأحد، عن توسيع قائمة الدول الحمراء التي يمنع الإسرائيليون من زيارتها لتصل إلى 52 دولة تضم كل من بريطانيا والدنمارك وبلجيكا؛ في حين شدد وزير الصحة، نيتسان هوروفيتس، على أنه "لا يمكن منع تفشي متحورة ‘أوميكرون‘".

جاء ذلك في إحاطة صحافية قدمها المسؤولون في وزارة الصحة؛ أوضح خلالها المدير العام لوزارة الصحة، نحمان أش، أن "سرعة تفشي متحورة أوميكرون وقدرتها على الانتشار بين السكان ستسبب قدرًا كبيرًا من المصابين".

وحذّر أش من أنه "إذا كان هناك عدد كبير من السكان لم يتلقوا اللقاح المضاد للفيروس، فسيتم تسجيل الكثير من الحالات الخطيرة"، داعيا ثلاثة ملايين مواطن امتنعوا حتى هذه اللحظة عن تلقي اللقاح إلى "الإقبال على حملة التطعيم.

وأوضح المدير العام لوزارة الصحة أن الملايين الثلاثة تشمل 700 ألف بالغ لم يتلقوا التطعيم بالإضافة إلى أطفال في سن تسمح لهم بتلقي التطعيم وأولائك الذين لم يحصلوا على الجرعة المعززة (الثالثة) بعد، مشددا على أن هؤلاء قد يتسببون بتسجيل "مراضة عالية وخطيرة" بالمحتورة "أوميكرون".

وحول مدى تفشي المتحورة "أوميكرون" في إسرائيل، أوضحت مسؤولة خدمات الصحّة العامة في وزارة الصحّة الإسرائيليّة، د. شارون إلروعي - برايس، أنه "المراضة بالمتحورة ‘أوميكرون‘ أقل خطورة والوفيات أبطأ، ولكن هذه بداية موجة جديدة. هناك انخفاض في مدى الحماية لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم في الجرعة الأولى والثانية بالإضافة إلى الأشخاص المتعافين".

ولفتت إلروعي - برايس إلى أن الدول الجديدة التي تم إدراجها في القائمة الحمراء، تدخل إلى حيّز التنفيذ خلال الساعات الـ72 المقبلة، إثر عرضها لمصادقة اللجنة الوزارية المختصة بواجهة كورونا، واللجنة البرلمانية المعنية.

وعن توسيع قائمة الدول الحمراء، قالت: "عندما نرى أن هناك زيادة كبيرة في عدد الحالات المسجلة في الولايات المتحدة وكندا، نحتاج إلى أن نرى مدى أهمية ودقة الإجراءات التي يتم اتخاذها كما فعلنا مع أفريقيا. الهدف هو تحديد الأماكن المعرضة لخطر كبير".

وأوضحت إلروعي - برايس، أن لجنة الخبراء التي تقدم الاستشارة لوزارة الصحة في ما يتعلق بمواجهة جائحة كورونا، ستبحث في إمكانية "تقليص مدة الانتظار" بين تلقي اللقاح الثاني والجرعة الثالثة (المعززة) من خمسة شهور إلى ثلاثة.

من جانبه، اعتبر وزير الصحة، هوروفيتس، أن "إسرائيل في وضع جيد نسبيا قياسا مع بقية العالم"، وأضاف ""لقد اتخذنا قرارات واتخذنا خطوات لم تتخذها أي دولة ومع ذلك قمنا بها بطريقة محسوبة ودقيقة. نحن نتصرف بشكل صحيح في مواجهة الوضع الجديد".

وتابع أنه "هناك تفاهم (لدى المسؤولين في جهاز الصحة) على أنه من المستحيل منع انتشار أوميكرون، ولكن من الممكن تأخير ذلك و‘شراء وقت‘ ثمين لغرض جمع البيانات وتعزيز حملة التطعيم".

وشدد هوروفيتس على أن الحكومة الإسرائيلية ستصدر أوامر لجهات الإنفاذ لتشديد فرض ارتداء الكمامات الواقية وتعليمات "الشارة الخضراء"، وقال: "لا يوجد شيء نريده أكثر من أن يبقى كل شيء مفتوحا. وينصح بتجنب الرحلات غير الضرورية للخارج".

وأكد وزير الصحة أن القيود حول الدخول والخروج من إسرائيل بما في ذلك إجراءات العزل الصحي المشددة والحاجة إلى إجراء فحوصات إضافية ستتواصل خلال الفترة المقبلة، وأوضح أنه "نحن نتفهم أنه لا يمكن منع انتشار أوميكرون بإحكام، ولكن يمكن تأخير ذلك".

جرعة رابعة قريبا؟

وعن إمكانية توسيع حملة التطعيم والسماح للمواطنين بتلقي جرعة رابعة، قال أش: "نحن ندرس ما إذا كانت فعالية الجرعة الثالث آخذة في التضاؤل ​​وما هي درجة الحماية من ‘أوميكرون‘".

وأضاف "هذه هي الاعتبارات التي سيتقرر على أساسها ما إذا كان سيتم إعطاء لقاح أم لا. هناك احتمال كبير أن يحدث ذلك، لكن علينا أن نرى متى".

وقال: "ما زلنا لا نرى إمكانية فتح حملة تطعيم بالجرعة الرابعة لجميع السكان، ولكن أولاً وقبل كل شيء للسكان المعرضين لخطر كبير".

منظمة الصحة: "أوميكرون" تنتشر أسرع واللقاحات أقل فاعلية

وتشير الترجيحات إلى أن المتحورة "أوميكرون" تنتشر أكثر من نظيرتها "دلتا"، وقد تتسبب في أعراض أقل حدة وتجعل اللقاحات أقل فعالية، وفق ما أوردت اليوم، الأحد، منظمة الصحة العالمية، التي أشارت إلى أن معطياتها لا تزال غير مكتملة.

وأكدت المنظمة أن المتحورة أوميكرون تم رصدها في 63 دولة حتى الآن، وهو ما يؤكد تصريحات مسؤوليها مؤخرًا.

وذكرت أنه "يبدو أن أوميكرون تنتشر بشكل أسرع من المتحورة دلتا، المسؤولة حاليًا عن معظم الإصابات في العالم. ولم يتم رصد سرعة الانتشار هذا في جنوب أفريقيا فحسب، بل في المملكة المتحدة كذلك، حيث تسود المتحورة دلتا".

وليس بإمكان منظمة الصحة العالمية حتى الآن - بسبب نقص البيانات الكافية - معرفة ما إذا كان معدل التفشي المرتفع لدى السكان ذوي المناعة العالية يرجع إلى حقيقة أن أوميكرون "تفلت من المناعة، أو تستغل قابلية الانتقال العالية الكامنة، أو أنها مزيج من الاثنين".

وتوقعت المنظمة "أن تتفوق أوميكرون على دلتا في الأماكن التي فيها انتقال مجتمعي".

غير أن البيانات لا تزال غير كافية لتحديد درجة حدة المرض الذي تسببه المتحورة أوميكرون، رغم أن الأعراض في الوقت الحالي تبدو "خفيفة إلى معتدلة" في كل من جنوب أفريقيا، حيث ظهرت للمرة الأولى، وفي أوروبا.

وفي شأن اللقاحات المضادة لكورونا، فإن البيانات المحدودة المتاحة وكذلك البصمة الجينية للمتحورة أوميكرون تشير إلى "انخفاض في الفعالية" في ما يتعلق بالحماية من "الإصابة والعدوى".

وأكدت مختبرات "فايزر - بايونتيك" المطورة لأحد أكثر اللقاحات المضادة لكورونا فعالية حتى الآن، الأربعاء الماضي، أن لقاحها لا يزال "فعّالًا" على المتحورة أوميكرون بعد "ثلاث جرعات".

وتشجع غالبية البلدان القادرة على تحمل تكاليف اللقاحات الناس على أخذ جرعة معززة، كما هي الحال خصوصا في أوروبا التي تواجه موجة جديدة من الإصابات الناجمة عن المتحورة دلتا، بعد أن خففت بشكل مبكر القيود الصحية علاوة على انخفاض معدلات التطعيم.

بينيت: تأخير انتشار أوميكرون مقابل تعزيز حملة التطعيم

وفي وقت سابق اليوم، شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، على أن إستراتيجية حكومته لمواجهة "أوميكرون" تتألف من مكونين اثنين: "الأول هو تأجيل دخول أوميكرون إلى إسرائيل قدر الإمكان عبر ضبط الحدود، أما الثاني فيتمثل في استغلال هذه الأيام الثمينة لزيادة مناعة جميع مواطني إسرائيل، فالحقيقة مفادها أننا لا نتمتع حاليا بما يكفي من الحماية".

وأضاف بينيت، في مستهل جلسة الحكومة، أن "أوميكرون تضر بالأطفال أيضا. نحن نشاهد ذلك في دول أخرى، ونشاهد ذلك في إسرائيل أيضا. فقط في وقت سابق من هذا الأسبوع توفي في إنجلترا طالبا مدرسة إعدادية من نفس الصف إثر تعرضهما للإصابة بسلالة أوميكرون، بحيث لم يكن أحدهما متطعما أصلا بينما كان الثاني متطعما جزئيا".

وأضاف "أناشد أولياء الأمور: طريقة حماية أطفالكم هي تطعيمهم بكل بساطة، وتوفير هذه الحماية لهم. لا تضيعوا أي لحظة واصطحبوهم معكم اليوم لتلقي التطعيم، حتى دون حجز دور. لا تستغرق هذه المسألة سوى بضع دقائق".

وتابع "معظم الأطفال الإسرائيليين غير متطعمين - هذه هي الحقيقة. ما زال معظم الأطفال الإسرائيليين غير متطعمين، ولم يتلقوا حتى التطعيم الأول. لذا توجهوا واستغلوا هذه الأيام الثمينة. نحن لا نستطيع دحر أوميكرون وتأخير انتشارها لوحدنا".

وأضاف "هناك فئة سكانية أخرى تقلقني جدا ألا وهي أؤلئك الأشخاص ممن تلقوا تطعيمين اثنين ولم يتوجهوا بعد لتلقي التطعيم الثالث. إن التطعيم الثالث يوفر قدرا جيدا نسبيا من الحماية ضد أوميكرون أيضا وبالتالي فهذا في متناول أيديكم عمليا".

وأعلن أن وزارة الصحة ستطلق اليوم، "خطة الطوارئ التي تعنى بزيادة وتيرة تلقي التطعيمات كوننا نخوض سباقا ضد أوميكرون. وبدءا بهذا الصباح تجري حملة في مدارس في أنحاء البلاد".

وقال إنه "في حين تخضع أوروبا والولايات المتحدة وغيرها من الأماكن لقيود واسعة النطاق هنا تبقى دولة إسرائيل مفتوحة. والمرافق الاقتصادية مفتوحة والاقتصاد مفتوح والمدارس مفتوحة وفرع الثقافة مفتوح. ونريد إبقاء الأمور على ما هي عليه".